باسم سمرة: مسلسل« منعطف خطر » نفحة من الله لهذا السبب

باسم سمرة
باسم سمرة

كتب: أحمد سيد

منذ ظهوره الأول في تسعينيات القرن الماضي في أعمال من إخراج يسري نصر الله ويوسف شاهين، وهو يؤكد بانه سيكون ممثل مختلف، الأمر لا يتعلق فقط بملامحه المصرية الصارمة، ولا بنيانه الجسدي الذي يفتح له المجال للعديد من الأدوار، لكن لأنه نجم يختار أدوار مختلف ويجيد فيها جميعا، تجده في الكوميدي يتميز حتى أمام محمد هنيدي، وفي الأكشن يتواجد أمام كبار نجومها، وهو عامل مشترك في أغلب الأعمال الإجتماعية، وأخرها مسلسل منعطف خطر، الذي يعرض حاليا على إحدى المنصات الإلكترونية، ويحقق نسب متابعة مرتفعة عربيا.. أخبار النجوم ألتقت بباسم سمرة الذي كشف عن تفاصيل دوره في منعطف خطر، كما تحدث عن الصعوبات التي واجهته في تصوير العمل، وتطرق للحديث عن فيلم عمهم، ومسلسل منورة بأهلها.

 

في البداية يقول باسم سمرة: “سعيد بما حققه مسلسل (معطف خطر) من نجاح حتى الآن، حيث تلقيت عديد من التعليقات الإيجابية عن دوري بالعمل، وهو نتاج مجهود كبير تم بذله من جميع فريق العمل، فضلا عن وجود قصة مثيرة مشوقة تجذب الجمهور، وسعيد أيضا لتواجدي مع مجموعة كبيرة من النجوم، على رأسهم ريهام عبد الغفور والسوري باسل الخياط ومحمد علاء وأحمد صيام وأدهم الشرقاوي وسلمى أبو ضيف، وتحت قيادة المخرج السوري السدير مسعود، والمؤلف محمد المصري”.

 

منذ الإطلالة الأولى لك في مسلسل منعطف خطر شاهدنا كثير من الانفعالات والأحاسيس المختلفة.. ما العوامل التي ساعدتك على ظهورها؟ 

السبب في ذلك وجود عدة عناصر اكتملت مع بعضها لتظهر بهذا الشكل المختلف والمميز، أولها تصوير العمل بشكل به أريحية شديدة دون الارتباط بتوقيت محدد للعرض، وهو ما نتعرض له في بعض مسلسلات رمضان، والتي يتم البدء في تصويرها متأخرا، مما يتسبب ذلك في نوع من التسرع بتصوير المشاهد، ويؤدي ذلك لظهور المسلسل بشكل غير مرضي للجمهور، لكن في “منعطف خطر” لم أقابل هذه الأزمة، حيث كان هناك حالة من الهدوء لتقديم عمل مختلف ومميز للجمهور، ويحترم عقليته، وهذا ما جعلني أقدم أفضل ما لدي من أداء، بجانب هذا الأمر، فأن فريق عمل مميز وعلى درجة كبيرة من الإحترافية، وعلى رأسهم ريهام عبد الغفور وحمزة العيلي وباسل الخياط والمخرج السدير مسعود، خلق حالة من المنافسة الإيجابية بين الجميع، حيث تبارى كل ممثل لتقديم أفضل ما لديه، فضلا عن حبي للشخصية التي أقدمها بالعمل، أي شخصية “جمال”، الرجل الصعيدي الذي يتعرض لموقف صعب منذ اللحظات الأولى للعمل، مع وصوله خبر وفاة ابنته.   

 كيف قمت بالتحضير لشخصية جمال؟ 

حاولت قدر الإمكان استحضار ماضي هذه الشخصية، ورسمت لها تاريخ معين، وقمت بمذاكرة الشخصية جيدا بالتعاون مع المخرج السدير مسعود، خاصة أنها شخصية مليئة بالتنوع، لكن هذه النوعية من الأدوار المركبة تستهويني، وأتحدى فيها نفسي لتقديمها بالشكل المطلوب، وأرى أنها نفحة من الله، وأنا من الممثلين الذين يعشقون هذه المهنة، ويخلصون لها في حال توفرت كل الظروف والأجواء التي تتيح لي أن أبدع.      

 معنى ذلك أنك أضفت للشخصية بعض التفاصيل.. ماذا عنها؟ 

بالفعل، لكن بموافقة المخرج والمؤلف، وأكثر المشاهد التي أضفت فيها، تلك المشاهد المؤثرة، والـ”ماستر سين” الخاص بي في العمل، وأنا كنت حريص أن يكون هناك مناقشات بيني وبين المخرج لخروج العمل بأفضل نتيجة ممكنة، وفي النهاية كان ذلك في مصلحة العمل ككل.      

 هل عانيت من تقديم شخصية جمال في مسلسل منعطف خطر؟ 

هذه الشخصية أرهقتني كثيرا، ومازالت أعاني منها حتى الآن رغم انتهاء التصوير منذ فترة، فالشخصية مليئة بالتفاصيل المختلفة والمتشابكة، وكان هناك حرص مني على تقديمها بالشكل الذي يتقبله الجمهور أيضا، لأنها شخصية حساسة، فهو رب الأسرة يتعرض لموقف صعب مع وفاة ابنته، والعمل يتطرق إلى تأثير السوشيال ميديا على الشباب، خاصة تطبيق “تيك توك”.

