بعد الانفصال.. ابتزاز «الأزواج» سيفًا على رقاب النساء

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: هبة عبدالرحمن

..قديما قالوا «نخرج بالمعروف» ولكن تلك المقولة لم تعد لها معنى هذه الأيام والسبب ما طرأ على المجتمع من تغييرات والسبب سلوكيات شاذة من بعض الرجال ظنًا منهم أنها «شطارة»، ناسين أو متناسين أن هؤلاء النساء كن يومًا عرض هؤلاء الرجال وبينهم عشرة وربما أولاد، حكايات مؤلمة رصدناها لمطلقات عانين أشد المعاناة بعد الطلاق والسبب نذالة من كانوا يومًا أزواجًا لهن، آهات ودموع وتوسلات من عدد من الزوجات اللائى تعرضن لابتزاز من ازواجهن السابقين، وبعدما حدثت بينهما مشاكل وصلت إلى حد طلب الطلاق او الخلع، الذي معه قررت بعض المطلقات أن تتنازل عن كافة حقوقها مقابل حريتها، فوجئ هؤلاء المطلقات بأزواجهن السابقين يستغلون ضعفهن وعدم قدرتهن اجتماعيًا وماديًا لتدميرهن نفسيًا، وإجبارهن على القيام بما يريدون غير مهتمين بحياتهن خاصة وإن كن مقدمات على الارتباط بآخرين.

السطور التالية تحمل تفاصيل جرائم غريبة على مجتمعنا الشرقي؛ بقيام بعض الرجال بابتزاز مطلقاتهم حتى يتنازلن عن حقوقهن أو انتقاما منهن لطلبهن الانفصال، من خلال عرض حالات وآراء المتخصصين.

إيمان: بسبب دعوى الخلع.. يطاردني وأسرتي بدعاوي كيدية

..الزوجة «ايمان حامد» ابنة الإسكندرية تروى مأساتها بدموع عينيها وهى تستغيث بالمسئولين قائلة: زوجى يهددنى يوميا إذا لم اتنازل عن دعوى الخلع التى تقدمت بها ضده، بأنه سوف يلقي على وجهى «مية نار» وتارة يهددنى بخطف ابنتى الطفلة الصغيرة، لقد تحملت معه كل اشكال العنف والإهانة فى فترة الزواج من ضرب وشتيمه وحبس وتجويع، كان هذا الرجل يتعمد إذلالى لدرجة انه فى احدى المرات لم اسمعه عندما نادى علي ففوجئت به يتهجم عليا بالضرب المبرح وعاد إلى مكانه وقال لي بعدها وبتصرف لا يصدقه عقل، سوف اعود إلى مكاني وانادى عليكى وتردى عليّ بسرعة وتيجى زى «الكلبه»، وتصرفات اخرى كثيرة غير طبيعية لا يمكن يتخيلها احد، وكل مرة كنت اهرب من منزل الزوجية كانت اسرتي تضغط عليّ لأعود اليه لأتحمل تصرفاته الغريبة والشاذة، وصل به الأمر أنه يبتزنى بالتهديد بأنه سوف يلحق الاذى بأسرتي، لكن فى مرة لم اتمكن من التحمل وتقدمت بدعوى خلع ضده، وعاد يصالحنى وتعهد لى بالتغيير وصدقته وتنازلت عن الدعوى، لكن فوجئت به يصطحبنى إلى شقة فى مكان بعيد واخذ منى هاتفى حتى لا اتصل بأسرتى، الشقة لم يكن بها أى أثاث حتى انها لم يكن بها حتى «تواليت» مجهز لدرجة أنى تعرضت لمشاكل صحية خطيرة، حتى تمكنت من الهروب مرة اخرى، وتقدمت بدعوى الخلع دون أن اخاف من أى تهديدات من ناحيته.

وتستكمل «ايمان» قائلة: إلى أن فوجئت به يرتكب جريمة نصب وتزوير على زوج ابنة شقيقتى، وحتى يتنازل عن القضية التى اقامها ضده ابتزه واخذ منه إيصال أمانة بمبلغ 50 ألف جنيه، وقد ابتز شقيقتي بأن  توقع له على إيصال أمانه بمبلغ 100 ألف جنيه حتى يبرئ زوج ابنتها، وعندما تقدمت ضده بدعوى الخلع فوجئت به يتقدم بدعوى إيصال أمانة ضدهما، وبالفعل حصل على حكم ضدهما، وقد ارسل لى التهديدات على الموبايل بأنه سوف يقوم بإيذاء اشقائي، وبالفعل لاحقهم بعدد من القضايا الكيدية، ورغم طلبى له بأن يتم الطلاق بالمعروف والاتفاق مقابل أن اتنازل له عن كل شيء ويتركنى فى حال سبيلي لكنه رفض.

