مريم أبو عوف: « وش و ضهر» عمل مصري حتى النخاع !

المخرجة مريم أبو عوف
المخرجة مريم أبو عوف

رضوى خليل

تعتبر واحدة من أبناء النجوم الناجحين في استكمال مسيرة أبائهم، لكنها قررت أن تسلك طريقها بشكل مختلف، فهي لم تتميز في مجال التمثيل أو الغناء مثلما فعل والدها الراحل د. عزت أبو عوف، لكنها قررت أن تدخل الوسط الفني من خلال الإخراج، وتعتبر مريم أبو عوف، واحدة من أكثر المخرجات اللواتي وضعن بصمتهن المميزة في المجال الفني من خلال أعمال لافتة، منها فيلم بيبو وبشير، ومسلسلات ليه لأ، إمبراطورية مين، لحظات حرجة، حكايات وبنعشيها، وأخيرا وش وضهر.. أخبار النجوم ألتقت مريم وتحدثنا معها عن تفاصيل كثيرة في حياتها المهنية والشخصية، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه وش وضهر الذي  يقوم ببطولته الأردني إياد نصار وريهام عبد الغفور.

 

في البداية.. كيف كانت ردود الأفعال عن مسلسل وش وضهر؟

سعيدة بردود الأفعال، رغم أنني كنت خارج مصر وقت عرض المسلسل، لكنني كنت حريصة على متابعة ردود الأفعال عبر السوشيال ميديا، وسعيدة لأنني شاركت في عمل أسعد  الجمهور، والأهم أنني تأكدت أن المجهود والتعب الذي بذل يدركه تماما الجمهور والنقاد، ولا يمر مرور الكرام. 

 ما الذي جذبك لإخراج العمل؟

فكرته، كانت جديدة ومختلفة، والأهم أنها “مصرية حتى النخاع”، وبعيدة عن كثير من الأعمال التي قد تكون ذات فكرة مميزة لكنها مقتبسة عن أعمال أجنبية، والأجمل أننا نتحدث عن طبقة معينة، في موقع محدد، هو مدينة طنطا، كل هذه الأمور جعلتني أنجذب للفكرة.

 هل يعني ذلك أنك ضد تقديم أعمال مقتبسة عن أعمال أجنبية؟

بالتأكيد، لأن مصر بلد كبيرة فيها الكثير من القصص والموضوعات التي تستحق المناقشة، كما أن الأعمال المقتبسة تكون بعيدة تماما عن واقعنا، ونحن ليس لدينا فقر في الموضوعات كما يتم الترويج له كل فترة، لكن نحتاج لإعادة البحث. 

 من رشحك للعمل؟ وكيف بدأت التحضير له؟

شركة الإنتاج بقيادة عبد الله أبو الفتوح، والذي سبق وتعاملت معه في مسلسل “ليه لأ” بجزئه الأول والثاني، ورغم أنني شعرت بالخوف من حصري في تقديم الأعمال “المودرن”، لكن وافقت بسبب حبي لتقديم عمل يناقش طبقة إجتماعية مصرية، وكنت سعيدة بفكرة وجود مناطق وأفراح شعبية، لذا وافقت، وبدأت التحضير مع الكاتبة مريم ناعوم، لأن العمل وقتها كان مجرد معالجة، والمنتج منحني وقت كافي للعمل على الورق، وأنتظرنا شهور وشهور حتى أنتهينا منه تماما، ليخرج بالصورة التي أرضاتنا جميعا، وأنا سعيدة بأن هناك منتج يسمح بكل هذا الوقت للتحضير.

 كيف تم اختيار أبطال العمل؟ 

إياد نصار وريهام عبد الغفور كانا معنا منذ بداية المشروع، وهما الاختيار الأول لي، لكن وجدت صعوبة في اختيار من يجسد شخصية “هبة” التي قدمتها ثراء جبيل، وشخصية “عبده وردة” التي قدمها إسلام إبراهيم، حيث جلست من أجلهما مع العديد من الفنانين ولم أشعر أن أيا منهم يصلح لتقديم الدور، حتى قررت اختيار ثراء وإسلام، وأنا أشعر أنهما يستحقا فرصة حقيقية لإظهار موهبتهما، ولو تحدثنا عن ثراء فهي تمثل منذ سنوات، وأشعر أن لديها قدرات فنية كثيرة لم تظهر بعد، وأعتقد أنها أثبتت ذلك بعد مشاركتها في “وش وضهر”. 