 كان هناك ملاحظة أن اللهجة الصعيدي التي يتحدث بها جمال تظهر أحيانا وتختفي في أحيان أخرى.. لماذا هذا التغير المستمر؟ 

كان ذلك مقصود من جانب المخرج والمؤلف، حيث هناك بعض العائلات الصعيدية التي تتجه إلى القاهرة وتعيش بها لتبدأ لهجتهم في التغير وتصبح أقرب إلى اللهجة القاهرية، لكن بمجرد الحديث أحد المقربين له من أهل الصعيد تتحول لهجته إلى الصعيدي مرة أخرى، وهو ما ظهر في المشاهد التي تجمعني بشقيقي في العمل “حمزة العيلي”، وكذلك بعض المشاهد التي تجمعني بغريمي “أحمد ماهر”.

 كيف كانت كواليس تصوير أول مشهد لك في العمل والذي تنفعل فيه حينما ترى جثة ابنتك (سلمى أبو ضيف) في السيارة؟ 

لم يكن المشهد الأول الذي بدأت بتصويره بالعمل، لكنه مشهد صعب التأكيد، وتحدثت مع المخرج السدير مسعود وقلت له أتمنى أن لا نعيد تصويره كثيرا، لأني سأخرج طاقة قوية وانفعالات وأحاسيس أبوية نتاج ما سأراه، وتم الاتفاق على ذلك، واستخدم المخرج في هذا المشهد كاميرتين، وتم تصوير المشهد مرتين فقط، وهو من أقل المشاهد التي تم إعادة تصويرها، وبعد انتهاء تصوير المشهد وجدت مظاهر السعادة على وجه المخرج، وهو ما جعلني سعيد بأدائي، فأنا من الممثلين الذين لا يحبون مشاهدة المشاهد على “الشاشة” بعد التصوير، فالمخرج هو عيني التي أرى بها المشهد.         

 ماذا عن اللقاء الثاني فنيا لك مع ريهام عبد الغفور بعد سنوات من اللقاء الأول في مسلسل الريان؟ 

مسلسل “منعطف خطر” جمعني بريهام بعد 11 عاما على تعاونا الأول، والناجح في مسلسل “الريان”، وكان هناك بعض المحاولات خلال هذه الفترة أن نجدد التعاون سويا، إلا أنها باءت بالفشل، نظرا لإنشغال كلا منا بأعمال أخرى، حتى جاءت فرصة المشاركة في “منعطف خطر”، وأعتقد أن ريهام تجمعني بها “كيمياء” مختلفة على الشاشة، كما أنها أصبحت في أقصى حالات النضج الفني، كما تملك خبرة جيدة في اختيار أدوارها، كما كنت سعيد بالتعاون الأول مع النجم السوري باسل الخياط، فهو موهبة عربية تستحق الكثير. 

 كيف كان التعاون الأول بينك وبين المخرج السدير مسعود؟ 

تعاون مثمر للغاية، فهو من المخرجين الواعدين الذين يمتلكون قدرات وإمكانيات هائلة، ورغم من أن تجاربه قليلة، إلا أنه متمكن من أدواته، ولا يعتمد على كونه أبن النجم السوري غسان مسعود، وعلمت منه أنه كان مصرا على مشاركتي في العمل منذ اللحظة الأولى، حيث لم يعرض الدور على أي ممثل آخر قبل أن أوافق عليه.     

 ماذا عن تفاصيل فيلم عمهم الذي يعرض تجاريا؟ 

سعدت بالعمل مع محمد إمام، وكل فريق العمل، وأيضا بالنجاح الذي حققه الفيلم على المستويين الجماهيري والنقدي، وبردود الأفعال عن شخصية “ملك الليل”، على الرغم من قصر الدور نسبيا، لكني استمتعت بالشخصية لأنها تركيبة مختلفة لم أقدمها من قبل، وفيها جوانب عدة تثير الجدل، وبذلت فيها جهدا كبيرا، لأنني أحب هذه النوعية من الشخصيات التي تحتاج إلى أداء من نوع خاص. 

 كيف كان التعامل مع المخرج يسري نصر الله في مسلسل منورة بأهلها؟ 

أستمتع في كل مرة أقف أمام كاميرا يسري نصر الله، فهو من المخرجين الذين يمتلكون قدرات فنية هائلة، وتربطنا علاقة قوية جدا أمام الكاميرا وعلى المستوى الشخصي، ومسلسل “منورة بأهلها” أرهقني كثيرا، فهو من الأعمال الصعبة في تنفيذها، خاصة أنني قدمت فيه شخصية مركبة ومليئة بالغموض.       

 كيف تلقيت شائعة وفاتك التي انتشرت مؤخرا؟ 

شائعة سخيفة تسببت في حالة من الذعر والقلق لدى المقربين، لكن أنا بخير وبصحة جيدة، وأتمنى أن أسعد جمهوري بأعمال تحترم عقليته وتمنحني السعادة، لأن التمثيل مهنة تصنع السعادة لمن يحبها.