دراسة.. النظام الخالي من الجلوتين يمكن أن يزيد من قدرات حرق الدهون

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الجلوتين هو بروتين يوجد في الغالب في الحبوب مثل القمح والشعير، ومن المعروف أنه يتسبب في التهاب وإتلاف أمعاء المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية.

«السياحة»: تطبيق باقات تصوير تجاري ودعائي وسينمائي بالمتاحف والمواقع الأثرية

ويعد النظام الغذائي الخالي من الجلوتين هو العلاج الوحيد لهذه الحالات، لكن بشكل عام لا يشكل الغلوتين أي خطر ولا يوجد ما يدعو إلى تجنبه، فبالنسبة لأولئك الذين يعانون من حساسية الجلوتين، يمكن أن يسبب أعراضا مثل الانتفاخ والغازات والإسهال.

وتوصلت دراسة، أجريت على الحيوانات عام 2013، إلى أن النظام الغذائي الخالي من الجلوتين يمكن أن يزيد من قدرات حرق الدهون وكذلك يقلل من مقاومة الأنسولين والالتهابات داخل الأنسجة الدهنية، ولكن مازال هناك حاجة لدراسات على البشر لتأكيد هذه النتائج، وذلك حسب ما ذكره موقع «getaboutcolumbia».

ويرجح العلماء أن يكون السبب وراء هذه الاختلافات الصارخة إلى أنه عند التشخيص، كان معظم مرضى الاضطرابات الهضمية يعانون من زيادة الوزن ولم يكن لديهم فهم جيد للتغذية الصحية.

ويضيف الجلوتين الملمس والهيكل والرائحة والفم إلى المنتجات المخبوزة، ولتقليد التأثيرات الوظيفية والحسية للجلوتين، يمكن إثراء العديد من المنتجات الخالية من الجلوتين بمكونات أقل فائدة من الناحية الصحية.

ويشير باحثون، في تقرير نشرته دورية Pediatrics، إلى أنه لا يوجد دليل على أن الأنظمة الغذائية الخالية من الجلوتين يمكن أن توفر أي فوائد صحية كبيرة لأولئك الذين ليس لديهم مشاكل في هضم الغلوتين.

ووفقًا لمؤسسة Celiac Disease Foundation، تشمل المصادر الرئيسية للجلوتين الحبوب مثل القمح والشعير والشوفان، بالإضافة إلى مشتقاتها مثل الشعير والخميرة ونشا القمح. 

لذلك يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية الجلوتين إلى تجنب العديد من المواد الغذائية الشائعة، بما يشمل المكرونة والخبز والمخبوزات وحبوب الإفطار.

ويوجد الجلوتين أيضًا بشكل شائع في الصلصات والتوابل، وخاصة صلصة الصويا وخل الشعير. 

كما يستخدمه مصنعو المواد الغذائية كمادة مضافة أو حشو، وفي هذه الحالات، يتم إدراجه عادةً على الملصقات تحت مسميات مثل مالتوديكسترين أو نشا القمح.

ونظرًا لأن البدائل الخالية من الجلوتين تميل إلى أن تكون باهظة الثمن ويصعب الحصول عليها، فإن النظام الغذائي النموذجي الخالي من الجلوتين يتكون عادةً من أطعمة كاملة خالية من الجلوتين بشكل طبيعي، بما يشمل الفواكه والخضراوات والحبوب الخالية من الجلوتين مثل الأرز البني والكينوا والدخن.

ويمكن أن يساعد استبعاد تناول الأطعمة، التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات البسيطة، واستبدالها بأطعمة غنية بالألياف قليلة المعالجة على تعزيز فقدان الوزن والشعور بالراحة.

وتشير الأدلة القصصية من الممارسات السريرية إلى أن مرضى الاضطرابات الهضمية الذين يتحولون إلى نظام غذائي خالٍ من الجلوتين ربما يجدون أنهم يفقدون الوزن بسهولة أكثر.

من جانبها، قالت دكتورة صوفي ميدلين، استشارية التغذية إن ما يحدث عادة إذا تجنب شخص ما الغلوتين هو أنه يحد من الكربوهيدرات وبالتالي ينتهي به الأمر إلى فقدان الوزن، مضيفة أن الأمر لا يرتبط بالجلوتين وإنما يرجع السبب إلى النظام الغذائي المقيد، الذي يؤدي إلى فقدان الوزن.

إلى ذلك، تُظهر الدراسات البحثية نتائج مختلطة، إذ توصل العديد من الأوراق إلى أن الاستغناء عن الجلوتين يمكن أن يساهم بالفعل في زيادة الوزن.

ووفقًا لدراسة نُشرت في دورية Alimentary Pharmacology and Therapeutics، تسبب اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين في زيادة الوزن، في حين أن 22٪ ممن المرضى الذين كانوا يعانون من زيادة في الوزن بالفعل اكتسبوا المزيد من الوزن.

كما أظهرت دراسة مماثلة من الدورية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي أن 81٪ من مرضى الاضطرابات الهضمية يكتسبون الوزن بعد عامين من اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين.

في الوقت نفسه، اكتشف باحثون، في دراسة نشرتها الدورية الأوروبية للطب الباطني وأمراض الجهاز الهضمي السريرية، أن التخلص من الجلوتين ربما يكون له تأثير مفيد على مؤشر كتلة الجسم، على حد سواء لكل من يعاني من نقص الوزن وكذلك الذين يعانون من السمنة المفرطة.

وتقول دكتورة ميدلين: "يضطر مصنعو المواد الغذائية إضافة المزيد من الدهون والسكر والإضافات لجعل طعم الطعام لطيفًا وكي يبدو كما لو كان يحتوي على الجلوتين، موضحة أن خلو الطعام من الجلوتين لا يرتبط بأي شكل من الأشكال بكونه أكثر فائدة صحيًا".

ويشعر المهنيون الطبيون بالقلق أيضًا من أن الوجبات الغذائية الخالية من الجلوتين يمكن أن تؤدي إلى نقص محتمل في العناصر المغذية. 

وتقول دكتورة واسرمان: "إن قلقي الرئيسي هو كيف يستعيد المرء مصادر الكربوهيدرات المعقدة الرئيسية التي يتم التخلص منها من وجباته، وتضيف قائلة إن "بعض النظم الغذائية الخالية من الجلوتين يمكن أن تتسبب أيضًا في الحرمان من فيتامينات B والألياف وحمض الفوليك والكالسيوم والحديد الموجود في الكربوهيدرات".

وفقًا لمراجعة علمية، نُشرت في دورية Nutrients، فإن الاستغناء عن الجلوتين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في تناول البروتين والمغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامين E والفولات والصوديوم. 

لذلك تنصح دكتورة ميدلين قائلة: "إذا كان الشخص لا يعاني من مرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية الجلوتين، فيجب عليه عدم الامتناع بشكل نهائي عن الجلوتين".