المخرج محمد بركة: سعيد بنجاح «جدران».. ودرة ممثلة متميزة

المخرج محمد بركة:سعيد بنجاح «جدران».. ودرة ممثلة متميزة
المخرج محمد بركة:سعيد بنجاح «جدران».. ودرة ممثلة متميزة

عبر المخرج محمد بركة عن سعادته بتصدر فيلمه «جدران» قائمة الأكثر مشاهدة حتى الآن على منصة واتش إت، التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وينتمى فيلم «جدران» إلى نوعية معينة من أفلام الرعب التى قدمها المخرج محمد بركة بنكهة «مصرية جدا» ليخالف التوقعات التى تنبأت بأن يقدم فيلما على الطريقة الأمريكية لاسيما بعد أن درس المخرج السينما لسنوات عديدة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعن «جدران» وطاقم العمل حاورت «الأخبار» المخرج محمد بركة.

فى البداية سألناه: لماذا اخترت تقديم فيلم رعب مصرى مع علمك أن الجمهور المصرى سيضع فيلمك فى مقارنة مع أفلام الرعب العالمية ذات الميزانيات الضخمة والإمكانيات الخيالية؟
الحقيقة هذا سؤال متشعب لكن دعينا نقول إن أفلام الرعب كنوعية من الأفلام تندرج تحتها عدة فئات فرعية.

فهناك أفلام ذات ميزانية ضخمة مثل تلك التى نرى فيها تكسير العظام والأشباح وغيرها من الأفلام التى تعتمد على خدع بصرية قوية جدا وهذا نوع حديث نسبيا بينما هناك أفلام الرعب الكلاسيكية التى أساسها القصة الأدبية نفسها أو الحدوتة ويمكن القول إنه من أواخر الأفلام التى قدمت هذه النوعية كان Exorcism بطولة ايملى روز.

وأفلام رعب أخرى فيها طابع رومانسى وهذا هو النوع الذى ينتمى له فيلم «جدران». فقد شعرت بذلك حينما قرأت الفيلم حينما عرض علىّ منذ أربع سنوات، فأنا أهتم بأساس الفيلم الأدبى وأهتم بأن يكون فى الفيلم رسالة.

وأضاف قائلا: أما بصراحة اختيار نوعية الفيلم ليكون رعبا فالسبب بأمانة أن هذا هو ما عرض عليّ، فعند عودتى من أمريكا حيث درست فى نيويورك فيلم أكاديمى حاولت أن أقدم مشاريعى ولم يكن يعرفنى أحد فعرض الفيلم على المنتج ياسر صلاح  الذى آمن بى ومنحنى هذه الفرصة.

وأنا رأيته كفيلم متماسك وقلت له «سيكون هدفى أن أقدم فيلم فيه رعب ولكن ليس الرعب هو الأساس فيه، بحيث لو حذفنا عنصر الرعب منه يبقى قصة جميلة ورسالة وله نهاية ويستمتع به المشاهد».

إذن هل أنت من الذين يؤمنون بأن الفن يجب أن يكون له رسالة، لأن هناك من يرى أن الفن للمتعة وعرض الواقع فحسب؟
فى رأيى السينما مجرد وسيط، والمتعة شيء نسبى ويختلف من فرد لآخر ويجب أن يقدم الوسيط كل ما يستطيع تقديمه فيقدم المتعة ويقدم الشكل الأعمق ويهتم بالرسالة والنجاح الكامل هو أن يقدم العمل الفنى المتعة والرسالة.

وما هى الرسالة التى كانت فى ذهنك وأنت تعمل على مشروع هذا الفيلم؟
أعتقد أننى أردت أن أتحدث عن الظلم الاجتماعى الذى يقع من المجتمع على الفرد، وهذه هى الكلمة التى حركتنى، والحقيقة أنه ربما تمتد رسالة الفيلم لمعنى أكبر وهو ظلم المواهب، فأحيانا تكون هناك موهبة حقيقية ولسبب أو لآخر لا تلقى النجاح الذى تستحقه وأردت القول أيضا إن كل موهبة لابد أن تخرج للنور فى النهاية وواجبنا كمجتمع دعمها ومساندتها والمحاربة من أجلها.

