تسليم أهالى .. «دنيا» التى نعرفها

دنيا سمير غانم
دنيا سمير غانم

كتب: محمد إسماعيل

تعود دنيا سمير غانم إلى السينما من خلال فيلم “تسليم أهالى” بعد فترة من الغياب، وذلك منذ آخر أفلامها “لف ودوران” مع أحمد حلمى، وحققت دنيا سمير غانم نجاحا على مستوى الإيرادات خاصة أن الفيلم عرض بعد الأفلام الثلاثة المنافسة فى موسم عيد الأضحى “كيرة والجن” و”بحبك” و”عمهم”، مما منحه فرصة للمشاهدة بشكل أكبر.

وساهم فى هذا النجاح عوامل مختلفة، ولعل أهمها أن العمل يشهد آخر ظهور للراحلة دلال عبد العزيز والراحل سمير غانم، وكان ذلك فى حد ذاته مادة خصبة لترويج العمل، فضلا عن عودة دنيا سمير غانم فى أول بطولة مطلقة لها بالسينما مع هشام ماجد الذى تعاون معها فى مسلسل “بدل الحدوته ثالثة” من قبل.

في البداية يقول الناقد طارق الشناوي، ان هناك حالة من التعاطف مع الفنانة المتألقة دنيا سمير غانم ويعتبر هذا أحد اسباب نجاح الفيلم خاصة وانها العودة الأولى لها بعد صدمة رحيل والديها النجمين سمير غانم ودلال عبد العزيز وحاولت دنيا العودة في رمضان الماضي الا انها لم تتمكن بالاضافة الى حالة التعاطف النفسي فان ظهور سمير ودلال في الفيلم أضفي حالة من التعاطف ايضا بالمشاركة الاخيرة لدلال بالاضافة الى احد مشاهد الفيلم والتي يظهر فيها سمير وكأنه في لحظة وداع.

ويضيف طارق الشناوي، ان فيلم تسليم أهالي يحمل معان ورموز كثيرة بعيدا عن الفيلم نفسه بمعني ان الفيلم هو انتصار للبطولة النسائية والسينما النظيفة، فالسينما في الثمانينيات والتسعينيات كانت السيطرة بها كاملة للبطولة الذكورية مثل محمود عبد العزيز ونور الشريف وأحمد زكي وعادل إمام وغيرهم وحاولت الفنانات اقتحام السينما ومزاحمة الرجال وإثبات أنهن متواجدات على الساحة وبقوة إلا ان فشلن مع الاحترام الكامل لتاريخهن ثم تسلم جيل اخر من الشباب راية بطولة الرجال أمثال احمد السقا ومحمد هنيدي وهاني رمزي وفي ذلك الوقت ظهرت نجمات كان في استطاعتهن ان يحملن الراية الا انهن استصدمن بمفهوم السينما النظيفة فتراجعن الي الخلف واكتفين بالبطولة الثانية النسائية الي ان جاءت المتمردة ياسمين عبد العزيز وكسرت هذا الاحتقار وجاءت دنيا سمير غانم لتدعم ياسمين ليكونا جبهة من التمرد والعصيان، كما ان دنيا ايضا اثبتت ان” ابن الوز عوام “وانها امتداد لمسيرة وسيرة نجمينن رحلا عن دنيانا باجسادهما فقط ولكن روحهما في دنيا ابنتهما وانها خير دليل أن التوريث ليس باطل على طول الخط وان بعضا من ابناء الفنانين يملكون للموهبة ويتمتعون بمفاتيح النجاح والتألق.

إقرأ أيضًا

دنيا سمير غانم وخالد جلال داخل البروفات الأولى لـ«أنستونا»

ويشير طارق الشناوي إلى أن اسناد الفيلم إلى سيناريو ومخرج الكاتب شريف نجيب والمخرج خالد الحفناوي لهما قطعا مساحة سابقة على الخريطة فى الشاشتين إلا أن هناك خطأ عميقا فى البناء الدرامي مسئول عنه الكاتب وساهم فى تأكيده المخرج، وهو غياب المزاج العام الواحد فى الفيلم والمعالجة الدرامية والإخراجية انقسمت بين الواقعية والفانتازيا والفيلم يبدأ بشكل واقعي وهو يحمل بالفعل موقفا مثيرا للضحك عندما تتبادل كل من دلال عبدالعزيز وبيومى فؤاد رسائل الغرام عن طريق مواطن يريد الحصول على إذن حكومى بينما عبارات الغزل تزداد فى سرعتها وتتصاعد بين كل مشهد وأخر.

