لطيفة: أنافس نفسى !

لطيفة: أنافس نفسى !
لطيفة: أنافس نفسى !

رغم مشوارها الفني الطويل إلا أن عطائها الفني لم ينضب، وأثبتت أنها مازالت قادرة على التجديد والابتكار مع كل عمل جديد تقدمه، وهو ما تحقق من خلال ألبومها “لطيفة 2022” الذي تطرقت فيه إلى أفكار مُغايرة، وتنوعت أغنياته بين اللهجات العربية المختلفة.. لطيفة تتحدث في الحوار التالي عن كواليس رحلتها مع الألبوم، واختيارها للهجات العربية، وردود أفعال الجمهور حوله، كما تكشف كواليس تجربتها الأولى مع اللهجة العراقية، وسر حرصها على تصوير جميع أغنيات الألبوم على طريقة الفيديو كليب.

طرحت مؤخراً ألبومك الجديد “لطيفة 2022” الذي ضم 5 أغنيات متنوعة بين اللهجات العربية المختلفة .. كيف لمستِ الأصداء وردود أفعال الجمهور؟
لا أستطيع وصف مدى سعادتي بجميع الأصداء وردود أفعال الجمهور في كافة أرجاء الوطن العربي، والتي لمستها بنفسي من خلال تعليقاتهم وآرائهم الإيجابية عبر

مواقع السوشيال ميديا”،فأنا حريصة على التواصل مع الجمهور ومتابعة آرائهم بشكل دائم، والحقيقة لم أتوقع أن يُحقق الألبوم هذه الأرقام في وقت قياسي، ومازلت أحصد ثمار نجاحه بدخول 3 أغنيات ضمن الأكثر مشاهدة حول العالم.


هل تعتقدين أن عدد مشاهدات “اليوتيوب” ونسب الاستماع على المنصات الموسيقية المختلفة مقياس حقيقي لنجاح أي عمل؟
لا شك أن عدد مشاهدات اليوتيوب” ونسب الاستماع على المنصات الموسيقية هي الطريقة المُعاصرة لمعرفة مدى نجاح العمل وتجاوب الجمهور معه خاصة عندما تكون تلك المشاهدات حقيقة وليست مُزيفة، لكن المقياس الأهم بالنسبة لي هو رأي وتفاعل الجمهور مع الأغنيات في الشارع، أيضاً رأي النُقاد له أهمية كبيرة لدي وأضعه بعين الاعتبار.


كيف كانت رحلتك مع الألبوم وكواليس التحضير له؟
استغرق العمل على الألبوم عاما كاملا ما بين اختيارات الأغاني وتنفيذها وتسجيلها، لاسيما أنني كنت حريصة على اختيار جميع الأغنيات بصبر وتركيز، وقُمت بتسجيله ما بين مصر، تونس، دبي، العراق، وتركيا، ورغم التعب والمجهود إلا إنني استمتعت بكواليس تحضيره كثيراً.


قرار تقديم 5 أغنيات بالتأكيد حملك مسئولية أكبر تجاه الاختيارات .. كيف تعاملتِ مع هذا الأمر؟
بالتأكيد؛ لاسيما أنني اخترت أغنيات الألبوم من بين عدد كبير من الأعمال التي عُرضت عليً، إذ استمعت إلى كل ما أرسله لي الصُناع من شعراء وملحنين وموزعين، وهو الأمر الذي وضعني في حيرة في بعض الأحيان، لكني انجذبت لـ اللحن الذي خطف آذاني منذ اللحظة الأولى، كذلك الكلمة، أيضاً فضلت التنوع في اللهجات ما بين المصري ، التونسي ، والعراقي إلى جانب تقديم أشكال موسيقية مختلفة لإرضاء جميع الأذواق.


كيف جاء تنوعك واختيارك للهجات العربية التي ضمها الألبوم بين التونسية والمصرية والعراقية؟
وقع اختياري على 3 أغنيات باللهجة المصرية؛ الأولى بعنوان “هنعيشها مرة واحدة” من كلمات ملاك عادل، ألحان محمد يحيى، وتوزيع محمد حمدي، وهي من أحب الأغنيات إلى قلبي، وتتميز بروح التفاؤل والفرح وحُب الحياة، والثانية بعنوان “أحسن أحسن” من كلمات تامر حسين، ألحان عزيز الشافعي، وتوزيع توما، والأخيرة بعنوان “من بلدي”.

