محطات في حياة النجمة اللبنانية "المتمردة".. نور

النجمة اللبنانية نور
النجمة اللبنانية نور

كتبت: مايسة أحمد

في فترة التسعينيات، شهدت الساحة السينمائية والدرامية، تراجعا في تواجد العنصر العربي الذي طالما كان ضيفا على الأعمال الفنية المصرية، قد يرجع ذلك للظروف الاقتصادية والسياسية التي عاشتها المنطقة العربية وقتها، لكن مع بداية موجة أفلام الشباب، في مطلع الألفية الجديدة، فتحت اللبنانية نور الطريق إلى النجمات اللبنانيات للعودة مرة أخرى للساحة المصرية، بعدما تألقت شكلا وأداءً في البطولة الأولى لأحمد السقا، فيلم شورت وفانلة وكاب.. 

 

تخرجت نور من مدرسة الراهبات الانطوانيات ببيروت، وكانت في القسم الأدبي، ثم ألتحقت بكلية الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية، قسم الرسم والتصوير والنحت، وتخرجت منها عام 2000، وأثناء دراستها جاءت إلى القاهرة لإجراء اختبارات كاميرا للعمل في إعلان تجاري، بمشاركة الفنان هشام سليم وإخراج شريف عرفة، ليختارها بعد ذلك المخرج سعيد حامد لمشاركة أحمد السقا أولى بطولاته السينمائية في فيلم “شورت وفانلة وكاب”عام 2000.

 

نجاح الفيلم أكسبها اسم الشهرة “نور اللبنانية”، وتوالت أدوارها في أفلام رومانسية شبابية ناجحة مثل “إزاي البنات تحبك” مع هاني سلامة عام 2003، و”سنة أولى نصب” مع أحمد عز عام 2004، والذي تعاونت فيه مع المخرجة كاملة أبو ذكري، وكان أول أفلامها الطويلة، ثم “سيد العاطفي” مع تامر حسني عام 2005، وهو أول بطولة سينمائية مطلقة لتامر، ثم عادت وشاركته مؤخرا أيضاً بطولة فيلم “تصبح على خير” عام 2017، واشتهرت نور بأدوار الفتاة الرومانسية الرقيقة.

 

متمردة

نور تم حصرها في بداية مشوارها بأدوار الفتاة الجميلة الرومانسية، لكنها سريعا مع تمردت على هذا الشكل، وانطلقت بين الشخصيات المختلفة بعشرات من الأفلام، منها “أصحاب ولا بيزنس” عام 2001 مع هاني سلامة ومصطفى قمر، الذي قدمت فيه دور مخرجة تليفزيونية متحمسة للقضية الفلسطينية، وفي عام 2007 قدمت فيلم الإثارة “نقطة رجوع” مع شريف منير، ثم “كشف حساب” مع المخرج أمير رمسيس في أول أفلامه الطويلة، وقدمت شخصية مركبة في فيلم “ميكانو” عام 2009 أمام السوري تيم حسن وخالد الصاوي وإخراج محمود كامل، ثم فيلم الجريمة “من 30 سنة” عام 2016 مع المخرج عمرو عرفة.

 

في السنوات العشر الأولى من الألفية كانت السيادة فيها للكوميديا، لذلك ظهرت نور في أكثر من عمل كوميدي، حيث شاركت محمد سعد بطولة فيلم “عوكل” عام 2004، وشاركت أحمد حلمي بطولة فيلمي “ظرف طارق” و”مطب صناعي” عام 2006، لكن  يبقى أبرز أدوارها في تلك الفترة، في فيلم الجريمة “ملاكي إسكندرية” عام 2005، والأكشن الكوميدي “الرهينة” عام 2006، حيث تألقت في أدوار الشر بالعملين اللذان قادا بطولتهما أحمد عز، وأخرجهما ساندرا نشأت، وحقق العملين إيرادات ضخمة في شباك التذاكر. 

 

ورغم تألق نور سينمائيا، لكنها قدمت أيضا عدد من الأدوار التليفزيونية المميزة، بدأتها عام 2005 بمسلسل الجاسوسية “العميل 1001” أمام مصطفى شعبان، ثم “دموع القمر” عام 2008 أمام رياض الخولي ورانيا فريد شوقي، وتألقت في العمل التاريخي”سرايا عابدين” في موسميه عامي 2014 و2015، والذي ضم نجوم من مصر والعالم العربي، وعادت نور للتعاون مع أحمد عز من خلال مسلسل “إكسلانس” عام 2014، الذي قدمت فيه دور لبنانية لأول مرة منذ فيلم “شورت وفانلة وكاب”، وفي موسم رمضان عام 2018 شاركت ياسر جلال بطولة مسلسل “رحيم”، قبل أن تعود لمشاركته البطولة عام 2021 بمسلسل “ضل راجل”، وفي عام 2020 شاركت بالمسلسل واسع النجاح “البرنس” أمام محمد رمضان.

