محمد كريم: هذه حكايتى مع بروس ويليز ونيكولاس كيدج

محمد كريم
محمد كريم

كتب: أحمد سيد

لم يكن طريقه مفروشا بالورود، إلا أنه قرر أن يجتاز كل الصعوبات ويواجهها، ليصل إلى هدفه، وهو الوصول للعالمية، والتواجد بقوة في  عاصمة السينما العالمية، هوليوود، واستطاع أن يحقق ذلك بعد فترة طويلة من المعاناة والتعب، وذلك منذ أن قرر يسافر إلى أمريكا ليبدأ حلمه عام 2004، وذلك بعد أن قدم عددا من الأعمال الفنية في مصر، منها أفلام دكان شحاتة وحين ميسرة والريس عمر حرب.. أنه محمد كريم الذي اقتحم العالمية بفيلمين، الأول “A Score to Settle” مع النجم العالمي نيكولاس كيدج، والذي عرض عام 2019، والثاني “A Day to Die” مع النجم بروس ويليس الذي يعرض حاليا.. أخبار النجوم التقت كريم الذي تحدث عن تجربته مع العالمية، كما تحدث عن مشاركته لكل من كيدج وويليس، وحرصه على عرض فيلمه الأخير A Day to Die”” في مصر بحضور عدد من أبطال العمل.

 

 ما السر وراء حرصك على عرض فيلم “A Day To Die” مع بروس ويليس في مصر؟ 

كنت حريص على عرض الفيلم في مصر لعدة أسباب، أولا لتنشيط السياحة، لذلك قمت بتنظيم زيارة لأبطال الفيلم إلى معالمنا السياحية، ثانيا إن من حق جمهور بلدي أن يشاهدوا أعمالي في الخارج، وما وصلت له بعد فترة طويلة من العناء والجهد، ووجدت حالة من الترحيب لفكرة العرض بمصر، كما لمست إعجاب أبطال الفيلم الذين حضروا معي إلى القاهرة وانبهروا بمعالمها، حيث كنت حريص على أن يزوروا الأهرامات وخان الخليلي ومتحف الحضارة وغيرها من المعالم الآثرية والثقافية، وأيضا قاموا بزيارة بعض المعالم الحديثة. 

 

 ماذا عن المفاوضات التي خضتها من أجل عرض الفيلم داخل مصر؟ 

استغرقت مجهودا كبيرا من أجل عرض الفيلم داخل مصر، وكانت البداية من هوليوود مع صناع الفيلم، حيث كنت أمهد لهم الطريق واحاول إقناعهم بالحضور، كما قمت بالتحضير للعرض الخاص، وتحدثت مع مسئولين بمدينة الإنتاج الإعلامي ليقوم عدد من أبطال الفيلم بزيارتها للوقوف على الإمكانيات المتاحة لدينا. 

 

 ماذا عن تعاونك مع بروس ويليس في فيلم A Day To Die؟ وما تعلمته منه؟ 

سعيد بهذا التعاون، خاصة أن ويليس من الشخصيات المتواضعة، وتعلمت منه الكثير، أهمها الاحترافية في التعامل مع أي مشهد يقوم بتصويره،  ويحضرني موقف، حيث كنا نتسامر سويا قبل التصوير، وبعد فترة طلبه المخرج لتصوير مشاهده، وبمجرد توجهه إلى موقع التصوير تحول ليصبح الشخصية التي يقدمها.. وأنا 90% من مشاهدي كانت معه، وفي أحد المشاهد أشاد بأدائي، وهو أمر أسعدني كثيرا، وكان سببا أن تربطني به علاقة صداقة، حيث قمت بزيارته مؤخرا في منزله بعد تعرضه لوعكة صحية جعلته طريح الفراش، رغم أنه شارك في عدد من الأعمال الأخرى بعد “”A Day To Die. 