 وقدمت أغنية تونسية بنكهة عصرية بعنوان “طار طار” من كلمات وألحان رضا شعير، وتوزيع مختار الكبسي، ولأول مرة أُقدم أغنيتين باللهجة العراقية بعنوان “حبيبو”، “أعطيني دم” من كلمات تراث نمير، وألحان علي سالم، وتوزيع تراث نمير ووسام عبد المنعم.


تاريخك الفني الكبير حافل بالأغنيات ذات اللهجات العربية المختلفة لكن لأول مرة تُقدمين اللهجة العراقية بأغنيتي “حبيبو”، و “أعطيني دوم”.. هل تعتقدين أن تلك الخطوة تأخرت؟


أبداً لا أحسب الأمور بهذه الطريقة، وتحمست لتقديم اللهجة العراقية بعدما وجدت الأعمال التي جذبتني، فقد أرسل لي الشاعر تراث نمير والملحن علي سالم عدد من أعمالهم، واخترت من بينها “حبيبو”.

و “أعطيني دوم”، وسعدت كثيراً بالعمل معهم، فقد لمست فيهم حماس الشباب ولديهم من الطاقات الإبداعية ما يُنبئ بمشوار ملئ بالنجاحات الفنية.


هل وجدت صعوبة في اتقان اللهجة؟
إطلاقاً؛ بل كنت أشعر بإرتياح شديد أثناء الغناء كما لو كنت مُتمرسة في أداء اللهجة العراقية منذ فترة طويلة، وسعدت بجميع تعليقات الجمهور العراقي، وبالنجاح الذي حققته الأغنيتين ، وهو ما قد يُحمسني لتكرار التجربة مرة أخرى.


“أحسن أحسن” إحدى أغنيات الألبوم التي انضمت لقائمة الأعمال التي عبرتِ من خلالها عن المرأة القوية والمتمردة ضد الرجل إلى جانب أغنيات “مأفورها” و”في الأحلام”.. لماذا يستهويكِ تقديم هذه النوعية من الأغنيات؟


انجذب كثيراً لهذه النوعية من الأغنيات كونها تحمل أفكاراً مختلفة ومصطلحات جريئة وجديدة فضلاً عن كونها أغنيات خفيفة الظل، ومن وقت لآخر أتحمس لتقديمها خاصة بعدما وجدت تجاوب وتفاعل من الجمهور مع تلك الأفكار التي قد تُشكل صدمة للبعض في البداية بسبب جرأة الفكرة.

فمثلاً أغنية “مأفورها” احتوت على بعض المصطلحات التي قدمتها لأول مرة مثل “بكلمة هفورها”، “أصهين”، “هحورها”، “مش هاجي دوغري”، أيضاً أغنية “في الأحلام” تتناول قضية الخيانة في قالب خفيف الظل بمصطلحات قوية ومُعبرة مثل “هوريك أيام سودة”، و”إهدى على نفسك لتشوف مني جنان”.

وهي الجُمل الشهيرة التي تستخدمها المرأة في عتابها للرجل، و”بطل استفزاز”، و”عامل سنجل وانت بناتك على وش جواز”، وغيرها من الكلمات الجريئة، أما “أحسن أحسن” فقد تطرح مسألة عِناد وتمرد المرأة ضد الرجل. 


أطلقتِ جرعة كبيرة من التفاؤل والطاقة الإيجابية بأغنية “هنعيشها مرة واحدة” التي تميز تصويرها بأجواء صيفية بإمتياز .. كيف كانت كواليس تصويرها؟ 
حرصت على اختيار أغانِ تدعو للبهجة والفرح للتخفيف عن الناس ولم أجد أنسب من “هنعشيها مرة واحدة” التي تحمل من عنوانها دعوة للتفاؤل ونسيان للهموم والأحزان، وأجواء التصوير كانت أكثر من رائعة، إذ غمرني إحساس بالسعادة وكأنني أسبح في الهواء.

وظهر ذلك واضحاً من خلال لقطات ومشاهد الفيديو كليب، واخترت تصويرها على “يخت” وسط البحر لإضفاء أجواء من الطاقة الإيجابية، والمُفاجئ إنني تعاملت بتلقائية وعفوية شديدة أمام الكاميرا كما لو إنني في رحلة بحرية مع أصدقائي دون أن أكترث للكاميرات.

وقصدت أن أظهر بـ “لوك” طبيعي و “فريش” دون تكلف، كما تعمدت إرتداء الألوان الزاهية التي تتناسب مع طبيعة فصل الصيف وأجواءه لحرصي على خروج تفاصيل الكليب بشكل مُبهج.


