أستاذ بيئة بحرية يطالب بإعلان الحيد المرجاني بالبحر الأحمر كمحمية طبيعية

الشعاب المرجانية في البحر الأحمر تقاوم ظروف تغيير المناخ
الشعاب المرجانية في البحر الأحمر تقاوم ظروف تغيير المناخ

كشف الدكتور محمود حنفي أستاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس والمستشار البيئي لجمعية المحافظة على البيئة «هيبكا»، أن الشعاب المجانية بالبحر الأحمر هو الملاذ والأمل والملجا للحيود المرجانية في العالم، فقد ثبت علميًا أن الحيد المرجاني للبحر الأحمـر المصـري هو الأكثر قدرة على التأقلم مع ظـروف تغيير المناخ، وارتفاع درجـة حـرارة البحار؛ فبالمقارنة ممـا يحدث في العالم فلم تتأثر مستعمرات المرجان في الجـزر المصـري مـن الحـيـود المرجانية للبحر الأحمر، وهناك العديد من الأبحاث التي أثبتت وبمـا لا يدع مجالًا للشك أن الحيـود المرجـاني الـحـافي للبحـر الأحمـر في جانبه المصري سيكون أو قد تكـون آخـر الحيود المرجانية في العالم التي قـد تـبقي وتقاوم ظروف تغيير المناخ أي أنها قد تكون أمل البشرية كآخر أو أحد آخر هذه النظم الفريدة في العالم .

وتابع استاذ البيئة البحرية، أنـه وعـلي الجانب الإعلامي فإن الصحف العالميـة تناولـت هـذا الـخـبـر عـلي اعتبار أن الحيـد المرجاني المصـري هـو أمـل البشـريـة وقـد يـكـون الملاذ الأخير لهذا النظام البيني الفريد في البحر الأحمر وتأكيـداً عـلي ذلـك فـإن كافة التقارير الصادرة عـن هيئـات رصـد تغيير درجـات الحـرارة مثـل هيئة الأرصاد الأمريكية في كافـة نشـراتها والتي تظهر أن الجـزر المصري للبحر الأحمـر هـو الأقـل عرضة لارتفاع درجـات الحـرارة إلى الحدود القائلـة للمرجـان مقارنة بباقي مناطق البحر الأحمـر والتي ترجع في الأساس إلي ما حبا الله بـه مـصـر مـن نظام للتيارات البحرية تعمل باستمرار علي تلطيف درجات الحرارة في الجزر الشمال علي وجه الخصوص وهناك العديد من الحقائق العلمية التي تدل دلالة قاطعة على ذلك منها على سبيل المثال أول حـدث لابيضاض المرجـان كـان في ٢٠١٢ وقد قامت جمعيـة الحفاظ علي البيئـة ( هيبكا ) بدراســة هـذا الحـدث وأظهرت أن المرجان في الجزء الشمالي المصري لـم يتـأثر بناتـا بهـذه الظاهرة مع العلم أن الجانب الشرقي للبحر الأحمـر والشاطيء السـعودي وعند نفس خطوط العرض تأثر بشكل كبير واقتصـر التـأثير في الجانب المصـري علي المنطقة جنوب مدينة مرسي علم وبنسب ضئيلة جدا وعلي ثلاثـة أنـواع من المرجـان فقط ( مرفقات ) نفس النتائج تم تسجيلها وتشـرهـا مـن حيـث الأبيضـاض للمرجان في عام ۲۰۲۰

وأضاف حنفى، هناك العديـد مـن الأبحاث العلمية التي أظهرت وبمـا لا يدع مجالاً للشك أن المرجـان علي الساحل المصري لخليج العقبة وشمال البحر الأحمر هي الأكثر تأقلماً ومقاومة ومرونة لمقاومة ظاهرة ابيضاض المرجـان نتيجة لظاهرة تغيير المناخ وارتفاع درجـات حرارة البحار والمحيطات كما إن هناك العديـد مـن الأبحـاث الخاصـة بنمذجـة توزيـع درجـات الحـرارة أظهرت أن الجانب المصري للبحر الأحمر وخليج العقبـة هـو الأقـل ارتفاعاً في درجـات الحـرارة وهنـاك عوامـل تـؤدي إلي تلطيـف درجـات الحـرارة باستمرار أهمهـا حـركـة التيـارات المالية وثبت علمياً أن مستويات مرونـة الحـيـود المرجانيـة للجـزء المصـري مـن البـحـر الأحمـر مرتفعـة جـدا أي أن قـدرة المرجـان عـلي التعـافي بعـد حـدوث ظاهرة ابيضـاض المرجـان تتميز بمعدلات مرتفعـة جـدأ ممـا يستوجب معـه تخفيـف وإدارة الضغوط البشرية القائم للحفاظ علي هذه المستويات من المرونة.

