مريم نعوم: أعيش بروحين .. وأثبت مكانتى بالمعافرة

المؤلفة مريم نعوم
المؤلفة مريم نعوم

ريزان العرباوي

قدمت قضايا هامة شائكة تمس المرأة المصرية، فأطلق عليها النقاد نصيرة المرأة، ناقشت مشكلات مجتمعية هامة من خلال أعمال فنية أضاءت ومضات جمالية استثنائية، فأحدثت طفرة في وعي الناس.. هي مريم نعوم - سيناريست ومؤلفة مصرية التي تأتي في مقدمة المبدعات اللاتي صنعن فارقا في تاريخ السينما والدراما المصرية، فكانت معينا لنا في اكتشاف مستويات أخرى من المعرفة وشريكا في أحلام وأمنيات الناس بشخصيات ومواقف تنطق أشعارا، ساهم في ذلك قدرتها على ترويض أفكارها لكلمات ممكنة، وتعي أهمية الفن وتؤمن بقيمته الوجودية، فأثبتت بجداره أنها قادرة على صنع المعجزات، اختارها عدد كبير من الفنانين والنقاد كأفضل كاتبة سيناريو عن مسلسلي بنت اسمها ذات وموجة حارة، وحصلت على جوائز سينمائية عديدة عن فيلمها الأول واحد صفر، تمردت على الأطر النمطية في المعالجة الدرامية من خلال أعمال مختلفة، منها سجن النسا، تحت السيطرة، سقوط حر، خلي بالك من زيزي، نمرة أتنين، ليه لأ، بالشمع الأحمر، مين قال، وش وضهر.. حول رحلتها في صناعة السينما والدراما كان لنا هذا الحوار..

 

مع تطور حركة الإبداع النسائي للمؤلفات والمخرجات.. هل استطاعت المرأة أن تثبت مكانتها وتربح الرهان؟

لا أراه رهاناً لتثبيت المكانة، بل “معافرة” لإستعادة المكانة، فالمرأة كانت من مؤسسات صناعة السينما كتابةً وإخراجا وإنتاجا، والسينما بنيت على أكتاف المرأة مثل الرجل، لكن توارى دورها خلف الكاميرا لفترة أستمرت لعقود، لكنها الآن تستعيد مكانها ومكانتها.  

 كيف أصبحت قوة تأثير وتغيير في الفن والمجتمع؟

نحن جيل عاش الكثير من المتغيرات التي أثرت فينا وشكلت وعينا، فنتج عنها أعمال تعبر عن مجتمعنا بكل جوانبه، وقوتنا تكمن في الرؤية الفنية الواضحة والمصداقية التي نعبر بها عن هموم هذا المجتمع وكيف نخلق حالة من الجدل الإيجابي. 

 قدمت قضايا هامة شائكة من خلال أعمال كانت قادرة على تغيير قناعات قديمة راسخة.. ما التحديات التي واجهتك في سبيل تحقيق ذلك؟

لا أدعي أنني واجهت الكثير من التحديات الخارجية، مثل التعنت الرقابي أو الإنتاجي، على العكس، كل الأعمال الجدلية والخلافية التي قدمتها كان التحدي الأكبر فيها هو “المذاكرة”، كي أتمكن من تناول أي موضوع جدلي أو خلافي بشكل موضوعي وصادق يعبر عن رؤيتي ورؤية فريق العمل، ومن المهم جدا أن أضع في الإعتبار مدى قبول هذا العمل واستحسان الجمهور له من اللحظة الأولى، أو قد يقابل بالرفض في البداية ثم القبول التدريجي. 

 من خلال تجربتك المهنية.. هل تحظى المرأة بالدعم اللازم في مسيرتها الفنية والإبداعية؟

الصعوبة الحقيقية تكمن أن فنون السينما والتليفزيون والمسرح، هي فنون بحاجة للكثير من التضحيات بالوقت والمجهود والمال، لذلك فالداعم الأول للفنانة هو نفسها، وهل هي مستعدة لتقديم تلك التضحيات والتخلي عن الحياة الروتينية والدخل المستقر؟، فإذا دعمت نفسها بالتضحية، حينها ستجد لنفسها مكان داخل الصناعة، وإذا كانت موهبتها تستحق الدعم ورؤيتها الفنية تستحق أن يستثمر غيرها وقته ومجهوده وماله في دعمها. 

 انتشار المرأة الكاتبة هل كان له أثر في تكريس دور المرأة المصرية من خلال الأعمال الدرامية؟

المرأة كانت بطلة أعمال كثيرة كتبها الرجال، فوجود الكاتبات لم يعطها بالضرورة مساحة أكبر، لكن أعطاها موضوعات أغنى، البطلة فيه ليست مفعولا بها، بل فاعلة وبطلة درامية حقيقية قادرة على التغير والتغيير، بالإضافة لأن المرأة بطبعها تهتم بالتفاصيل أكثر من الصورة العامة، وبالتالي أنعكس ذلك على الكتابات النسائية - وليس النسوية - فخرجت للنور أعمال تحكي وتناقش أدق التفاصيل بمصداقية وعذوبة. 

 ماذا تخبئ مريم في جعبتها من مفاجآت خلال الفترة المقبلة؟

أصبحت الآن بروحين مثلما يقولون، أجيب عن نفسي وعن “سرد”، لدينا في ورشة “سرد” عدة مشاريع لمسلسلات خارج رمضان نعمل عليها، ونسعى حاليا لكتابة الأفلام وليس المسلسلات فقط، كما بدأنا في بعض المشروعات الفنية المجتمعية التي سنعلن عنها الشهر المقبل.