 

 ماذا عن كواليس تعاونك مع نيكولاس كيدج في فيلم “A Score to Settle” الذي عرض عام 2019؟ 

تجربة جيدة، والتعاون مع نيكولاس كيدج له مذاق مختلف، حيث جمعتني به عديد من المواقف الرائعة في الكواليس، أبرزها مشهد ضربي له، وكنت أتوقع أن يعترض نيكولاس على المشهد، خاصة أنني أوجه له عديد من الضربات الصعبة، إلا أنه انصاع تماما للمخرج، الذي قام بشرح كافة تفاصيل المشهد، وقبل التصوير تدربنا على الضربات عدة مرات لإتقانها، وحتى لا يتعرض أيا منا لأذى، وبعد انتهاء تصوير المشهد وجدت حالة من التشجيع والإعجاب من جانب فريق العمل، وعلى رأسهم كيدج نفسه، وهذا الموقف تعلمت منه الكثير، فالنجوم الكبار في هوليوود يرضخون لكل تعليمات المخرجين، وهذا لا يحدث في مصر.. من المواقف التي اتذكرها أيضا في هذا العمل، والتي تظهر مدى الاحترافية في التعامل، أنني أثناء تواجدي في الغرفة الخاص بي، وجدت المنتج والمخرج ومدير الإنتاج يطلبون مقابلتي، شعرت بالقلق وقتها، وتوقعت أنني أرتكبت خطأ، لكن وجدت أنهم يرغبون في موافقتي على تصوير عدد ساعات إضافية، وحصلوا على توقيعي بإقرار مني بذلك، حتى لا يتعرضون للمسائلة من جانب نقابة الممثلين هناك.

 

 ماذا عن الصعوبات التي واجهتك في رحلتك نحو العالمية؟

الكثير من الصعوبات، أهمها إتاحة فرصة عمل من الأساس، خاصة أن معظم الفرص التي كانت تعرض علي عبارة عن شخصية عربي إرهابي، وهو ما أرفضه تماما، وأسعى دائما لتقديم أعمال أمريكية أو شخصيات أمريكية خالصة، أو عربية إيجابية، وظللت وراء هذه الفرصة حتى سنحت لي وتحققت مع فيلم “A Score To Settle” وبعده “A Day To Die”، وسعيد بهما، خاصة أن أدواري فيهما مرضية بالنسبة لي، كونها بطولة أمام نجوم بقيمة بروس ويليس ونيكولاس كيدج، لكن طموحي لن يتوقف عند هذا الحد، بل أسعى دائما للأفضل، وكل مرحلة أمر بها أعتبرها بداية جديدة، فأنا مثلا أحلم بـ”الأوسكار” منذ 15 عاما، ولدي إصرار لتحقيق هذا الحلم.  

 ما الذى ينقصنا في السينما العربية - وتحديدا المصرية - للوصول إلى العالمية؟ 

التنظيم والالتزام فقط، لكن أرى أن لدينا مواهب تمتلك قدرات فنية هائلة تؤهلهم للوصول إلى العالمية سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج، بدليل عندما يتاح لنا الفرصة الجيدة نظهر بالشكل الجيد ونحقق نجاحا كبيرا، لكن هناك صعوبات تتسبب في عدم تحقيق ذلك إلا بعض الأعمال التي تتمكن من الوصول إلى العالمية، وهناك أيضا بعض الإحباطات التي قد يصدرها أشخاص آخرون يرغبون في هدمك، وهناك ملهمون بالنسبة لك، مثل لاعب “ليفربول”، محمد صلاح، الذي يعتبر رمز عربي، ونجاحه يمنحني دفعة غير طبيعية، وأمل وإصرار وعزيمة.

 هل تحن للعمل في مصر؟

بالتأكيد، وهناك عدد من الأعمال عرضت علي لكنني أعتذرت عنها لانشغالي في أعمال أخرى، وفي نفس الوقت أتمنى تقديم أعمال محلية، لكن دون أن يؤثر ذلك على عملي في أمريكا.  

 ما رأيك في مقولة أن أفضل طريق للوصول إلى العالمية هي المحلية؟ 

مقولة غير دقيقة، لأن هناك عديد من الممثلين المصريين والعرب لم يقدموا أعمالا مصرية أوعربية ووصلوا إلى العالمية، أبرزهم رامي مالك ومينا مسعود، فالعالمية لها كثير من الطرق، لكن المهم أن تكون طرق شرعية، لكن لا مانع من أن تكون البداية من الوطن، مثلما حدث معي.