عالم أزهري: جماعات التطرف تخرج النصوص من سياقها

العوارى خلال محاضرته للطلاب الوافدين
العوارى خلال محاضرته للطلاب الوافدين

أكد الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين سابقا، أن تكفير أى إنسان واتهامه بالفسق والضلال والانحراف، أمر شديد الخطورة والضرر حيث إنه يجرده عمليا من حقوقه الإنسانية، ويعرضه للإهانة والنبذ من المجتمع.

وشدد على أن المسلم إذا ارتكب معصية من المعاصى لا يجوز تكفيره، وما ورد من نصوص تصف مرتكب المعاصى بالكفر فليس المراد منه الكفر المخرج من الملة؛ لأن جماعات التطرف بمفهومها الخاطئ أخرجوا الآيات والنصوص من معناها الذى جاءت به، كما أخرجوها عن سياقها.

جاء ذلك خلال محاضرة (الجاهلية ومفهومها.. أصولها وأضرارها)، ضمن برنامج المحاضرات التفاعلية التى تعقدها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر؛ لتصحيح المفاهيم المغلوطة، بمقرها الرئيس بالقاهرة لعدد من الطلاب الوافدين من دول: نيجيريا وتشاد والكاميرون و النيجر.

اقرأ أيضًا | ثمانى سنوات.. المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف تنشر الفكر الوسطي

وردا على مزاعم الجماعات المتطرفة بتكفير المجتمعات، مؤكدا خطأ هؤلاء المتطرفين فى حكمهم على المجتمع بالكفر، ووصفه بالجاهلية؛ إذ كيف يكون مجتمع يُرفع فيه الأذان، وتُقام فيه الصلوات، وتُمارس فيه شعائر الدين فى أمن واطمئنان! كيف يكون دار كفر يُوصف بالجاهلية، ويُحارب القائمون على الأمر فيه!.وأضاف: هل مُنع أحدٌ فى ذلك المجتمع من الصلاة أو الصيام أو الحج أو من ممارسة حقوقه المشروعة فى العمل والتعليم وتولى الوظائف؟ وكيف يُحكم على مجتمعٍ بأنَّه غير إسلامى وهو يقرُّ ويعترف ويرضى أن يكون الإسلام دينه الرسمي؟

وأوضح أن أى مجتمعٍ لا يخلو من معصيةٍ ومن أخطاء، وأنَّ وجود شيء من المعاصى أو الفواحش فى مجتمعٍ لا يعنى أنَّه جاهلى بحال من الأحوال، كما لا يعنى سيادة الجاهلية وعمومها.