واردات الغاز الأوروبية تتجاوز 75 مليون طن في 6 أشهر.. والألمان يلجأون للحطب

 شحنات متوالية من الغاز تصل للموانئ الأوروبية
شحنات متوالية من الغاز تصل للموانئ الأوروبية

تتسابق الدول الأوروبية فيما بينها لتأمين إمدادات الغاز المسال قبل فصل الشتاء وزيادة معدل الطلب على الكهرباء والتدفئة، وتستعد بريطانيا لاستقبال شحنة من الغاز الأسترالى يُتوقع وصولها فى غضون أيام قليلة. 


ورغم أن شحنات الغاز الأسترالية إلى أوروبا استثنائية لاعتبارات المسافة التى تزيد من تكلفة النقل، فإن بريطانيا أقدمت على تلك الخطوة لضمان أمن إمداداتها. وسجلت الواردات الأوروبية من الغاز مستويات قياسية منذ بداية العام الجارى اقتنصت أمريكا غالبيتها. 


وحول تفاصيل شحنة الغاز الأسترالى، تستقبل محطة آيل أوف غراين» فى 22 من شهر أغسطس الجارى إمدادات الغاز المسال على متن الناقلة «أتالوس» التى تصل سعتها إلى 174 ألف متر مكعب. 


تُشير البيانات إلى أن واردات الغاز الأوروبية سجلت خلال الأشهر من يناير حتى يوليو الماضى، ما يتجاوز 100 مليار متر مكعب «75 مليون طن»، وتقارب تلك المستويات واردات العام الماضى «2021» بالكامل. 


وفى هذا الصدد، طالب حزب «العمال» البريطانى باستدعاء مبكر للبرلمان للتعامل مع ارتفاع أسعار الطاقة المنزلية والغاز ودرء أسوأ آثار أزمة تكلفة معيشة.

ومع توقع المحللين ارتفاع الفواتير بأكثر من ثلاث مرات هذا الشتاء، عن الماضى، من المقرر أن تحدد هيئة تنظيم الطاقة البريطانية «أفجيم».

وفى نهاية الشهر المستوى الجديد لسقف سعر الطاقة المحلية، الذى سيبدأ سريانه فى أكتوبر المقبل، حسب وكالة بلومبرج» للأنباء. 


لكن حزب «المعارضة» الرئيسى فى المملكة المتحدة قال إن الأسر تتخذ بالفعل «خيارات مستحيلة» بالفعل الآن، كإجراء استباق تحسبا لارتفاع التكاليف لاحقا.


وفى ألمانيا أعلنت الوكالة الاتحادية للشبكات بألمانيا بأنه من الممكن أن يكون هناك نقص فى الغاز على المستوى المحلى خلال الشتاء القادم.


وقال رئيس الوكالة كلاوس مولر «من المحتمل أن يكون هناك بعض التقييدات فى البداية لفترة مؤقتة، ويمكن أن تنتهى أو تحدث أكثر من مرة»، مؤكدا أنه يجب العمل فى هذه الحال على أن يتم نقل الغاز عبر البلاد بشكل جيد.


ولجأ المواطنون إلى زيادة مشترياتهم من حطب الوقود تحوطاً للشتاء. وكبّد ارتفاع أسعار الطاقة، بفعل نقص الإمدادات من روسيا، المواطن الألمانى المزيد من المصاريف على الغاز وزيت التدفئة هذا العام.

وبات على المواطنين البحث عن الكميات الكافية من حطب التدفئة مع زيادة الطلب وقلة العرض، ما أدى إلى ارتفاع باهظ فى الأسعار، حيث تجاوز الارتفاع نسبة 200٪ بالمقارنة مع أسعار عام 2021. 


وتضاعفت أسعار حطب الوقود فى ألمانيا وبعض مناطق بلجيكا وهولندا أيضاً، كما بدأت بلديات أوكرانيا فى قطع الأشجار استعداداً للشتاء القارس وما قد تحمله الحرب من اضطراب أشد فى أوضاع البلاد.


ومع أن حكومة المجر اليمينية القومية خالفت إجماع الاتحاد الأوروبى، وتفاوضت على زيادة وارداتها من الغاز الروسى، فإن سلطاتها اضطرت أيضاً إلى تخفيف قيود قطع الأشجار سعياً إلى زيادة مخزون الحطب.

ولكن القرار استدعى اعتراضات من مناصرين للبيئة، وخرج آلاف الناس للاحتجاج عليه فى شوارع بودابست الأسبوع الماضى.


فى الوقت نفسه اعلنت فرنسا عدم اتفاقها مع الاهتمام الذى أبدته ألمانيا وإسبانيا والبرتغال والمفوضية الأوروبية ببناء خط أنابيب غاز جديد مع شبه الجزيرة بل وشككت فى ان خطوط الغاز الجديدة عبر اسبانيا لن تسد حاجة العجز المتوقعة خلال الفترات القادمة.

اقرأ ايضا |سلطات «لفوف» الأوكرانية تحث السكان على الاستعداد لشتاء طارئ