«امرأة قد تقود حربًا عالمية».. من هي نانسي بيلوسي رئيسة النواب الأمريكي؟

رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي
رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي

«امرأة قد تتسبب في حرب عالمية جديدة».. هكذا يمكننا أن نطلق على رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، والتي تصدر اسمها كافة التقارير الإخبارية خلال الفترة الماضية.

فالسياسية الأمريكية المثيرة للجدل، قامت بجولة آسيوية خلال الفترة الماضية شملت جزيرة تايوان، في حدث نادر لم يتكرر كثيرا، وهي الزيارة التي أثارت عاصفة من الاعتراضات عليه.

وهددت الصين باتخاذ كافة الإجراءات الممكنة من أجل منع تلك الزيارة وهو ما أنذر بحرب عالمية جديدة.. فمن هي نانسي بيلوسي رئيسة مجلس نواب أمريكا؟

نانسي بيلوسي، سياسية أمريكية، أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة، تشغل منصب رئاسة مجلس النواب الأمريكي منذ يناير عام 2019، وتوضع في المرتبة الثالثة بهرم السلطة بعد الرئيس ونائبه.

وانتُخبت بيلوسي، في الكونجرس عام 1987 لأول مرة حيث تلقت دعمًا من العسكريين الأمريكيين بالنسبة للذين تابعوا المسيرة المهنية لهذه السياسية الأمريكية.

وتمثل بيلوسي، الدائرة المؤتمرية الثانية عشرة في كاليفورنيا، والتي تتكون من أربعة أخماس المدينة ومقاطعة سان فرانسيسكو، وكانت في البداية تمثل الدائرة الخامسة من عام 1987 إلي 1993، ولكن عندما أُعيد رسم حدود المقاطعة بعد تعداد عام 1990، أصبحت المقاطعة الثامنة من عام  1993إلي 2013.

اقرأ أيضًا: «في محطتها الأخيرة».. نانسي بيلوسي تصل اليابان

وتعتبر نانسي، هي أول امرأة تقود حزبًا في مجلس النواب منذ عام 2003، إذ عملت مرتين رئيسةً للأقلية الديمقراطية 2003-2007 و2011 – 2019.

وخلال فترة رئاستها الأولى، لعبت دورًا فعالًا في إصدار العديد من مشاريع القوانين الهامة، بما في ذلك قانون الرعاية الصحية الأمريكية، وقانون دود فرانك لإصلاح وول ستريت وحماية المستهلك، وقانون إبطال لا تسأل ولا تقل، وقانون الانتعاش وإعادة الاستثمار الأمريكي لعام 2009، وقانون الإعفاء الضريبي لعام 2010.

وقد كانت بيلوسي من المعارضين المهمين لحرب العراق وأيضًا لمحاولة إدارة بوش عام 2005 خصخصةَ الضمان الاجتماعي جزئيًا.

وفقدت بيلوسي، سيطرتها علي  الحزب الديمقراطي في الاانتخابات عام 2010.

 وفي ظل هذه الأحداث، تواترت بدورها زعيمةً للحزب الديمقراطي في مجلس النواب، وعادت إلى دورها رئيسةً للأقلية في مجلس النواب، وفي انتخابات التجديد النصفي لعام 2018.

وانتُخبت بيلوسي مرة جديدة رئيسة للمجلس، لتصبح أول رئيس سابق يعود إلى المنصب منذ سام ريبورن في عام 1955، واستعاد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب من جديد، حين انعقد المؤتمر 116 في 3 يناير عام 2019.

وفي 10 يناير عام 2020، أعلنت أنها ستنهي المأزق وأخطرت مجلس النواب بأنها سترسل بنود الاتهام إلى مجلس الشيوخ في الأسبوع التالي.

نشأتها

وُلدت بيلوسي في بالتيمور لعائلة إيطالية أمريكية، وكان والده نانسي بيلوسي، المنتمي للحزب الديمقراطي عضوًا في الكونجرس عن ماريلاند، وأصبح عمدة بالتيمور بعدها بـ7 سنوات.