ويؤكد أن الفيلم يعانى هذا التناقض بين الشكل والمضمون وغابت الرؤية عن الكاتب ولم يستطع المخرج الإمساك بالتفاصيل وهو ما ظهر بوضوح في مشهد الذي حدث به سوء تفاهم عندما يأتى بيومى فؤاد للمنزل مع ابنه هشام ماجد وأبيه عبدالله مشرف، تتصور دنيا أنه جاء ليخطبها إلى ابنه بينما هدفه الزواج من أمها دلال وهنا ينتقل الفيلم إلى منطقة غريبة فى تناوله كدراما ورؤية بصرية وتحدث نقلة 180 درجة فى الأحداث والإحساس والأداء أيضا للممثلين يتناقض بلا منطق بين الواقعية والفانتازيا، وحتى يصل المعنى الذى أعنيه بفن أداء الممثل والجيد في الفيلم أننا أمام بطلة ستصعد الي القمة، ولكن لابد وان تراعي خطواتها وتتحسسها في المستقبل.

في حين يقول الناقد محمود قاسم، أن “الفيلم حقق إيرادات معقولة في البداية ولا يجب ان نقارنه بالأفلام التي طرحت في الموسم الماضي، ومن وجهة نظري كان ذكاء ان يتم طرحه في هذا التوقيت حتي يأخذ فرصته في المشاهدة والحقيقة أن هناك اسباب عديدة لنجاح الفيلم، وهو انه يتناول قصة زوجين يحلم الزوج الذي يعمل بمهنة الطبيب البشري في الهجرة لكندا، ولكن سرعان ما تظهر امرأة في حياة الزوجين وتلاحقهما في كل مكان وتناقش دنيا سمير غانم للمرة الثانية اختلاف طريقة تفكير المرأة والرجل في الارتباط وهي نفس الفكرة التي ناقشها فيلم “لف ودوران” وهو آخر أعمال دنيا السينمائية منذ ٦ سنوات مع أحمد حلمي”.

ويضيف محمود قاسم أن تأجيل عرض الفيلم لمدة عام بسبب الظروف التي مرت بها دنيا سمير غانم عقب وفاة النجمين سمير غانم ودلال عبد العزيز خلق حالة من التعاطف مع دنيا.. وبشكل عام فإن الفيلم مُرضْ فنيا وينتمي الي البساطة واللايت كوميدي والذي تجيده دنيا في اعمالها بعيدا عن التعقيدات والمغامرة.

ويتابع الناقد رامي متولي ان طرح الفيلم في هذا التوقيت كان احد اسباب نجاحه وذكاء من الشركة المنتجة بالإضافة الي ان الشركة من خلال البرومو الدعائي للفيلم خلق حالة من الاشتياق والحب والرغبة في مشاهدة الفيلم بعد ظهور النجمة الراحلة دلال عبد العزيز في البرومو حيث يعتبر المشاركة الأخيرة لها، وهي تتمتع بحب كبير من قبل جمهورها، ولذلك فان البرومو هو مفتاح نجاح العمل.

ويضيف رامي متولي أن أحد الأسلحة ايضا هو المشاركة المتميزة لعدد من نجوم الشرف، وهو ما أعطى ثقلا للفيلم وتخلل الفيلم أيضا، وهو كوميدي لايت مشاهد من الأكشن الخفيف وهي منطقة جديدة على دنيا قررت اقتحامها، ولكن بشكل عام فإن الفيلم به من روح دنيا والسيناريو ملائم عليها وهذا ينم عن ذكاء الفنان في عدم المغامرة أو” الفزلكة” في بطولته السينمائية المطلقة الاولى.