وماذا عن إسناد الفيلم لبطولة نسائية؟
الحقيقة أنا حينما أقرأ عملا فنيا فأنا أستمع لما تريد الحدوتة أن تقوله بغض النظر عن بطلها سواء كان رجلا أو امرأة بل وحتى بعض الأفلام بطلها جماد فالإخراج السليم وتقديم سيناريو جيد هو ما سيجعل المشاهد ينسى التفكير فى شخص البطل.

وماذا عن الممثلين، كيف وجدت التعامل معهم؟
التحديات التمثيلية التى كانت فى هذا الفيلم ليست سهلة وأنا كنت محظوظا أنى عملت مع ممثلين مخضرمين مثل الفنانين أحمد بدير وحنان سليمان وهما خبرة كبيرة وفخر لأى مخرج أن يعمل معهما.


الفنان فراس سعيد كان عليه تحدى أن يغير تماما من نفسه وتقنيا فى التمثيل كان عليه أن يقدم شخصيتين المجرم والشخص النادم وقدم تمثيلا يحسب له، أما نيكولا معوض فهو من الممثلين المحترفين الذين يعملون على تطوير أنفسهم بسرعة فالتزم بمواعيد التصوير معنا بالرغم من أنه كان يمثل فى نفس الوقت عملا فنيا مع إدريس ألبا.

هند عبد الحليم ممثلة متمكنة ومجتهدة
أما بالنسبة لبطلة العمل الأستاذة درة فقد كانت التحديات كبيرة أمامها لأن الشخصية مركبة وقد تحملت ضغوط التمثيل لتخرج بأفضل شكل وتقدم أداء متميزا واستطاعت أن تكون على قدر التحدى وتقبلت المخاطرة وتعاملت بشكل احترافى وفى منتهى الالتزام كما أنه لديها خبرة كبيرة، الحقيقة أن التحدى  كان كبيرا، نجوم العمل كانوا قدره.

بكل هؤلاء النجوم كان من الممكن عرض «جدران» فى دور العرض أولا وكان من الممكن أن يحقق إيرادات عالية فلماذا فضلتم عرضه على المنصة؟
- الحقيقة أننا صنعنا هذا الفيلم ليكون فيلما سينمائيا وأنا أقصد هنا أن هناك أفلاما للتليفزيون وأفلاما للمنصات وأخرى لدور العرض وهذا يعنى أن النحو السينمائى سواء حركة الكاميرا أو حجم اللقطات أو التكوينات أو حركة الممثلين وأبعاد الكادر والصوت وغيره فكل هذا كان من أجل الشاشة الكبيرة.

وعرضه على المنصة كان قرارا إنتاجيا وبالرغم من أننى كنت أتمنى عرض الفيلم فى دور السينما إلا أن عرض الفيلم على واتش إت أيضا أمر مشرف بالنسبة لى لأن اختيار «جدران» ليكون باكورة أفلام المنصة الأصلية أمر يسعدنى وشرف كبير وسعيد جدا بالنجاح.

فى النهاية ما هى الفكرة التى تتمنى تقديمها فى فيلم فى المستقبل؟
- أتمنى أن أقدم يوما فيلما عن المنتج مصطفى بركة الذى أنتج العديد من المسرحيات الناجحة وأتمنى إن كسبت فى يوم من الأيام ثقة الصناعة أن أقدم فيلما عنه، لأننى أريد أن ألقى نظرة سينمائية على سحر المسرح المصرى فى عصره الذهبى.

اقرأ أيضا | نيقولا معوض يدخل «جدران» بعد النجاح الذي حققه بفيلم «ماكو»