خطة ضخمة تنفذها الدولة للارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة فى قطاع السكك الحديدية الضخم ليلبى مطالب ركاب القطارات الذين تصل أعدادهم إلى الملايين ويستخدمون هذه الوسيلة على مدار اليوم للتنقل بين المحافظات المختلفة.. جرارات جديدة وعربات متطورة وطفرة فى تجديد المزلقانات والإشارات والتشغيل الإلكترونى.
يسلط «بحرى والصعيد» الضوء على التطوير الذى يشهده هذا القطاع ويعرض آراء المسئولين ومطالب المستخدمين فى نفس الوقت.
تشهد محافظة الشرقية طفرة هائلة غير مسبوقة فى قطاع السكك الحديدية حيث يتم تنفيذ خطة طموحة لإحلال وتجديد وتطوير ورفع كفاءة محطات السكة الحديد وأسوارها والمزلقانات.
يتسابق المهندسون والفنيون والعمال فى ملحمة وطنية رائعة للانتهاء من تلك الخطة التى تمثل إعجازاً وليس إنجازاً.
يقول الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، إن المحافظة تضم ٥٠ محطة سكة حديد و١٠٣مزلقانات، وقد تم إهمال هذا القطاع خلال السنوات الماضية، حيث لم تمتد إليه يد التطوير منذ أكثر من ٥٠عاماً، الأمر الذى أدى إلى تدهوره، وقد أيقن الرئيس عبد الفتاح السيسى مخاطر إهمال هذا القطاع الحيوى منذ اللحظة الأولى لتوليه مسئولية رئاسة مصر فقرر إعطاءه الأولوية فى مهام عمله، وأعطى توجيهات للبدء فوراً فى تنفيذ خطة طموحة لتطوير محطات السكك الحديدية والمزلقانات ليشعر المواطن بارتقاء الخدمة فى هذا القطاع وتتلاشى حوادث القطارات بصورة نهائية...
وقال المحافظ إنه تم تشكيل لجان فنية وفرق عمل من هيئة السكة الحديد بمنطقة شرق الدلتا لتحديد الأولويات فى خطة التطوير وإعداد برنامج زمنى لها وتحولت محطات السكك الحديدية لخلايا نحل لإنجاز تلك المهمة الوطنية، وقد تم الانتهاء من تطوير ١٣محطة سكة حديد بالزقازيق والعزيزية وكوم حلين وأبو حماد وبير عمارة وبلبيس وأولاد سيف وههيا وأبو كبير والجامعة والغابة وفاقوس والعزازى، وجار تطوير١٠محطات أخرى كائنة فى ميت يزيد والجديدة والزنكلون وصفط الحنة والصوة ومحجر أبو حماد وانشاص والفدادنة وكفر الحاج عمر وغزالة عبدون وكذلك إنشاء محطة سكة حديد جديدة بقرية البيروم لتأمين حركة الركاب وعدم عبور خط السكة الحديد.
كما تم إبرام عقود مع الشركات المنفذة لخطة التطوير ليمتد قطار التحديث لعدد ٧ محطات أخرى بمنيا القمح و الشبانات وهرية رزنة والمسلمية والعدوه وشرشيمة وابو ياسين أما باقى المحطات وعددها ١٩سيتم تطويرها خلال الشهور القادمة.
وأضاف الدكتور ممدوح غراب بقوله إن خطة التطوير تتضمن إحلال وتجديد المبانى الكائنة بتلك المحطات وطلائها بألوان تبعث البهجة والفرحة فى نفوس القادمين لها ورفع الكفاءة الفنية للأرصفة باستبدال البلاط القديم بآخر جديد وتطويرها بحيث لا يقل طولها عن ٢٠٠متر ورفع مستواها بما يعادل ارتفاع مستوى القطارات لاستيعاب عدد القطارات وتأمين صعود ونزول الركاب على الأرصفة.
كما تتضمن إحلال وتجديد دورات المياه وتزويدها بالأدوات الصحية الصالحة للاستخدام وتأمينها من محاولات العبث بها والسرقة... وكذلك تركيب كشافات إضاءة مزودة بمصابيح موفرة للكهرباء.
وإنشاء استراحات للركاب من المقاعد الخرسانية المبطنة بالرخام التى تعلوها مظلات مصممة بأسلوب هندسى ومصنعة من الصاج الحديث المطلى بمواد عازلة للرطوبة والمقاومة للعوامل الجوية.
كما شملت خطة التطوير تزويد المحطات بمكبرات صوت وكاميرات مراقبة ووسائل الدفاع المدنى والحريق و تركيب بوابات إلكترونية للكشف عن الحقائب والتأكد من خلوها من الممنوعات والمواد المحظورة.
وكذلك إنشاء أسوار جديدة وتعلية الأسوار القديمة حول 16محطة سكة حديد فى مراكز الزقازيق وأبو كبير وههيا والصالحية الجديدة ومنيا القمح وأبو حماد وبلبيس ومشتول السوق لتحديد حرم آمن لها ومنع العبور العشوائى من الأماكن غير المخصصة للمشاة.