لماذا اخترتِ أغنية “من بلدي” ليتم طرحها بشكل منفرد بعد فترة قليلة من اطلاق الألبوم؟
“من بلدي” أغنية مختلفة من حيث الموضوع وطريقة التناول من كلمات كريم حكيم، ألحان وتوزيع خالد فتوح، إذ تتطرق إلى الغُربة وأوجاعها، وهو الشعور القاسي الذي ينتاب شريحة كبيرة ممن تضطرهم ظروف الحياة إلى الاغتراب عن وطنهم وعائلتهم.

وأشعر بحماس شديد تجاه هذا العمل لواقعيته، وأؤكد أنه سيلمس فئة كبيرة، وأستعد لتصويرها على طريقة الفيديو كليب، وطلبت من جمهوري مشاركة صورهم وحكاياتهم مع الغُربة لأنها ستكون جزء من الأغنية، ومن المقرر طرحها خلال الأسابيع القليلة المقبلة.


ما سر حرصك على تصوير جميع أغنيات الألبوم على طريقة الفيديو كليب؟
 تعاملت مع كل أغنية كما لو كانت عمل مُنفرد، وأعطيت كل منها إهتماماً بالرؤية الإخراجية لتخرج كل أغنية بفكرة تعكس حالتها، وقُمت بتصوير الأغنيات بين مصر ، دبي ، وبيروت.

وهو ما تطلب مجهوداً مُضاعفاً وميزانية أكبر لكن على الرغم من ذلك إلا إنني أسعد دائماً بتصوير كل أغنياتي إيماناً مني بأهمية توثيقها بالصورة لإثراء الجانب البصري ، وهو الأمر الذي يجعل العمل مُرتبط بأذهان الجمهور ، وفي اعتقادي أن الأغنية التي لا يتم تصويرها تتعرض للظلم ، ولو عاد بي الزمن لقمت بتصوير كل أعمالي.


في ظل المُتغيرات التي تمر بها الساحة الغنائية مؤخراً أصبحت استراتيجية طرح الأغنيات بشكل منفرد المُتبعة والسائدة في الفترة الحالية لكنكِ فضلت اطلاق أغنيات الألبوم دُفعة واحدة .. لماذا؟
فضلت اطلاق “ميني” ألبوم يضم 5 أو 6 أغنيات لتحقيق التوازن بين ما يتناسب مع طبيعة المرحلة والتطور الذي تشهده الساحة الغنائية مؤخراً ، ورغبتي في إرضاء جميع الأذواق بطرح أعمال متنوعة بين اللهجات العربية المختلفة.

وهذا هو التوجه الذي اخترته لمواكبة العصر بعد أن أصبحت فكرة إطلاق ألبوم كامل تحمل بعض الصعوبات من حيث حجم الانتشار فضلاً عن المجهود والسنوات الطويلة التي يتطلبها الألبوم حتى يخرج إلى النور ، ومن قبل “الميني” ألبوم وأنا أميل لطرح أعمالي بشكل منفرد بين فترة وأخرى .


كيف ترين المُنافسة في ظل تواجد عدد من الألبومات والأعمال الغنائية المنفردة للنجوم عمرو دياب، أصالة وتامر حسني؟
المنافسة دائماً ما تكون في صالح الجمهور الذي يتذوق كافة الألوان والأشكال الموسيقية في توقيت واحد ، وأرى أن هذا الموسم واحد من أقوى المواسم الغنائية خلال السنوات الأخيرة من حيث الكم والكيف، وأُبارك للجميع على أعمالهم المُميزة والناجحة.

وأتمنى لهم مزيداً من التألق والنجاح، لكنني كما تعودت لا أُنافس إلا نفسي فقط، وأسعى دائماً لتقديم كل ما هو جديد ومناسب مع أذواق الجماهير في مختلف البلدان العربية.


ماذا عن تفاصيل المشروع الذي من المقرر أن يجمعك بالفنان زياد الرحباني؟
نستعد للتحضير سوياً لألبوم جديد ، وأنا مُتحمسة كثيراً لهذا المشروع ، لكن أُفضل ألا أفصح عن تفاصيله في الوقت الحالي قبل أن تكتمل ملامحه الأولية ، وهو التعاون الثاني الذي من المقرر أن يجمعني بالفنان زياد الرحباني بعد ألبوم “معلومات أكيدة” .


وأخيراً .. أين تقضي لطيفة عطلتها لصيف 2022؟
استمتع بعطلتي الصيفية في الوقت الحالي بأحد المنتجعات بالساحل الشمالي مع عائلتي وعدد من الأصدقاء قبل استئناف نشاطي الفني من جديد.

اقرأ ايضا | « الهوس و الشجن » مفاجأة لطيفة