هاربة في ليلة الزفاف!

عروسة
عروسة

شلت المفاجأة كيانه.. وارتمى على المقعد.. بينما انطلقت هي مسرعة نحو باب الشقة، واطلقت ساقيها للريح وارتمت داخل أول تاكسي صادفها إلى بيت أسرتها.. بينما ظل الزوج جالسا في مكانه لايقوى على الوقوف، وكلماتها تدوي في رأسه كقرع الطبول.. أكرهك.. أكرهك.

أشعل الزوج سيجارته ينفث دخانها وكأنه حمم بركانية، يسأل نفسه هل ماحدث كان حلما أم كابوسا جثم على صدره، فإذا كانت تكرهه فلماذا رضيت بالزواج منه؟!

ولماذا قبلت أن تجلس بجواره في الكوشة مرتدية ثوب الزفاف.. أثقلت رأسه بالتساؤلات بألف وألف لماذا، ولم يجد لتصرفها المباغت جوابا يشفي غليله ويريح نفسه وينسيه هول الصدمة.

ظل جالسا على كرسيه ساهرا حتى طلعت شمس الصباح على ليلته السوداء، وتحامل على نفسه وذهب إلى قسم الشرطة يبلغ عن هروب عروسه في ليلة زفافها ويحرر محضرا بما حدث.

وباستدعاء العروس التي جلست هادئة تبرر تصرفها قائلة: إن زوجها لم يهيئ لها مسكن الزوجية، وانما فأجابهم قبل إتمام الزواج بأنه حصل على عقد عمل بإحدى الدول العربية بمرتب كبير.. وأنه قرر السفر بعد عقد قرانه وزفافه بي.. على أن ألحق به، وعندما رفضت ما عرضه على أسرتي أكرهوني على قبول الزواج منه فلا يعيبه على حد قولهم مااندم عليه.

وتستكمل قائلة: لكنني طلبت منهم تأجيل الزفاف حتى يستقر هناك بالدولة التي سيعمل بها لكن الاسرة أصرت على إتمام الزواج والزفاف في يوم واحد.. وكان لهم ماأرادوا، وقبلت وفي رأيي فكرة عدم إتمام زفافي إليه قبل قيامه بتجهيز شقة الزوجية، ووعده بأن يقوم يتجهيزها، وهو في الغربة وسيرسل لي لألحق به لكني لم أكن مطمئنة لهذا الوعد لأنني أعرف حبه للمال والسعي وراءه أهم عنده من استقراره في بيت الزوجية.

انتفض الزوج واقفا يقول: لقد رفضت أن تعود إلى الشقة المفروشة التي استاجرتها لمدة شهر العسل، وطلبت منها أن تنتظر عودتي أو أن تلحق بي، كي تتمكن من توفير مبلغ كبير لشراء شقة تمليك لكنها رفضت.

تملكت الزوج حالة من القلق خوفا على ضياع الفرصة، ولم يجد أمامه غير التنازل عن تحرير المحضر في محاولة لجمع الشمل مرة أخرى، لكنها رفضت العودة إليه.

اقرا ايضا|المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه لتاجر يجلب المخدرات من الخارج

سافر الزوج وأرسل يقول لها أن تلحق به، ومضت ٣ سنوات وهي تنتظر عودته، لكنه أرسل إليها أن تسافر وحدد لها مدة إقامتها بشهر واحد لتكون بمثابة شهر العسل، وبحسب أقوالها بأن جميع رسائله كانت لا تحمل سوى حرصه على توفير المال لشراء شقة تمليك.

فما كان منها إلا أن تقدمت إلى محكمة شمال القاهرة، بعد مضي هذه المدة برفع دعوى طلاق من الزوج الذي عقد عليها وتركها عذراء ولم تزف إليه.

استمعت المحكمة إلىى شهود الزوجة الذين ايدوا أقوالها، وقضت المحكمة بطلاقها، وقالت في أسباب حكمها أنه من حيث أن الزوج قد استأجر لزوجته شقة مفروشة لمدة شهر لاتمام زفافه بها وقد تركها بعد سفره وهجره لها، وحدد مدة إقامتها معه لشهر، ومن حيث أن المادة ٤٧ تنص على أن المرأة يجب عليها أن تسكن مع زوجها وان تتبعه أينما سار لتقيم معه في أي مكان يختاره لإقامته في مسكن مستوف لجميع المرافق الشرعية مناسبا لإقامتها، وتأمن الزوجة فيه على نفسها ومالها، ويتعين عليها بل ويلزمها القضاء بأن تقيم معه ولا تخرج إلا لضرورة وبإذن منه، وإذا لم يوفر الزوج المسكن الشرعي يكون قد أخل بواجباته نحو زوجته ويكون المتسبب في الهجر وليس الزوجة ويحق لها لهذه الاسباب بالطلاق من زوجها.

وما إعلنت الزوجة زوجها بحصولها على حكم الطلاق وهو في غربته، أسرع وعاد يستأنف حكم الطلاق أمام محكمة استئناف القاهرة بدار القضاء العالي.  وحكمت الدائرة الأولى برئاسة المستشار أحمد عبد الجليل، وامانة سر حسن حميد، بإلغاء حكم الطلاق، وقالت في أسباب حكمها حيث أن من الثابت في الأوراق بأن الزوجة هي التي هجرت زوجها، وهددته بالانتحار إذا حاول معاشرتها وأن ذلك ثابت في محضر الشرطة الذي حرره الزوج بعد هروبها، وعاد وتناول لجمع الشمل مرة أخرى لكنها رفضت العودة إليه.

وبعد حصول الزوج على الحكم بإلغاء طلاق زوجته أسرع وأقام دعوى يطالبها بالدخول في طاعته في الفيلا التي أقامها بعد عودته في قريته، حيث يقيم ويستثمر أمواله في مشاريع تجارية تعود على أهله، وأهل قريته بالخير، لكن عارضت الزوجة في أن تعيش معه في قريته لأنها قاهرية لم تتعود على الحياة في الريف.

وقضت المحكمة على أن تدخل الزوجة في طاعة زوجها في المسكن الذي أعده لها في قريته،  وقضت أيضا باعتبارها ناشزا لا حق في النفقة التي حصلت عليها من محكمة أول درجة.

ولازالت الزوجة بعد أن ألغى زوجها حكم طلاقها، وحصل على حكم بدخولها في طاعته ونشوزها، زوجة على الورق.. ومازالت عذراء.