ماجى مرجان: صنعت فيلمي في 12 سنة لهذه الأسباب !

المخرجة ماجى مرجان
المخرجة ماجى مرجان

آية محمد عبد المقصود

بعيدا عن إيرادات السينما التجارية التي تحصد الملايين وتجذب الأنظار، هناك أنواع سينمائية أخرى تقدم لكنها لا تحظى بنفس الاهتمام، رغم أنها تقدم قضايا من أعماق المجتمع المصري، هذا ما ينطبق على الفيلم التسجيلي من وإلى مير، للمخرجة الشابة ماجي مرجان، التي قدمت فيها عرض للمجتمع المصري مصغرا في قرية ميرا بأسيوط، وذلك في رحلتها للبحث في حواديت جدتها، وجذورها المنسية في قلب صعيد مصر.. في السطور التالية تكشف ماجي عن تفاصيل رحلتها لقرية مير التي استغرقت 12 عاما لكي تصنع فيلمها.. 

 

في البداية.. كيف جاءتك فكرة الفيلم؟   

كنت في زيارة إستكشافية لقرية “مير” بمحافظة أسيوط، وكانت الزيارة بسبب حواديت جدتي التي كانت تحكيها لي في الطفولة، وكان يراودني حلم زيارة هذا المكان لكي أقابل كل من روت لي قصصهم، ولم أتوقع أن أتعلق بهذا المكان إلى هذا الحد، وحتى لم أخطط لتكرار الزيارة، لكن ما حدث العكس، وتكررت الزيارات، لكن ما دفعني لتصوير الفيلم عن “مير”، هو معرفتي بأحداث مهمة في حياة بعض الشخصيات التي رأيتها هناك، وبدأت التصوير عام 2008 وحتى 2010، ثم توقفت، وعدت مرة أخرى عام 2020 وأنتهت من التصوير عام 2021، أي أن العمل صور على مدار 12 عاما.

 هل شاهدت جدتك الفيلم؟

للآسف رحلت عن دنيانا قبل الإنتهاء منه، لكنها شهدت زياراتي الأولى لـ”مير”، وشاهدت بعض المشاهد التي صورتها، وكنت أتمنى أن تشاهد الفيلم، والشخصيات التي حكت لي عنها.  

 ماذا عن كواليس الفيلم خاصة أنك تصورين الأحداث في  قرية بالصعيد قد يرفض عرض أسراره؟ 

“النوع ده من الأفلام مفهوش كواليس”، كل الشخصيات حقيقية، وكانت بتتكلم بتلقائية أمام الكاميرا، وبعضهم كان يسعى لكشف الحقائق والمشكلات لا الخجل منها والهروب من عرضها، بل أننا حذفنا بعض القصص لأنه كان يجب علينا اختيار ما يعرض.  

 ما الذي تبحثين عن تقديمه في أفلامك؟

القصص الصادقة للناس، فأنا أحب ما يرويه الناس بشكل عفوي ودون إصطناع.

 من الشخصية التي أثرت فيك أثناء تصوير العمل؟ 

“روماني عبد التواب”، لأنه شخصي يتكلم دون تكلف، وجريء في حديثه، ويملك فلسفة في الحياة رغم صغر سنه، ولكن حاليا متأثرة بشكل كبير بشقيقته”  مريم”  فهى بالنسبة لى شخصية ملهمة بشكل كبير ، خاصة انها حرصت واصرت على استكمال تعليمها وبالفعل هى الان فى جامعه اسيوط بالاضافة انها متفوقة واتمنى لها مستقبل باهر وتحقق كل احلامها التى تحدثت عنها فى الفيلم .

 جمعت بين طبقتين مختلفتين من نفس القرية.. هل فكرة المقارنة الطبقية مقصودة في الفيلم؟

بالطبع، وليس طبقتين فقط، بل هناك طبقات كثيرة يعرضها الفيلم، هناك العائلات الغنية التي تمتلك أراضي وعقارات، وهناك الطبقة المتوسطة المتعلمة، ومنها “العم سمير القمص”، وأخيرا الطبقة المطحونة التي تعمل بـ”اليومية”، وكنت أقصد ظهورهم جميعا لأنهم في النهاية نماذج تتواجد في كل القرى والمدن، أي أنهم المجتمع لكن في صورة مصغرة. 

 بعد 12 عام من بداية تصوير الفيلم وعودتك إلى مير 2020”.. ما القصص التي لم ترويها على الشاشة في زيارتك الثانية؟ 

هناك عائلات كثيرة تعاني حاليا من مشكلة إدمان المخدرات، هذه نوعية من المشاكل التي لم أستطع طرحها في الفيلم.

 هل تتوقع أن يتم حل مشكلات مير بعد طرح الفيلم لها؟ 

“مير مفيهاش حاجة مختلفة عن باقي قرى مصر”، الكل يعاني من نفس المشكلات، وكنت أتمنى عندما أحكي قصة القرية التي أعرفها جيدا - ومنها أصولي - أن يكون ذلك حافز لكل من يشاهد الفيلم أن يعود للبحث عن أصوله، ولا أنكر المساعدات والمجهودات التي قدمت للفترة خلال فترة التصوير وبعد عرض الفيلم، كما لا أنكر المشاريع القائمة الآن في القرية، لكن الحل الحقيقي لمشاكلنا سيظهر مع تغير فكر الناس، وهذا التغيير لن يحدث عندما إلا بعد التوسع في التعليم والفن والثقافة .

هل استفاد صناع الأفلام من عرض أعمالهم على المنصات الإلكترونية مؤخرا؟ 

بالتأكيد، لأنها أصبحت بديلا لأعمال كانت تواجه صعوبة في التوزيع السينمائي أو العرض التليفزيوني. 

 ماذا عن العمل مع الراحل محمد خان وتعاونك معه في فيلم عشم؟ 

العمل مع الكبير محمد خان من أهم الخبرات التي اكتسبتها في حياتي، وتعلمت منه الكثير دون أن يوجه لي نصيحة مباشرة، والأمر لا يقتصر على فيلم “عشم” فقط، لكن أيضا تعلمت منه الكثير في اللقاءات التي جمعتنا سويا أثناء مونتاج الفيلم، وبعد عرضه، وكان من أكثر الداعمين لي، سواء في السينما أو حياتي.  

اسمك جاء ضمن مجموعة مخرجات أطلق عليهن مخرجات يحيين الأمل في السينما.. ما الذي تقدميه لكي تحيي الأمل في هذه الصناعة؟ 

أسعى لتقديم قصص لأشخاص مختلفين، شخصيات درامية لكنها حقيقية، وهذا النوع من الحواديت يغريني، وأن أقدم صورة وصوت لشخصيات لا نسمع عنها، ولا يصل صوتهم لنا، وهذا أكثر ما يشغلني حاليا، أي أنني أحاول التركيز على حياة المهمشين. 

ما أعمالك المقبلة؟ 

أنا حاليا في المراحل النهائية من كتابة فيلمي الروائي الثاني “أنا وليلى”، وأتمنى أن يحظى بالنجاح، ويكون عند حسن ظن الجمهور.