«‏Bullet Train»| مبهج من الخارج .. فارغ من الداخل

صورة موضوعية
صورة موضوعية

في فيلم “Bullet Train” ستشاهد أشياء كثيرة لن تتوقعها، حيث  يحتوي القطار السريع من طوكيو إلى كيوتو على كل شيء، فعلى متنه يوجد الكثير من القتلة المحترفين، ولكل منهم أهداف متضاربة، بدءا من النجم براد بيت العائد لجمهوره بعد فترة غياب، ويلعب دور قاتل مأجور محترف يدعى “LadyBug”، لكن حظه سيء دائما، ويتصارع معه من القتلة الآخرين شقيقين بريطانيين يعملان في عصابات المافيا، وطالبة مشاغبة لازالت في المدرسة، لكنها تمتلك طموحات كبيرة تسعى لتحقيقها، وقاتل مكسيكي آخر يدعى “The Wolf”، وأخيرا قاتلة أمريكية محترفة متخصصة في القتل بالسموم المجهولة.

وجود كل هؤلاء القتلة سويا في مكان واحد أبقاهم مشغولين طوال مدة رحلة القطار - وهي ليلة واحدة بالمناسبة - وفي الواقع استطاع المخرج ديفيد ليتش أن يسرع من حدة وإثارة الأحداث طوال مدة الفيلم، ليكون ذلك العنصر هو سبب قوة الفيلم، وضعفه في نفس الوقت، فالفيلم يقدم قصة رائعة من الخارج مليئة بالحيوية والتوهج التي تتميز بها قصص الأكشن اليابانية، لكنها مع ذلك قصة سطحية وغير عميقة، ولا تمنح أي خلفيات للشخصيات، وكأن المخرج غير مهتم سوى بالصورة البصرية للعمل.

إقرأ أيضًا

العثورعلى قبور من الذهب والمجوهرات داخل حطام سفينة عمرها 366 عامًا

كتب سيناريو الفيلم، زاك الكويتش، واقتبس قصته من رواية “ماريا بيتل” الصادرة عام 2010 لمؤلف قصص الجريمة الياباني كوتارو ايزاكا، وبالفعل جاء السيناريو مرحا يحمل جرعة من السخرية المحببة للجمهور، فضلا عن كونه يتميز بالسرعة في أحداثه والبساطة الخادعة في بعض الأوقات، وتدور الأحداث ببساطة حول القاتل المأجور “LadyBug” الذي من المفترض أن يحصل على حقيبة ما، وهي نفس الحقيبة التي أوكل إلى الشقيقين “تانجرين” و”ليمون” حمايتها، فضلا عن أن باقي القتلة المتواجدين في القطار يريدون الحقيبة نفسها، فيقع القتال الدموي بين كل الأطراف داخل وخارج القطار، لرغبة كل منهم في وضع يده على الحقيبة “السامسونيت”، لكن في النهاية يتبادر إلى الذهن سؤال: “هل الحقيبة تستحق كل تلك الصراعات؟”.

كما ذكرت نجح ليتش - صاحب فيلمي Atomic Blonde”” و”Deadpool 2” - في الحفاظ على قوة وثبات عنصر الأكشن طوال أحداث الفيلم، ونحن نشاهد براد بيت يقاتل أعداءه ويسحقهم واحد تلو الآخر، والمميز في الفيلم كذلك أبطاله الذين يمثلون خلفيات مختلفة، جعلت للفيلم جاذبية ورونق مختلف، بالطبع بدءا من بيت، ومرورا بالنجمة الصاعدة جوي كينج، والمطرب البورتوريكي باد باني والممثل البريطاني أرون تايلور جونسون، وجميعهم يدورون حول بيت الذي يعد الحجر الرئيسي في العمل، لكن رغم كل ذلك نجد أنفسنا أمام قاتل يدعى “LadyBug”.. لكن من هو؟.. لا نعلم عنه أي شيء، فهو بالنسبة للجمهور مجرد قاتل محترف، لكنه ليس بطل لقصة نتعاطف معه أو نتأثر به حتى.

فمن هو البطل إذن؟، هل هو “The Father” الذي فقد الأمل في إنقاذ ابنه الصغير؟، أم “The Elder” الذي أقسم على حماية أسرته؟، كلاهما للآسف جاء مهمشين في الأحداث، لإعطاء الأولوية لجرعة الأكشن العالية وعامل التشويق الزائد، ليأتي فيلم”Bullet Train” مفتقدا لوجود بطل يستحق الارتباط به، فهل كان ذلك شيئا متعمدا من مخرج الفيلم ومؤلفه؟

نعم نجح ديفيد ليتش في أن يقدم فيلما ضخما ذو صورة مبهجة وأحداث متسارعة، لكن السخرية الزائدة جاءت قديمة ومبتذلة لا تتناسب مع العصر الحالي، فضلا عن أن ابتعاد الأحداث عن الكشف ولو عن جزء صغير من الحياة الشخصية لتلك الشخصيات القاتلة، جعلت من الصعب الاهتمام أو التأثر بها، إلى جانب الفوضى الكبيرة التي شهدتها نهاية الفيلم، والتي جعلت من الصعب رؤية قيمته ورسالته، لينتهي به الأمر وكأنه عبارة عن كرة لامعة من مجوهرات الأزياء القديمة التي تستمتع وأنت تتأملها، لكنها في النهاية غير مرغوب فيها، لأنها لا تتناسب مع العصر الحالي.