 ما أكثر أمر ركزت عليه أثناء التصوير؟

بالتأكيد السيناريو، لأنه العنصر الأهم في أي عمل فني، وكنت حريصة على خروجه بصورة جيدة، وكنت أنا ومريم ناعوم نعدل فيه حتى بعد بداية التصوير، ثاني العناصر الهامة هي الواقعية، أي أن تكون اللقطات والمشاهد قريبة من الناس والشارع، وهذا ما حاولت إظهاره في مشاهد الأفراح الشعبية، بالإضافة لأماكن التصوير، حيث أحرص على اكتشاف أماكن جديدة في كل مرة، وهذا ما دفعني لعمل معاينات كثيرة في طنطا، والإستقرار على الأماكن قبل الدخول في معركة التصوير، بعد ذلك أحرص على خروج باقي العناصر، من اختيار الفنانين والإكسسوار والاضاءة وغيرها.

 أشاد الكثير من المتابعين بالعمل وقالوا أنه علامة مميزة في مشوارك المهني.. ما تعليقك؟

سعدت بهذه التعليقات، وأشعر أنني أسير في الاتجاه الصحيح، وأنا بحب العمل “بروقان”، ولا أحب تقديم “أعمال الوجبات السريعة”، وأتفق مع هذا الرأي، لأن “وش وضهر” من الأعمال العزيزة على قلبي، ومحطة مهمه في حياتي المهنية.

 كيف كانت أجواء كواليس العمل؟ 

الكواليس كانت كلها توافق بين فريق العمل أمام الكاميرا وخلفها، وهذا ما أحرص عليه في أي عمل، لأن التصوير شاق جدا وساعاته طويلة، لذا أحاول جاهدة خلق جو من المرح في البلاتوه، وأتذكر في تصوير أحد المشاهد بمدينة طنطا، وتحديدا في شهر يناير، صورنا مشهد بـ4 فصول، مرة بالشمس وأخرى بالأمطار ومرة بالسحاب التام ومرة بالجو الربيعي، وهذا جعلنا ندخل جميعا في هستيريا ضحك.

 ما الصعوبات الأخرى التي واجهتك أثناء التصوير؟ 

الصعوبات التي تواجه كل مخرج، مثلا مشاهد الأفراح الشعبية كانت صعبة بسبب الأعداد الكبيرة والتفاصيل الكثيرة، لكن حرصت على تصوير هذه المشاهد في البداية لسببين، الأول كي نكون بطاقتنا لأنها مشاهد تحتاج لمجهود كبير، والثاني لأن ريهام عبد الغفور وثراء جبيل كان لديهن رهبة في الوقوف أمام هذه الأعداد والرقص أمامهم، وأنا كنت بحاجة لإظهار هذه الرهبة في أول مشهد، والذي عرض بالحلقة الأولى.

 لماذا أستغرق المسلسل كل هذا الوقت في تصويره؟ 

بدأنا تصوير في شهر نوفمبر من العام الماضي، وأنتهينا في شهر مارس، أي 4 شهور تصوير، وهذا يرجع إلى طريقة عملي، حيث سبق وصرحت أنني أحب العمل “بروقان”، والتحضير للصغيرة قبل الكبيرة، لكن بالفعل مر علينا ظروف كثيرة صعبة، منها وفاة عمتي الفنانة مها أبو عوف، حيث كانت وفاتها صدمة لي، فهي أقرب الناس لقلبي، وصديقتي، وكل شيء بالنسبة لي، لدرجة أنني شعرت بعدم القدرة على استكمال التصوير، وقلت للمنتج: “أشعر بالخوف من إفساد المسلسل وما تم تنفيذه”، لكن كل فريق العمل دعمني لاستكمال العمل، وعدت للتصوير، لكنني لاحقا أصيب أغلب فريق العمل بفيروس “كورونا”، وهو ما عطل التصوير مجددا. 

 لو عدنا للوراء وتحدثنا عن البدايات.. ماذا تقولين؟

البداية كانت مجرد دردشة مع والدي صرحت له برغبتي أن أكون مخرجة، وكان رده بكلمة واحدة: “جربي”، حيث كان يريد أن أجرب أولا ثم أقرر، وبالفعل أثناء دراستي الجامعية كنت أعمل مساعد مخرج في فيلم “جحيم تحت الأرض” مع الأستاذ نادر جلال، وكان معي مساعدين آخريين هما الرائعة كاملة أبو ذكري وشادى الرملي، ومع أول تجربة شعرت تأكدت من رغبتي في إحتراف الإخراج، لذلك سافرت بعد دراستي إلى لندن لعمل ماجستير ودراسة الإخراج السينمائي.

 بعد عودتك قمت بإخراج فيلم تسجيلي قصير بعنوان تاكسي وحصلت عنه على عدة جوائز.. لماذا لم تكرري التجربة؟

أتمنى ذلك قريبا، لكن سأتحمس عندما أجد الفكرة المختلفة والجديدة، لأن هذا الفيلم من الأعمال القريبة لقلبي، وهو أول عمل نفذته بعد عودتي من لندن، وكواليس تصويره كانت ممتعة، وأنا لي الكثير من الذكريات معه، لأنه حقق نجاح لم أتصوره، وحصد العديد من الجوائز، وهو الأمر الذي منحني الأمل لمستقبل أفضل. 

