عين على الحدث

هل يجدى الاعتذار؟

آمال المغربى
آمال المغربى

فى الاسبوع الماضى قدّم البابا فرنسيس اعتذاره عن العنف الذى تعرض له اطفال سكان كندا الأصليون داخل المدارس الكاثوليكية اثناء زيارته لكندا التى اعتبرها المراقبون رحلة للتكفير عن الذنوب والاخطاء التى ارتكبها قساوسة وراهبات كاثوليك بحق اطفال الهنود الحمر داخل المدارس التى أنشأوها هناك، وشهدت انتهاكات جسيمة.


الزيارة اثارت آلام كثيرة فى ذاكرة من عاشوا مآسى هذه المدارس الداخلية والتى أجبروا على الدخول فيها . عندما قامت الكنيسة الكاثوليكية بفصل أكثر من 150 ألف طفل من أبناء السكان الأصليين عن عائلاتهم عنوة ونُقلوا إلى تلك المدارس فى الفترة من 1881 الى 1996حيث تعرّض العديد منهم للتجويع والضرب والاعتداء الجنسى فى نظام وصفته لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية بأنه إبادة ثقافية.


قضية هؤلاء الاطفال عادت للواجهة بعد ان تم اكتشاف رفات 215 طفلاً فى ارض إحدى تلك المدارس فى مدينة كولومبيا البريطانية العام الماضى ومنذ ذلك الحين اكتُشف رفات مئات الأطفال المشتبَه بأنهم كانوا فى تلك المدارس فى جميع أنحاء البلاد.


قال البابا فرانسيس فى خطابه ببلدة ماسكواتشيز، التى يعنى اسمها «تلال الدب» فى اللغة الكيرية، وهى لغة الهنود الحمر الأصليين فى كندا: «بكل خجل وبشكل لا لبس فيه، أتضرَّع من أجل الصفح عن الشرّ الذى ارتكبه كثير من المسيحيين بحقّ السكان الأصليين، وأوضحت الحكومة الكندية أن اعتذار البابا عن هذه الانتهاكات لم يكن كافياً خاصةً وأن المصالحة حول هذه القضية لم تتم بعد، حيث أغفل البابا الإشارة لإى اعتداء جنسى عانى منه الأطفال وأحجم عن اسناد المسؤلية للكنيسة الكاثوليكية.


كان جون إيه ماكدونالد أول رئيس وزراء لكندا الذى أيد بقوة فكرة المدارس الداخلية لأبناء الهنود الحمر للقضاء على ثقافتهم وكانت سببا فى انتزاع آلاف الاطفال عن أسرهم بالقوة ووُضعهم فى تللك المدارس التى وصل عددها 139 مدرسة، حيث عانوا الاعتداء الجسدى والنفسى والجنسى حيث لم يُسمح للأطفال فيها بالحديث بلغتهم الأصلية أو ممارسة ثقافتهم، وتعرض الكثير منهم لسوء المعاملة وسوء التغذية والاعتداء الجنسى والإيذاء مما تسبب فى وفاة4000 طفل نتيجة الظروف الوحشية دفن بعضهم داخل هذه المدارس والبعض الاخر وضعوا فى مقابر جماعية مجهولة الهوية، فى غرب كندا.