محمد درويش يكتب : الإتيكيت بين الضبع وشلباية

محمد درويش
محمد درويش

بقلم: محمد درويش
الدكتور رفعت الضبع صديق منذ سنوات طويلة وهو رئيس قسم الإعلام التربوى بجامعة طنطا، ساهم فى إنشاء تسع كليات إعلام تربوى بالجهود الذاتية وإحدى عشرة كلية حكومية، فضلاً عن هذا وذاك فهو يذيل مؤلفاته وما أكثرها بصفته خبير الإتيكيت والإعلام الدولى.
بعد انقطاع طويل، التقيته صدفة فى «دار أخبار اليوم» حيث حضر ليقدم لنا مقالاً تحت عنوان «الإتيكيت والحوار الوطنى».

مجرد أن التقيته قلت له ضاحكاً، خلاص بعد العمر ده كله فى فنون الإتيكيت ورئاستك للاتحاد الدولى للإتيكيت خطفت الأضواء السيدة أمينة شلباية التى أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعى والفضائيات وحققت شهرة تفوق الوصف.

ابتسم د. رفعت الضبع وهو يقدم لى أربعة من مؤلفاته التى تنطلق جميعها من الأسس الدينية السماوية والفطرة الإنسانية وتتعمق فى جذورها ليصنع علماً جديداً أسماه العلاقات العامة فى التعامل الرسمى والاجتماعى من خلال ما جاءت به الكتب السماوية والأحاديث النبوية والقدسية.

يعرف د. رفعت الضبع الإتيكيت والبروتوكول بأنهما الأخلاق الحميدة وهدى جميع الرسل والأنبياء لنتعلم مكارم الأخلاق.
ولأن الإنسان يقضى ثلاثة أرباع عمره فى ممارسة العبادات والأخلاق فمن هنا تظهر أهمية أن يتعلم الإنسان فنون الإتيكيت والمقصود بها علاقة الإنسان مع نفسه أما البروتوكول فهو علاقته مع الآخرين.

مع نفسه كما يقول د.الضبع تشمل المأكل والمشرب وكل حركاته وسكناته، أما البروتوكول فيشمل علاقة الإنسان مع الآخرين من بداية الأقارب مروراً بالجيران ونهاية بالمجتمع كله حتى تصل إلى علاقته بالحيوانات والطيور والمرافق العامة والأنهار والبحار. ومن هنا هدتنا الديانات السماوية إلى قواعد السلوك الاجتماعى للتعامل مع الكون كله.

ويخلص د.الضبع أن معظم مشكلات المجتمع تكمن فى عدم فهم وتطبيق قواعد الإتيكيت والبروتوكول، لذلك فهو يقترح تدريس مادة أسماها «الإتيكيت والبروتوكول» والمراسم فى جميع مراحل التعليم والعمل على تنظيم دورات تدريبية لجميع العاملين. كثير من روافد البروتوكول والإتيكيت تطرق إليها د.رفعت الضبع فى مؤلفاته ومحاضراته طوال عمره الذى أفناه فى تحديد قواعد الإتيكيت لتشمل كل خلجة من خلجات الحياة ولا تقتصر فقط على إتيكيت أكل المانجو والأرز والتعامل فى الحفلات والعزومات والأحزان والأفراح.
وفى فن الإتيكيت ناس لها الفضائيات واليوتيوب وعلماء لهم مؤلفات ستظل على أرفف المكتبات تنتظر حظها من الرواج والتأثير.