 

الجن

وفي بحثها عن التنوع وطرق أبواب درامية وتمثيلية جديدة، افتتحت نور عام 2021 ببطولة مسلسل “جمال الحريم”، الذي يتناول عالم الجن وأعمال السحر الأسود، وشارك في بطولته دينا فؤاد وخالد سليم، وكان من إخراج منال الصيفي، وفي الموسم الرمضاني الماضي، شاركت خالد النبوي في مسلسل “راجعين يا هوا”، وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة جدًا، ومن المعروف أن نور لا تهتم بتصدر التترات والأفيشات، حيث تقول عن ذلك: “الفرق بين العمل الجماعي والبطولة المطلقة يكون حسب السيناريو، فهناك سيناريوهات لابد أن تكون البطولة فيها جماعية، وهناك أعمال السيناريو يحكم أن يكون هناك بطل واحد والجميع يساعده”.

سهم كيوبيد

نشأت قصة حب بين نور ورجل الأعمال يوسف أنطاكي، ذو الأصول السورية، والمقيم في القاهرة، حيث تعرف الثنائي على بعضهما خلال جلسة جمعتهما بعدد من الأصدقاء المشتركين في مارس عام 2008.

وفي اللحظة الأولى التي وقعت فيها عيني نور على يوسف، شعرت بإرتياح، وتمنت لو لم يكن متزوجا، ولا توجد علاقة عاطفية بحياته، وبعدما أنتهت تلك الجلسة، وانطلقت مع والدتها - التي كانت تتواجد في القاهرة حينها - إلى منزلهما، فوجئت بصديق مشترك بينهما يخبرها بأن يوسف طلب رقم هاتفها الشخصي.

وقتها تأكدت أن الارتياح كان متبادلا منذ البداية، وأستمر حتى وقعا في غرام بعضهما، وقررا الزواج، وبالفعل احتفلا بخطبتهما في يوليو 2008، ودخلا القفص الذهبي في ديسمبر من نفس العام، وأنجبا أبنائهما ليوناردو، وليديا.

صدمات

نور واجهت عدة صدمات في سنة أولى زواج، وقالت عن ذلك: “صدمات الزواج في أول عام تمثلت في المنبه، زوجي كان يستيقظ في السادسة صباحا، وهذا أمر كان مزعج بالنسبة لي، وفي الشتا كان يشغل التكييف على درجة حرارة منخفضة بالإضافة إلى انزعاجى من تعطر الزائد في الصباح لأنى لم أكن أستطيع التنفس لحظة الاستيقاظ من النوم”.

قالت نور إنها سيدة بيتوتية تعشق الجلوس في المنزل مع ابناءها وزوجهاوتعتبر أن تحقيق الاستقرار والهدوء العائلي هو ما ينعكس على العمل بالإيجاب ويشعر به الجمهور.

وعن علاقتها بأبنائها قالت نور: “في بداية دخول ابني للمدرسة، كنت أوصله يوميا إلى أتوبيس المدرسة، وكنت أضع مكياج كامل قبل النزول، حتى يراني الناس بشكلي المعتاد، ثم قررت مع الوقت أن أتعامل بشكل طبيعي مثل أي أم، فأصبحت أنزل بملابس المنزل، وبدون مكياج، حتى أنني لا أنظر في المرآة قبل النزول، وأصبح الناس تستغرب شكلي”.

وعن طريقتها في تربية ابنائها، قالت نور أنها علمتهم النظام، وأن يتخلوا عن الكسل، كما تهتم بهواياتهما، خاصة الرسم والسباحة.

الأمومة غيرت في نور الكثير من الأمور، فأصبحت أكثر مسئولية وتضحية، كما أصبحت تتأثر نفسياً بأمور لم تكن تؤثر فيها من قبل، مثل رؤية أطفال شوارع أو طفل جائع، حيث قالت عن ذلك: “أشعر بغصة حين أراهم، ولا أعرف كيف أساعدهم”.