وأرسل لأشقائى وزوج ابنة شقيقتى تهديدات اخرى من خلال رسائل صوتية ومكتوبة على الواتس آب بالايذاء، حررنا جميعًا عدة محاضر ضده بعدم تعرض وسب وقذف وكلها كأنها بالنسبة له حبر على ورق لم يرتدع، بل انه يهددنى بأنى سوف أخسر كل القضايا ولن أتمكن من الحصول على الخلع أو الطلاق إلا بعد أن ادفع له مبلغ 2 مليون جنيه، وعلمت منه انه فى احد الايام وهو يقوم بضربى أجبرنى بالتوقيع على عدة اوراق لم اعرف وقتها بما تحتويه هذه الأوراق حتى علمت أنها إيصالات أمانة بهذا المبلغ وكان يعده خصيصا لتلك اللحظة.

وأنهت الزوجة كلامها بدموع عينيها قائلة: اطالب المسؤولين مساعدتى الوقوف بجانبى ضد هذا الرجل الذي اسقطه من نظري كزوج، فهو يهددنى بشكل مستمر بالإيذاء انا وعائلتى ويطاردنا بسيل من الدعاوى الكيدية وقمنا بعمل عدة محاضر بقسم أول شرطة منتزه بالاسكندرية بعدم التعرض وسب وقذف لكن دون فائدة، بل انه يزداد عنف وغطرسه ويحاصرنى الآن وأسرتي بسيل من الرسائل والتهديدات، فأغيثوني.

النائبة منى عبد الله: مشروع قانون باعتبارها جناية وليست جنحة

رصدنا من خلال لجنة الاتصالات بالنواب أكثر من ألف جريمة ابتزاز والداخلية قبضت على المتهمين فيها

هل نحتاج إلى تعديل تشريعي؟!
..تقدمت النائبة منى عبد الله عضو مجلس النواب بمشروع قانون وافق عليه الكثيرون من اعضاء المجلس بشأن تعديل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 157 لسنة 2018 يستهدف المشروع مواجهة وتجريم الابتزاز الإلكترونى وتغليظ عقوبته وجعلها جناية وليست جنحة.

وأوضحت النائبة فى المذكرة الايضاحية لمشروع القانون أنه قد انتشرت فى الفترة الاخيرة ظاهرة جديدة على مجتمعنا المصرى، وهى الابتزاز الإلكترونى من خلال قيام اشخاص بتركيب الصور الفاضحة من اجل ابتزاز اصحابها للحصول على اكبر منفعة، وهي عملية تهديد وترهيب.

وأكدت؛ أنه لا توجد إحصاءات رسمية عن معدل جرائم الابتزاز الإلكترونى ولكن هناك دراسة أعدتها لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، كشفت انه يوم تلو الآخر تزداد الجريمة الإلكترونية فى مصر، وللاسف زادت بشكل كبير فى القرى بمختلف المحافظات، وان شهري سبتمبر واكتوبر شهدا تقديم 1038 بلاغا بجريمة إلكترونية نجحت وزارة الداخلية فى ضبط غالبية المتهمين فى هذه الجرائم حتى الآن، وان اخر 10 أيام فى اكتوبر شهدت بمفردها وقوع 365 جريمة إلكترونية.

وقد اقترحت النائبة منى عبد الله أن يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن مائتين وخمسون ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بالنشر أو المشاركة فى النشر أو التصوير أو المشاركة فى التصوير بغرض الترويج لأخبار أو صور أو فيديوهات أو فبركة فيديوهات وما فى حكمها عن طريق الشبكة المعلوماتية او التطبيقات الالكترونية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات أو المواقع الإلكترونية أو الرسائل الإلكترونية، أو اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الاسرية فى المجتمع المصرى، أو انتهك حرمة الحياه الخاصة أو ارسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته أو بالقيام بالنشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات، لمعلومات أو اخبار أو صور وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أم غير صحيحة.

