بركاتك يا أم النــور

مسلمون وأقباط ينهلون من روحانيات «درنكة».. وغدًا الليلة الختامية

آلاف الزوار ولافتات تحمل أدعية أملاً فى الاستجابة
آلاف الزوار ولافتات تحمل أدعية أملاً فى الاستجابة

 «السلام لك يا مريم يا يمامة يا جليلة، السلام لك يا مريم يا فاضلة وأمينة، السلام لك يا مريم يا رجاء كل القلوب، السلام لك يا مريم يا نجاة من الحروب»، بهذه الكلمات يهلل المواطنون على الجانبين، بينما يرفع الشمامسة صور العذراء مريم، والصليب، ويرفع آخرون صورًا للعذراء تحتضن المسيح، فى محاولة من الناس أن يحفوها بأيديهم طلبًا للنور والبركة.

يحتفل أقباط مصر ومسلموها رافعين شعار «هنا جبل درنكة، من هنا نخلق السلام النفسى ونرفع الأيادى مبتغين رضاء الله، وآملين فى تحقيق المعجزات، طالبين شفاعة البتول مريم العذراء».. السؤال لماذا درنكة محط أنظار العالم وليس المصريين فقط؟.. الإجابة لأن درنكة هى المغارة التى احتضنت العذراء وابنها المسيح، عليهما السلام، الهاربين منذ ألفى عام من هيرودوس، جاءته العذراء حاملة ولدها هربًا ووجدت فيه أمانها وتركت فى ترابه سرًا وبركة نامت فى مغاراته، وتركت لنا نورها الروحانى، نور لا يختفى بل يزيده الزمن حضورًا ولا تغيره عصور.


فى ذكرى ميلاد العذراء -8 إلى 21 أغسطس- يتجدد الصوم، وفى نهايته، يصعد الناس الجبل يكتبون الرسائل ويتركونها آملين فى العودة محققين رغباتهم بشفاعة البتول، يرفعون الأيادى بالدعاء، فهناك من تحلم بالإنجاب، وآخر يتمنى السفر للخارج، وغيره يحلم بدراسة الطب، وهنا من يشتهى الختام الحسن، كل هؤلاء متجمعون فى دير درنكة الذى يزوره آلاف كل عام لمدة 15 يومًا فترة صيام العذراء، تيمنًا برحلة العائلة المقدسة من فلسطين إلى مستقرها بدير درنكة، حيث ينظم مولد للعذراء كل عام، ككل موالد المصريين يبدأ بالمراجيح وينتهى بالذبيح مرورًا بالدعاء والابتهالات.

على بُعد أمتار من محافظة أسيوط نجد دير درنكة، دورة العذراء تنطلق فى الرابعة عصرًا يوميًا والزائرون يبيتون ليلتهم، يستيقظون على أصوات أجراس الكنائس الكثيرة تعلن بدء القداس فى السابعة صباح كل يوم، تسبقه أصوات الترانيم، تنطلق من سماعات كثيرة وشاشات. ومن بين السيدات الطالبات للبركة ظهرت صورة لسيدة فى أرجاء الاحتفالات ترفع لافتة حملت دعاها إلى السيدة العذراء تشكو همها وتتضمن كلمات: «١٧ سنة محرومة من الأمومة» لتتصدر مواقع التواصل الاجتماعى وتلقى العديد من طلبات الدعم من قبل الأطباء لإجراء جراحة حقن مجهرى دون مقابل مادى، لتحقيق حلمها وإدخال البهجة والسعادة إلى قلبها هى وكل من تعاطف معها، كما رفع الأنبا يؤانس، رئيس الدير، شعار: «الفقير يأكل والغنى يحط فى الصندوق»، حيث وضع قائمة من الأسعار للمشروبات والأطعمة تتراوح بين جنيه واحد و١٠ جنيهات بهدف دعم الفقراء ومساعدة الأسر كبيرة العدد على الاحتفال.
ومن جانبه قال الأنبا يوأنس، أسقف أسيوط وساحل سليم والبدارى، إن زوار ومحبى السيدة العذراء من المسلمين والمسيحيين يتوافدون فى الليلة الختامية من الاحتفالات من كل مكان فى مصر وخارجها.

وأوضح أن الليلة الختامية تشهد صلوات رفع البخور عشية الموكب الذى يجول فى جميع أرجاء الدير يعقبه إنشاد الترانيم والمدائح داخل ساحة الدير واستقبال قيادات المحافظة والمهنئين، يعقبها العظة الروحية وتسبحة نصف الليل تختتم الليلة بصلوات القداس الإلهى.
وأشار إلى أن الدير خلال احتفالات السيدة العذراء، يقبل نذور وذبائح من المسلمين وتوزيعها على الزوار بمثابة بركات ونفحات، حيث إن علاقة الشعب المصرى بالسيدة العذراء مريم علاقة تشفع ومحبة.