ابنه انهى حياته بفازة ليلحق الأب بزوجته بعد 10 أيام من مقتلها

اللحظات الأخيرة في حياة لاعب الزمالك السابق

الكابتن إبراهيم الدسوقي لاعب الزمالك السابق
الكابتن إبراهيم الدسوقي لاعب الزمالك السابق

كتبت: حبيبة جمال

..قبل دقائق معدودة من حدوث جريمة قتل بشعة شهدتها محافظة القليوبية، كان المشهد داخل بيت تملؤه الطيبة والسماحة بمدينة بنها كالتالي، هو بيت الكابتن إبراهيم الدسوقي، لاعب الزمالك السابق؛ الزوجة تنام في أمان، والزوج يجلس في شرفة شقته يقرأ في المصحف كعادته كل صباح، والجدة تجلس على الأريكة سارحة في ذكريات عمرها، والحفيدة تضحك تارة وتتبادل أطراف حديث لا يخلو من الضحكات مع جدتها تارة أخرى، بينما على الجانب الآخر يجلس شريف الابن داخل غرفته تعصف برأسه الأفكار السوداء، لا أحد يدري ماذا كان يدور في رأسه وقتها، ما الذي يفكر فيه، لماذا قرر في غمضة عين يتحول لقاتل ويرتكب مذبحة عائلية، انتفض من على فراشه واتجه نحو غرفة والدته وهي نائمة، وضع يده حول رقبتها وبدون شفقة أو رحمة خنقها حتى اسلمت الروح وصارت امامه جثة هامدة، شاهدته ابنة شقيقته وعندما خرجت تستغيث انهال عليها بالضرب، فأسرع الأب نحو الغرفة وتلقى ضربة غادرة فوق رأسه بـ «فازة نحاسية» أسقطته غارقا في دمائه، حتى الجدة أصابها المتهم بعدة إصابات ثم جلس هادئا بعد ارتكابه جريمته، يدخن سيجاره حتى تم القبض عليه.
ما بين بداية سعيدة ونهاية مفجعة تفاصيل كثيرة مثيرة، نسردها لكم في السطور التالية.

إقرأ أيضًا

تشييع جثمان الكابتن إبراهيم الدسوقي لاعب الزمالك السابق ببنها | صور

بطل القصة هو اللاعب إبراهيم الدسوقي، كان لاعبا سابقا بنادي الزمالك وأحد نجومه في فترة السبعينات، ونادي بنها، وأحد لاعبي المنتخب الوطني، يعيش مع أسرته داخل شقة بسيطة في منطقة فريد ندا بمدينة بنها، معروف بين أهالي المدينة بالطيبة وحسن الخلق، كان لديه ابن يدعى شريف، تخرج في كلية الحقوق، لكن هذا الابن بدلا من أن يسير على خطى والده ويعيش حياة هادئة بعيدة عن المشاكل، انحرف نحو طريق المخدرات، طريق اللاعودة، وأصبح مدمنًا، كان هذا الابن هو المشكلة الوحيدة التي تؤرق حياة والده الذي عاش عمره كله يتجنب فيها المشاكل، لكن تسبب هذا الابن في مشاكل كثيرة لأسرته – حسب رواية الجيران-، حتى أسرته لم تنج من شره وهياجه العصبي للحصول على أموال لشراء السموم التي يتعاطاها، حاولت الأسرة منعه مرارًا وتكرارًا والأخذ بيده نحو العلاج وحياة أفضل، لم يكن أمامهم سوى وضعه داخل مصحة للعلاج النفسي، بالفعل دخل شريف المصحة وخرج بعد فترة منها، اعتقد الجميع أنه سيعود كما كان بعدما أصبح معافى تماما، وأن كابوس الإدمان والمرض النفسي انتهى، وستعرف السعادة طريقها مرة أخرى للبيت، لم يكن واحدًا من الأسرة يتوقع أن نهايته ستكون على يد هذا الابن، وأنه في لحظة شيطانية سيهدم البيت ويتحول لمسرح جريمة.

جريمة وبلاغ
منذ عشرة أيام، وفي صباح يوم جديد انتابت شريف حالة من الهياج العصبي، لا أحد يعرف أسبابه، وفجأة تحول لوحش، بدأ بوالدته خنقها حتى الموت، ثم اتجه لوالده عندما تدخل في محاولة لمنعه وضربه فوق رأسه بفازة نحاسية، وأصاب جدته وابنة شقيقته، خلال ثوان معدودة حول البيت لبركة من الدماء، ثم جلس هادئًا وكأنه لم يرتكب أي جرم، وكأن القاتل شخص آخر غيره، جلس فوق المقعد يدخن سيجارة بكل شراسة، ونتيجة الصراخ والعويل قبل أن يصمت الجميع، كانت المدينة الهادئة استيقظت من نومها وأسرعت نحو شقة الضحايا لمعرفة ماذا يحدث، وكانت الصدمة التي انتابت الجميع، عندما وجدوا الأب غارقًا في دمائه والجدة مصابة والزوجة جثة لا تتحرك، أبلغوا على الفور قسم الشرطة.

تلقى اللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية وقتها إخطارًا من مباحث قسم ثان بنها، بوصول ربة منزل جثة هامدة لمستشفى بنها التعليمي.
وبالفحص والتحري تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجلها «شريف»، 35 سنة، مهتز نفسيا، وتبين أنه أصاب والده لاعب سابق بالزمالك وجدته بجرح بالرأس، وتم نقلهما لمستشفى بنها الجامعي، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق، التي أمرت بتجديد حبس المتهم ١٥ يوما على ذمة القضية، وطلبت تحريات المباحث عن الواقعة، والاستعلام عن الحالة العقلية والنفسية للمتهم.

الأم أولا
الأم ماتت لحظة الواقعة، بينما الأب والجدة تم نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج، كان الأب في حالة خطرة، ودخل على إثرها العناية المركزة، كانت تحيطه دعوات من الجميع بالشفاء العاجل، ظل داخل العناية عشرة أيام كاملة، حاول خلالها الفريق الطبي عمل الاسعافات اللازمة، بذل الأطباء جهدًا كبيرًا في محاولة لإنقاذ حياته ولكنها محاولات باءت بالفشل ومات الأب ليلحق بزوجته.

حالة من الحزن والصدمة انتابت أهالي مدينة بنها، لا أحد يصدق أن جارهم الذي كان معهم دائما في وقت الشدة قبل الفرح تكون نهايته على يد نجله، وتنتهي حياته هو وزوجته بهذه الطريقة البشعة، مشهد جنائزي مهيب ودعه لمثواه الأخير، وتحول الفيس بوك لدفتر عزاء للضحية، الكل يتذكر مواقف المجني عليه معهم، كيف كان شهمًا، صالحًا ومتسامحًا، الكل يدعو لنفسه أولا ولأسرة الضحيتين ثانيا بالصبر والسلوان، وأن يخفف عن الجدة والحفيدة المشهد المؤلم الذي عاشا فيه الاثنان وشاهداه بأعينهم.