إقرأ أيضًا

القبض على سيدة وزوجها قاما بتصوير صديقتها في أوضاع مخلة لابتزازها بأكتوبر 

رنا: يهددني بفيديوهات علاقتنا وصور مقابل التنازل عن حضانة ابني

..البداية مع الحكايات المؤلمة؛ تروي الزوجة «رنا علاء الدين» ربة منزل مأساتها قائلة: الزواج كان يوم 1/1/2020 فى بيت عائلته، بدأت المشاكل بعد 3 ايام زواج، منعنى من رؤية أسرتى لأكثر من ستة اشهر بلا سبب أومبرر يعطيه هذا الحق رغم أنه ليس حقا، الأدهى انى كنت اعامل عائلته معاملة طيبة عملا بمقولة «خليني أنا الأكرم»، وبدأت علاقته تتحسن بأسرتى بعد أن رزقنا الله بابنى «تيم»، لكن لم تنته الحجج لإقامة المشاكل بيننا وبعدها بأشهر قليلة وقعت مشكلة بسبب غريب؛ حيث كنا ننوى الخروج ولانى تأخرت لمدة 10 دقائق استشاط غضبا وأخذ ابنى وخرج به مسرعًا من المنزل، وبعد اتصالى به عدة مرات فوجئت به يهددنى بأنى لن ارى ابنى مرة اخرى، وكان ذلك بعد مرور سنة وعشرة اشهر فحسب على الزواج.

دخلت فى حالة من الانهيار، حاول ابى التوصل معه لأى حل دون فائدة، اسرعت إلى قسم الشرطة وقمت بعمل محضر اتهم فيه زوجي بإخفاء ابنى عني، وبدأ يطاردنى بسيل من الرسائل التى تحمل شتائم لى ولأسرتى سواء على الواتس آب او حتى على الفيس بوك.

اسرعت إلى المحامى العام لعمل قرار ضم صغير وعندما حصلت على الصيغة التنفيذية فشلت فى التنفيذ، ذهبت مرة اخرى للتنفيذ فوجئت به اخذ أمه وابنى وترك البيت، فقمت بعمل جنحة للامتناع عن تنفيذ حكم قضائى وبالفعل صدر ضده حبس غيابى ستة اشهر لكني لم اتمكن من تنفيذه بسبب عدم معرفتى عنوانه، كما حصلت على حكم تمكين من منزل الزوجية، وتقدمت بدعوى طلاق للضرر، وبسبب لجوئى للقضاء وتقدمى بعدد من القضايا للحصول على حقى، ارسل لى رسائل تهديد تارة بأنه سيغير اسم ابنى «تيم» ويسافر به خارج البلاد، لكنى اسرعت بعمل دعوى منع من السفر.

وتارة اخرى أخذ يهددنى قائلا: «انا هفضحك فى كل مكان وهنزل صورك على الفيس بوك»، وبدأ بالفعل يشتمني بأقذع الألفاظ على الفيس بوك ويسب فى عرضى ويرسل رسائل شتائم واتهامات لأسرتى، لدرجة انى فوجئت به وقد قام بتصويرى فيديوهات اثناء علاقتنا الزوجية وأرسلها لابى، وهددنى للتنازل عن القضايا التى تقدمت بها، لكنى لم أتردد بعمل محضر سب وقذف فى مباحث الانترنت يوم 15/11 وتم تحديد جلسة بتاريخ 17/5 الماضى امام جنح المحكمة الاقتصادية، ولكن تم إعادتها إلى النيابة لأخذ اقواله.

وأنهت الزوجة «رنا» كلامها بدموع عينيها قائلة: واخيرا ارسل وسيطًا لابى من اقاربه ليملى علينا طلباته ويساومنى بأن اتنازل عن كل القضايا حتى حقى فى حضانة ابنى مقابل ان يتوقف عن التشهير بى والاساءة لسمعتى.

لم يبق لي إلا أن أناشد المسئولين لقد خرجت من زواجى خاسرة كل شيء، شقتى منقولاتى حتى ابنى خطفه زوجى وبعد كل هذا يبتزنى ودائم السباب والاتهامات لى ولرجال ونساء عائلتى، اتمنى وقف نزيف تشويه سمعتى، وإعادة ابنى لحضنى.

