نقطه على حرف

علي سعده يكتب: الماس الكهربائي المتهم بالإرهاب

 م. علي سعده
م. علي سعده

تعودنا منذ الصغر أن الماس الكهربائي يظهر فقط في موسم الجرد السنوي .. لكن الواضح انه تطور في الأيام الأخيرة ليظهر بوضوح في دور العبادة .. مساجد وكنائس .

كان الغرض منه قديما اخفاء الاختلاسات والسرقات من المخازن.. لكن يبدو انه اصبح وسيله قويه المفعول عند الرغبة في تجديد مسجد او كنيسة قديمة لان الدولة تسارع فورا وتسخر كل امكانياتها لتجديد دار العبادة المحترق خوفا من اتهامها بالإهمال او أن الحادث ارهابي وخوفا من الفتنه الطائفية ايضا.

خلال الشهرين الماضيين نشبت عشرة حرائق في مساجدنا وكنائسنا .. واصابع الاتهام فيهم تتجه جميعا للماس الكهربائي.. ثمانية مساجد كبري ( مسجد اسماء جعفر بالجيزة ومسجد الشيخ علم الدين بأسيوط ومسجد اليماني بالمحلة الكبري ومساجد اخري في اوسيم وبورسعيد ومدينه نصر وسوهاج وغيرها) بالإضافة لكنيسة ابو سيفين بامبابة وكنيسه أخرى بالمنيا .. ثمانية مساجد وكنيستين في شهرين.

ولأن الضحايا كانوا أكثر في كنيسة أبو سيفين (٤١ شهيدا) تسلطت الأضواء على الحادث وتألم المصريون بشده بكافة طوائفهم وظهر معدن الشعب المصري الاصيل في التلاحم الوطني فرأينا البطل محمد يحيي يندفع داخل الكنيسة لينقذ الضحايا وتكسر رجله أثناء حمل احد المصابين والهرولة به من النار ورأينا بعض المسيحيين يتبرعون لإنشاء معهد ازهري في قريتهم قرقشنده بمحافظة القليوبية بقطعه الارض والحديد والاسمنت وانهالت التبرعات علي اسر الضحايا رحمهم الله من جهات مسلمة ومسيحية عديدة منها الأزهر الشريف وآخرين.. وتنصل البعض من المساهمة بحجه تشككه ان الحادث ارهابي وليس ماسا كهربائيا مما جعل بعض الأخوة المسيحيون يشككون في تبرع اللاعب محمد صلاح بـ٣ ملايين جنيها لضحايا حريق الكنيسة تضامنا معه إلا ان قداسة البابا تواضرس المحترم اطفأ نار الفتنه سريعا حين قال :ناس أثارت الشر وتتحدث عن أكاذيب وكلها غير حقيقية، وفيها شكل من أشكال توجيه التقصير والاتهام للناس.. يا أيها المرجفون في المدينة كفاكم إثارة للشر، وتذكروا ان هذا الوطن الذي تريدون إشعال النار فيه وطنكم.

اللهم ارحم شهداءنا مسلمين ومسيحيين وقنا شر الماس الكهربائي وحدد إقامته فقط في الجرد السنوي.