عبدالحميد عيسى يكتب: مسئول فى رحاب الواتساب

عبدالحميد عيسى
عبدالحميد عيسى

ونحن فى طريق بناء الجمهورية الجديدة، هذا الطريق الذى يجب أن يكون ممهدا ومعبدا وخاليا من شوائب قد تلتصق فى آلات البناء وقد تعوق تقدمها، فى مقدمة تلك الشوائب التى يجب القضاء عليها «المسئول الكسول» هذا المسئول الذى ما أن تطأ قدماه مكتبه ويجلس على الكرسى يقضى كل وقته مستمتعا باليوتيوب والانستجرام ثم ينقل الكرسى ليجلس فى رحاب الواتساب فى حين امتلأ مكتبه بدوائر فناجيل القهوة، وحينما تقترب لحظة الإنصراف يظل يتململ وينظر فى ساعة يده تارة ثم ساعة الحائط تارة أخرى، فيمينا ثم يسارا حتى يخرج مسرعا دون حتى النظر فيما أمامه من أوراق، وكأنه يقضى عقوبة يومية، ثانى تلك الشوائب هذه الهالة من البشر التى تلتصق فى المسئول «المتحرك» والتى تحوم حوله أو فى محيط مكتبه، أما فى جولاته وقبل أن تفسح له الطريق تكون قد أبلغت طوب الأرض بميعاد وصوله المفاجئ، وحينما تصل الزيارة المفاجئة فى الميعاد، لم يقتصر الهروب على المخالف بل نجد المنضبط أيضا وقد فر هاربا خوفا من أن تلتصق به المخالفة، ثالث تلك الشوائب وأخطرها، هذا المسئول «عديم المتابعة» والذى يدعى النشاط وتحمل المسئولية وحينما تسأله تجد الإجابة السريعة، أما حينما يخرج لافتتاح مشروع أو مركز لخدمة المواطنين أو يعيد افتتاح أحد الشوارع، فنجد الأرض وقد اخضرت فجأة والنافورة أخرجت مياهها بألوانها البديعة ولمعت الخطوط البيضاء وسط الشارع، وأضيئت الأعمدة نهارا وعكست الأرصفة الجديدة الإضاءة ليلا، وصفدت التكاتك ولا نسمع فى الشارع سوى صوت الإبرة، ومع مرور الوقت وعدم متابعة ما تم افتتاحه، تعود الحالة كما كانت بل تزداد سوءا، وكأنك يا بو زيد ما غزيت.

ليت كل مسئول يقتدى بالرئيس يخرج مباشرة إلى مواقع العمل لمتابعة كم الإنجاز على أرض الواقع ويتحاور مع العاملين ويشد على يديهم ويطالبهم بالاجتهاد وسرعة الإنجاز مع جودة العمل حتى يكتمل ما يتم إنشاؤه ثم يعود مرات أخرى ليتابع ما أوصى به، أو مدى المحافظة على ما تم افتتاحه من قبل من مشروعات تتناسب مع ما ننشده، هذه هى مبادئ برنامج الرئيس من أول يوم له فى قيادة مصر، حيث طالب كل مسئول أن يبدع فى مكانه مع جرأة إصدار القرار الذى يهم الصالح العام والقضاء على الفساد والأيدى المرتعشة.