دينا الجندي: السجن حتى 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه إذا ثبتت التهمة

..ولا يفوتنا أن نسأل الدكتورة دينا الجندى المحامية بالنقض والدستورية العليا، وعضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة قالت: القانون المصرى الحالى فيه تشريع يجرم الابتزاز بكافة أشكاله، ويشدد العقوبة على من يبتز المرأة أو يعنفها ويضرها بأى ضرر يقع عليها، خاصة ان الابتزاز تهديد مرسل إليها يسبب لها اضرارًا نفسية بالغة.

وإذا تعرضت المرأة لابتزاز وتمكنت من إثبات الضرر الواقع عليها، تصل العقوبة التى تنتظر المتهم للحبس من سنة إلى ثلاث سنوات، وغرامة تصل إلى 50 ألف جنيه، والقانون موجود بالفعل ونطالب الدولة فقط بتفعيله أكثر بحيث يكون هناك سرعة فى التقاضى.
مع العلم أن الرسول الكريم والقرآن الكريم، وكافة الاديان السماوية كرمت المرأة، ولا ننسى اننا نعيش أزهى عصور المرأة المصرية فى ظل الرئيس الانسان عبد الفتاح السيسي الذى يقف نصيرًا للمرأة ويساندها فى كافة المجالات لتقف وتتمكن من أخذ حقوقها بالقانون.

د.هدى زكريا: تدني أخلاقي.. علاجه قانون يجرم إفشاء الأسرار الزوجية

..السؤال هنا؛ لماذا يستخدم بعض الرجال اليوم الابتزاز سيفًا مسلطًا على رقاب مطلقاتهم بدلا من الفراق بالمعروف؟!، أجابت الدكتورة هدى زكريا استاذ علم الاجتماع قائلة: الابتزاز تدنى أخلاقى وهو لا يقتصر على الازواج تجاه الزوجات فحسب ولكن هناك سيدات ايضا يمارسن الابتزاز ضد أزواجهن بأن لا تسمح له برؤية الأبناء أو تراقب تصرفاته أثناء الوقت المخصص للرؤية، ولكن الرجال لديهم فرصة الابتزاز اكبر لان اوضاع النساء الاجتماعية لا تزال مثل الماضى، فالرجال لا ينشغلون كثيرًا لو نالت شخصياتهم بعض النقص الاجتماعى من باب أنا ظنا ووهما أنهم الأقوى لكن سرعان ما يأتي ندمهم حين يتم إلقاء القبض عليهم وتحبسهم النيابة، ولا ننسى فى المقابل أن هناك فتيات تعرضن للانتحار بسبب هذا الابتزاز.

والمبتز يكون ضعيف النفس ولديه انحطاط اخلاقى ويستغل الضعف الاجتماعى للمرأة للنيل منها، للحصول على أى مكتسبات منها سواء مادية بالحصول على المال أو حتى ليجعلها تتنازل عن حقوقها مثل تلك الحالات.

وتتابع د.هدى كلامها قائلة: ما يساعد هؤلاء الاشخاص وجود الإمكانيات التكنولوجية من كاميرات وفرصة التسجيل، كذلك الدراما فهى غير بريئة من وجود مثل تلك الجرائم، خاصة أن القائمين عليها لا يحارب العيوب المجتمعية ولكن يركز الكاميرا على الجريمة الاجتماعية، وبالطبع الجمهور يتأثر بشكل كبير.

يجب عمل توعية دائمة للزوجات اللائى يتعرضن للابتزاز من أزواجهن بضرورة أن يلجأن بسرعة للقانون ولا يترددن لحظة في إبلاغ الشرطة، وعلى القائمين على التشريعات والقوانين بضرورة فرض عقوبة رادعة لمن يكشف الاسرار الزوجية أو يقوم بتصوير زوجته داخل غرف النوم أو فى بيتها ويبتزها بعد ذلك، لاننا نعيش فى علاقات اجتماعية مختلفة عن زمان، فبتلك الافعال هو يهدد السلام الاجتماعى لذلك لابد من قانون ينظم حياتنا، والرسول «ص» اعتبر أن الرجل الذى يفضح زوجته ويتحدث عنها فى غيابها أو يكشف اسرارها يعتبرها من الكبائر، لذا لابد من عقوبة قانونية رادعة.