أسامة عجاج يكتب: كراسي ليبيا الموسيقية

أسامة عجاج
أسامة عجاج

خلال متابعتي اليومية للشأن الليبي منذ سنوات ، توقفت مرتين عند (نوبة الصراحة) التي يعيشها المبعوثون  الدوليون المسئولون عن ادارة الملف، وتكشف بوضوح عن خلاصة سنوات عملهم، فعلها المبعوث السابق اللبناني غسان سلامة، الذي استقال منذ عامين، مشيرا الي دور الدول الكبري في استمرار تأزيم الوضع ،وهاهي ستيفاني ويليامز، تسير علي نفس النهج ،ولعل أهم ماقالته قبل مغادرتها منصبها،( ان هناك بعض الأشخاص اختطفوا مستقبل ليبيا) ، واستخدمت كلمات من قبيل (الانتهازية والسعي الي المصالح الخاصة )، وهي بذلك تكشف عن المعروف بالضرورة، وآخرها الأسابيع الماضية، التي شهدت فصولا من (لعبة الكراسي الموسيقية)، فالصراع لم يكن في يوم من الأيام، مبني علي مبادئ  أو رؤي للمستقبل ،بل علي إدارة الامور باتجاه الابقاء علي المناصب، ففي البداية كانت عناوين الصراع الخادعة  (المناطقية ) والدولة المدنية حيث هناك  خليفة حفتر وعقيلة صالح في الشرق، وفي الغرب عبدالحميد الدبيبة ، الذي تولي السلطة التنفيذية بعد فايز السراج ،ومعه الي حد ما فتحي باشاغا وزير الداخلية الأسبق القوي، وابن مدينة مصراتة احد مصاد القوة المسلحة في ليبيا، وهي  ايضا  مسقط رأس الدبيبة ، ورئيس مجلس  الدولة خالد المشري، وخلال الأشهر الماضية، نجح معسكر الشرق في استقطاب فتحي باشاغا بعد تعيينه رئيسا لحكومة موازية من مجلس النواب، واستمر الوضع اسابيع ،قبل ان نشهد ملامح تحالفات جديدة والعودة الي لعبة خلط الأوراق، وهذه المرة- ويال العجب - بين  دبيبة وحفتر.

الاخوة الاعداء والذي سمح بتعيين رئيس جديد محسوب علي حفتر لمؤسسة النفط ، وعقد جلسة في طرابلس بين رئيسي الاركان التابع لحكومة الوحدة الوطنية ، والممثل للقيادة العامة في بنغازي ،مقابل التخلي عن دعم رئيس الحكومة المعين  فتحي باشاغا ،الذي استشعر انه قد ينتهي سياسيا، فسعي الي استثمار علاقاته القديمة مع تركيا، والتوسط لرئيس مجلس النواب المستشار  صالح للقيام بزيارة لانقرة ،في محاولة لاستثمار دورها في تثبيت معادلة الشرق، وقال( في السياسة لا توجد مقاطعة أو خصومة دائمة).

حل ازمة ليبيا -بعيدا عن كل مختطفي مستقبلها-  في رحيل كل القوات الاجنبية، وحل الميلشيات، وسرعة اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وشفافة، في اسرع وقت ، والقبول بنتائجها خاصة وكل الاسماء السابقة كانت علي قوائم الترشح لرئاسة ليبيا، واستفادت من تأجيلها.