 بعد ذلك عملت كمساعد مخرج مع شريف عرفة.. كيف أفادتك التجربة؟

المخرج شريف عرفة لو تحدثت عنه لن تكفيه صفحات، فهو مدرسة تعلمت منها الكثير، وأدين له بكل نجاح حققته، فهو ليس فقط أستاذي الذي تتلمذت على يده، بل أيضا أول من تحمس لي، وأنتج أول فيلم قصير في حياتي، وكان مشروع تخرجي، وذلك رغم أنه كان لا يعرفني جيدا، لكنه تحمس للمشروع، وبعد تخرجي عملت معه كمخرج مساعد في عدد من الأعمال، وأثناء تصوير مسلسل “لحظات حرجة”، وبعد إخراجه 5 حلقات من المسلسل، طلب مني إخراجه، ومنحني أول فرصة في حياتي لإدارة عمل بشكل إحترافي، المهنية وبعدها فتحت أمامي أبواب الإنتاج. 

 من أيضا تدينين له بالفضل في مشوارك المهني؟ 

المخرجة كاملة أبو ذكري، التي وضعتني تحت جناحيها عندما كنا مساعدي إخراج في فيلم “جحيم تحت الأرض”، فكان أول عمل لي، لكن هي كانت لها خبرات كثيرة، وعلمتني الكثير، وجعلتني أحب المهنة. 

 من مثلك الأعلى في الإخراج؟

الراحل الكبير محمد خان، والمخرج الأمريكي Paul Thomas Andrson.

 بمناسبة الكلام عن المخرج محمد خان.. كيف كان التعامل معه كممثل؟ 

تبتسم وتقول: تخيلي مثلي الأعلى في الإخراج يكون معي في عمل من إخراجي.. أنا تشرفت بالعمل مع خان في فيلم “بيبو وبشير” ومسلسل “إمبراطورية مين”، وأتذكر أن أول مرة أقول فيها “أكشن” أمامه كمخرجة وهو ممثل قلت له: “مرعوبة أقول أكشن.. أعمل إيه؟”، لكن المضحك أنه أيضا كان مرعوب لأنها أول تجربة له كممثل.   

 ما الصعوبات التي تواجهك كمخرجة؟

الإخراج مهنة شاقة في كل تفاصيلها، بداية من اختيار العمل، ووصولا إلى الإنتهاء منه، فليس من السهل أن تختار عمل جيد، ولا أن تختار أبطاله، أو توظفهم بشكل صحيح، هناك أيضا مرحلة التحضير للأماكن والكادرات وغيرها، أما عن التصوير فالجميع يعلم مدى الصعوبات التي تكون في تلك المرحلة، لأنه أحيانا يستمر لأكثر من 12 ساعة متواصلة، لكن في النهاية لكل مهنة صعوبات، والأهم حب الشخص لما يقوم به.

 ماذا قال لك الفنان عزت أبوعوف عن المهنة قبل احترافك العمل الفني؟ 

والدي ترك لي حرية الاختيار، وعندما قررت الاتجاه للإخراج وافق، لكنه مثل أي أب شعر بالخوف على أبنته، وحاول كل فترة تقديم نصيحة، وأكثر ما نصحني به الصبر وعدم الخوف من البدايات. 

 ماذا تقولين عن عزت أبوعوف الأب؟

أب عظيم أفتخر أنني أحمل اسمه.

 كيف كانت كواليس العمل مع د. أبو عوف؟ 

كنت محظوظة بالعمل مع والدي في عملين من إخراجي، هما فيلم “بيبو وبشير” ومسلسل “إمبراطورية مين؟” وكنا في الكواليس “ناقر ونقير”، لأن معروف عن والدي أنه كان يأتي إلى البلاتوه بعد الساعة 12 ظهرا، وأنا أرفض هذا الوضع، ودائما كنت أعلق على هذا الأمر، لكن بمجرد بدء التصوير أجد شخص آخر تماما، لأنه يملك خبرة فنية طويلة.

 هل يمكن أن نراك ممثلة؟

صعب جدا، لأنني خجولة جدا، وهذا سبب قلة ظهوري في المقابلات التليفزيونية. 

 أخيرا .. ما أعمالك المنتظرة في الفترة المقبلة؟

أتمنى تقديم عمل سينمائي قوي يصل للعالمية، لأنه لا يوجد في رصيدي سوى عمل سينمائي واحد، والسينما لها رهبة تفوق الدراما التليفزيونية.