ويقول المحافظ الدكتور ممدوح غراب: لقد امتدت خطة التطوير الطموحة إلى المزلقانات، حيث تتسابق اللجان الفنية المختصة الزمن لتطويرها وفق البرامج الزمنية المحددة.
وقد نجحت تلك الفرق فى تطوير ٥٢ مزلقاناً بتوسعة الحارات المرورية بها وجعلها حارتين فى اتجاهين والفصل بينهما بجزيرة وسطى ورصف المداخل والمخارج بأرضيات عالية المقاومة وعمل مصدات خرسانية على جوانبها لتحديد المداخل والمخارج وكذلك تزويدها بحجرة لعامل المزلقان تضم صالة تشغيل وغرفة للأجهزة الكهربائية ودورة مياه مستقلة علاوة على البوابات الإلكترونية وكشافات الإضاءة الموفرة للكهرباء ومن أشهر تلك المزلقانات التى تم تطويرها العصلوجى وشبرا النخلة والزنكلون وبلبيس وجهينة والفدادنة والمسلمية والجمباز، وجار تطوير ١١مزلقاناً وسيتم إدراج باقى المزلقانات فى خطة التطوير.
وأشار إلى أن خطة تطوير المزلقانات تسهم فى توفير أعلى معايير السلامة والأمان فى تشغيل المزلقانات وتأمين حركة سير القطارات والحد من الحوادث وإيقاف نزيف الدم الناتج عن التصادمات على المزلقانات.
وكذلك خلق محاور مرورية جديدة تفى احتياجات التخطيط فى مدن وقرى المحافظة.
وأضاف "غراب" أنه تقرر تنفيذ مشروع لكهربة الإشارات لتحويلها إلى أنظمة إلكترونية بدلاً من الميكانيكية وذلك فى ٩٠مزلقاناً ومحطة وبرجا وسوف يسهم هذا المشروع فى توفير أعلى معدلات الأمان والحد من تدخل العنصر البشرى ورفع كفاءة التشغيل وزيادة سرعة السير وتقليل زمن الرحلة.
وقد تم التنسيق بين المحافظة والوحدات المحلية ومديرية الأمن بالشرقية لغلق المعابر الخطرة على خطوط الزقازيق ميت غمر وخط قليوب الزقازيق وخط أبو كبير الصالحية.
كما تم تجديد 13 من أحواش المحطات وإنشاء أسوار نيو جيرسى حول مداخل ومخارج المزلقانات والأحواش وعلى جانبى خطوط السكة الحديد للأماكن المأهولة بالسكان وغلق الفتحات الموجودة بالأسوار الحالية وكذلك تطوير نظم الإشارات والوصول بها إلى أعلى معدلات الأمان العالمية.
كما تتضمن خطة التطوير ازدواج الخطوط عالية الكثافة وكهربة إشارتها من أهمها خط قليوب شبين الزقازيق بطول 65كيلو وخط طنطا زفتى الزقازيق بطول 56كيلو وإنشاء خطوط جديدة وكهربة إشارتها مثل خط الروبيكى العاشر من رمضان وربطه بالميناء الجاف بطول 61كيلو.. وقد التقت الأخبار بعدد من رواد محطات السكك الحديدية.
يقول أشرف محمد السمكرى ٤٠عاماً موظف إن محطة السكة الحديد بمدينة الزقازيق شهدت تطوراً هائلاً وأصبحت بصورة مشرفة حيث تم إحلال وتجديد وتطوير الأرصفة ودورات المياه وطلاء الحوائط ونشر لوحات إرشادية بها اماكن القطارات ومواعيدها للتيسير على المواطنين وارتفع مستوى النظافة بداخلها لإسنادها لشركة متخصصة فى هذا المجال هذا علاوة على تكثيف التواجد الأمنى بداخلها لتحقيق الأمن والسلامة للركاب وضبط العناصر الخارجة عن القانون.
هذا علاوة على تزويد المحطة بكشافات إضاءة قوية وكاميرات مراقبة، كما امتدت يد التطوير إلى القطارات التى تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين باعتبارها أكثر أماناً.
ويقول المواطن محمد يوسف حفنى ٦٠عاما: لقد سادت الفرحة والبهجة بين مواطنى مركز بلبيس بعد تطوير محطة انشاص الرمل فى خطة التطوير الجارى تنفيذها لتطوير وتحديث القطارات التى تسير على خط الشرق و التى گانت تفتقر إلى النوافذ التى تحمى الركاب من البرودة الشديدة فى الشتاء وتعانى من سوء حالة المقاعد وعدم انتظام مواعيدها وتدنى مستوى النظافة بها وكذلك افتقاره للأسوار والإشارات الكهربائية التى تنذر بقدوم القطارات.
هذا علاوة على ضعف الإضاءة وشمولها دورة مياه بدائية تفتقر للمقومات.
ويطالب بسرعة استكمال الأسوار حول محطات السكة الحديد الممتدة على خط الشرق لحمايتها من تعديات الأهالى والحفاظ على أرواح الأطفال الذين يلهون بداخلها.