 أما والدتها كانت ناشطة أيضًا في المجال السياسي، إذ نظمت النساء الديمقراطيات وعلمت ابنتها قيمة الشبكات الاجتماعية، وشقيق بيلوسي، توماس داليساندرو الثالث، وهو ديمقراطي أيضًا، وكان عمدة بالتيمور من عام 1967 إلى عام 1971، ووُلدت أمها في كامبوباسو، جنوب إيطاليا، ويمكن لوالدها تتبع أصله الإيطالي إلى جنوة والبندقية وأبروتسو.

وساعدت والدها في تنظيم حملته الانتخابية، وحضرت خطاب جون إف كينيدي الافتتاحي حين أدى اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحدة في يناير عام 1961، حيث انخرطت بيلوسي في المجال السياس في سن مبكرة.

وتدربت بيلوسي لدى السيناتور دانيال بروستر ديمقراطي من ماريلاند في ستينيات القرن الـ20 إلى جانب زعيم أغلبية مجلس النواب التالي ستيني هوير.

وتخرجت  بيلوسي، من معهد نوتردام، وهي مدرسة ثانوية كاثوليكية للبنات في بالتيمور، في عام 1962، وتخرجت من كلية ترينيتي في واشنطن العاصمة بدرجة بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية.

زيارتها لتايوان

أعلن مطار سونج شان في العاصمة التايوانية تايبيه، يوم الثلاثاء 2 أغسطس، أن طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بدأت في عملية الهبوط.

وقال موقع "فلايت رادار"، إن الطائرة"SPAR19"، التي يُشتبه أنها تقل رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي قد دخلت المجال الجوي لتايوان، وذلك خلال تغريدةٍ له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

وفي تغريدةٍ أخرى، أشار الموقع إلى أن الطائرة نزلت من على ارتفاع 35 ألف قدم.

وكانت رئيس مجلس النواب الأمريكية، نانسي بيلوسي قد وصلت إلى العاصمة التايوانيه، تايبيه، مساء الثلاثاء 2 أغسطس، وذلك بعد جدل كبير حول الزيارة مع تحذيرات صينية من قيام بيلوسي بزيارة تايوان.

وتزامنًا مع ذلك، قد أعلن التلفزيون الصيني، انطلاق مقاتلات "سو-35" تابعة للجيش الصيني باتجاه مضيق تايوان.

وقال التلفزيون الصيني: "توجهت مقاتلات "سو 35" من القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني نحو مضيق تايوان على خلفية اقتراب طائرة أجنبية من تايوان، والتي من المفترض أن تكون رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي على متنها"، مضيفًا أن "مقاتلات "سو 35" من القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني عبرت بالفعل مضيق تايوان".

وحذرت الصين، في وقتٍ سابقٍ من إقدام بيلوسي على هذه الخطوة، وقالت إن الولايات المتحدة الأمريكية "ستدفع الثمن" حال زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي تايوان، وفقا لتقارير إعلامية.

وأكد المبعوث الصيني إلى الأمم المتحدة تشانج جون، أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان ستقوض الأمن والاستقرار وكذلك العلاقات الأمريكية الصينية.

وقال تشانج جون، "زيارة بيلوسي أو أي مسؤول من البيت الأبيض إلى تايوان ستكون عمل خطير واستفزازي، وستقوض الأمن والاستقرار وكذلك العلاقات الأمريكية الصينية".

وأكد جون أن "تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين"، وذلك حسب قوله.

وفي سياق متصل، قال مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنه "يتوقع من بكين أن تستخدم لغة استفزازية بسبب غياب الشفافية"، متهما إياها بتصعيد تهديداتها على عكس الموقف الأمريكي.

وأضاف مجلس الأمن القومي الأمريكي، أنه "لا تغيير في سياستنا تجاه تايوان"، مشيرًا إلى أن "الصين تتحرك عسكريا للرد على زيارة بيلوسي التي هي وحدها من تقرر زيارة تايوان من عدمها".