وطالب حنفى بضرورة إعلان الحيد المرجاني الساحلى بالبحر الأحمر المصري كمحمية طبيعية له مردود اقتصادى وسياحى ودولى كبير تحت مسمى" الحيد المرجاني الحافي المصري الأعظم للبحر الأحمر، كما هو موجود فى استرليا ويستغل سياحيا مشيرا إن الحيـود المرجانيـة تمثـل أهـم الركائز الأساسية لصناعة السياحة بالبحر الأحمـر لـيـس فقط في مجـالات صناعة الغوص والسنوركل بـل أيضـا تـعـد نـظـم بينيـة داعمـة للحيـاة البحرية وبالرغم أن مساحتها لا تتعـدي مـنـات قليلـة مـن الكيلومترات المربعـة والـتي لا تتعـدى مساحتها مـن مسـاحة البحـر، إلا أنهـا تعـد الـنظم البيئـة الوحيدة الداعمة للحياة البحرية بالبحر الأحمـر وبالرغم مـن محدودية مساحة الحيـد المرجـاني الحـافي إلا أنـه بعـد العمود الفقري لصناع السياحة الراقية وعامل الجذب الرئيســي وكذلك هو أساس أنشطة الصيد لما حباه الله من قدره على إنتاج المادة العضوية الحية كالأسماك.

وكشف استاذ البيئة البحرية هناك العديد من الفوائد الاقتصادية والتي يمكن إبراز بعضها في أن الإعلان سيضيف الكثير إلى الترويج والتسويق السياحي للبحر الأحمـر فـعـلي سـبيل المثـال فـإن كافـة أنشطة التسويق السياحي بأستراليا مرتبط أولا وأخـيـرا بـمـا يعـرف بالحاجز المرجاني الأعظم Great Barrier Reef، وعلى نفس المنوال سيتم إعلان الحيد المرجاني الأعظم بمصر Great fringing والذي سيضيف كثيراً إلي خطط التسويق السياحي  كما أن الإعلان سيضمن صيانة وحماية التنوع البيولوجي والمتمثل في النظم البيئية للحيـود المرجانية وإدارتها بشكل سليم وبالتالي إستدامة استخدامات هذه الحيود وبالتالي إستدامه الأنشطة المرتبطة بها وخصوصاً الأنشطة البحرية ( غوص وسنوركل ) والتي مازالت تمثل أرقي أنواع السياحة الوافدة إلي جمهورية مصر العربية  ، بالاضافة أن هذه الحيود المرجانية بجانب استخدامات الصيد والسياحة إلا أنها تعد مصدراً للموارد الجينية والموارد الفعالة بيولوجيا والتي تقدر بثروات كبيرة وأن الإعلان سيضمن إستدامتها وبالتالي الحفاظ علي هذه الموارد والثروات كحق أصيل للأجيال القادمة .

ويشير استاذ البيئة البحرية، أنه بعد أن  قال العلم كلمته بأن الحيـد المرجاني الحافي للبحر الأحمر المصري قد يكون آخـر ملجـا أو مـلاذ لهذه الأنظمـة البينية الفريدة والحساسة في العالم أصبحت قضية الحفاظ عليـه هي قضية أخلاقيـة كـتراث إنساني وجـب الحفاظ عليـه وانتقلـت مـن مـجـرد اهتمام وطـني إلي أبعـد مـن ذلـك ولـفـت نـظـر العـالم إلي ذلـك عـلي إعتبار أن العـالم كلـه يـجـب أن يشارك في الحفاظ عـلـي هـذا الـتراث الإنساني العـالمي وليس مجرد واجـب وطـي يـخـص جمهورية مصر العربية فقط وبالرغم من أن هذا الموضـوع بـدأ في التـداول إعلاميا في أكبر صحف ووسائل إعلام عالمية إلا أننا في مصــر لـم نعطي هذه القضية حتي الآن الاهتمام الكافي إعلاميـا فقـد تناولـت هـذه الظاهرة إهتمـام الجـاردينز البريطانيـة ونيويورك تايمز الإمريكية وغيرها..

مـردود ثقافي جيد

وتابع حنفى  فإن إعـلان الحيـد المرجـاني الـحـافي كمحميـة طبيعيـة سيكون لـه مـردود إغلاق وثقافي جيد يتميز في إظهار وجه مصر الحضاري في الحفاظ علي التراث الإحيائي العالمي، وإضافة لجهود مصر الدولية في الحفاظ علي التنوع البيولوجي ذات الأهمية العالمية  بجانب التجاوب مع تناوله الإعلام العالمي بخصوص أهمية الحيـد المرجاني الحافي المصـري كأخر أو على الأقل آخر ملاذ أو ملجأ لنظم الحيود المرجانية الهامة على وجه الأرض وإستغلال مثل هذا الحدث للتسويق الإعلامي .

اقرأ أيضا | المصروفات الدراسية بجامعة الإسماعيلية الأهلية.. 90 ألف جنيه للطب و25 ألفًا للتمريض