عبدالله حسن يكتب: نيِّرة وسلمى ضحايا الإجرام

عبدالله حسن
عبدالله حسن

ما كادت حادثة مقتل الطالبة نيرة أشرف على يد زميلها الطالب بجامعة المنصورة أمام الجامعة بعدة طعنات ثم ذبحها تأخذ طريقها إلى القضاء انتظارا لتنفيذ حكم الإعدام شنقا فى هذا المجرم مع مطالبة المحكمة بتنفيذ إعدامه على الهواء مباشرة حتى يكون عبرة لغيره، حتى وقعت حادثة بشعة أخرى هذه المرة فى محافظة الزقازيق حيث قُتلت الطالبة سلمى بهجت على يد زميلها بالجامعة بعدة طعنات، وأصدر النائب العام المستشار حمادة الصاوى أمرا بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات التى ستأخذ مجراها حتى يحال إلى محكمة الجنايات ثم تحال أوراقه إلى المفتى تمهيدا لإعدامه أسوة بما حدث فى جريمة مقتل نيرة حيث اعترف المجرم بجريمته وأنه ارتكبها وهو بكامل قواه العقلية مع سبق الإصرار والترصد وبشهادة شهود كثيرين على هذه الجريمة النكراء.

ملابسات القضيتين تكاد تكون واحدة، فالقاتلان والضحيتان فى بداية حياة جامعية وكل الأطراف يتطلعون إلى مستقبل واعد بعد انتهاء الدراسة الجامعية، وشاءت أقدار الشابين أن يقترب كل منهما من زميلته ومع مرور الوقت يتصور الشاب فى مثل هذه الظروف أنه وجد أخيرا الفتاة التى طالما حلم بها وبدأ يتصور أنها حبيبته وستكون شريكة حياته ويتزوجان ويشقان طريقهما فى الحياة ويتغلبان على جميع الصعوبات وأنه لن يستطيع العيش بدونها، ويصل الأمر بالشاب فى هذه الحالة إلى حد الجنون، إما أن يتزوجها عنوة أو يقتلها ويضحى بها وبنفسه حتى لا تكون لغيره.

ومن الطبيعى أن يكتشف القاتل فى هذه الحالة أنه راح ضحية أوهام سيطرت عليه دون أن يدرك أنه كان أمامه طريق طويل بعد أن يتخرج من الجامعة وينتهى من خدمته العسكرية إذا كانت تنطبق عليه قوانين التجنيد، ثم يبحث عن عمل يستطيع من خلاله أن يقف على رجليه ويفكر فى الزواج من شريكة حياته، ومن الطبيعى للفتاة الجامعية أنها ستبحث عن الزوج المناسب لها بعد انتهاء دراستها الجامعية.

ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا بدأت القصص والحكايات تتداول حول هذه القضايا والقاتل ينتهزها فرصة لتشويه الضحية والإساءة إلى سمعتها ويدخل بعض المحامين على الخط والمتبرعين بالمال لعدم تطبيق شرع الله. إن هذه الحوادث تدق ناقوس الخطر أمام الجميع لضرورة بحث أسباب هذه الظواهر البشعة الغريبة على المجتمع ووضع حد لها وتوعية شبابنا الذين هم ذخيرة مصر ومستقبلها للنجاة من هذه الظواهر الإجرامية المدمرة.