فى الصميم

بعد أوكرانيا.. قبل الكارثة!!

جلال عارف
جلال عارف

الحرب بين روسيا والتحالف الغربى بقيادة أمريكا تدخل مرحلة جديدة وخطيرة. التصعيد فى الفترة الأخيرة يفتح الباب أمام كل الاحتمالات.. بما فى ذلك امتداد الحرب إلى أبعد من أوكرانيا، وامتداد الخطر إلى ما كان محظورا بعد أن أصبحت المحطات النووية تحت القصف والسلاح النووى تحت حالة الاستنفار!!
كان الأمل أن يكون اتفاق تسهيل تصدير القمح بداية لانفراجة نحو إنهاء القتال فى أوكرانيا وبدء التفاوض حول القضايا الكبرى فى الصراع. للأسف يبدو الاتفاق نفسه مهددا بعد امتناع الغرب حتى الآن عن تنفيذ الشق الثانى من الاتفاق وهو الخاص بتسهيل تصدير القمح والحبوب الروسية ورفع القيود على نقلها لانحاء العالم!!


وبدلا من الانفراجة التى كانت منتظرة، يبدو القرار هو التصعيد واستمرار الحرب والضغط على روسيا وكل من يتحالف معها وفى المقدمة بالطبع التنين الصيني. قرار استمرار الحرب واستنزاف روسيا يقترن بتدفق السلاح الأكثر تطورا على أوكرانيا ويتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء أو التى كانت كذلك!!
وهكذا تم قصف منطقة المفاعل النووى فى «زابورجيا»، وهو الأكبر فى أوروبا والمستمر فى العمل بعد وقوعه تحت سيطرة الروس فى أول أيام الحرب. وبعدها كان قصف مواقع فى منطقة «القرم»، الواقعة تحت السيطرة الروسية منذ ثمانى سنوات، ثم مهاجمة قيادة الأسطول الروسى فى البحر الأسود. ومع ذلك فقد كان كل ذلك فى نطاق أوكرانيا بالأمس بدا ان الصراع ينتقل لمدى أوسع. فى قلب موسكو تم اغتيال ابنة المفكر الروسى الشهير «الكسندر دوجين»، صاحب التأثير الأكبر على الرئيس الروسى «بوتين»، انفجرت سيارة الابنة وكان مفترضا أن يكون الأب معها. الرسالة واضحة، ونقل المعركة إلى موسكو سيكون الرد عليه عنيفا بلا شك. لن تكون موسكو هى العاصمة الوحيدة بين أطراف الصراع التى تشهد مثل هذه الاغتيالات، ولن تكون أوكرانيا هى ميدان الحرب الوحيد إذا لم يعد العقل ويبدأ التفاوض الجاد بين روسيا وأمريكا لمنع الكارثة.. فهل يعود العقل قبل فوات الأوان؟!