اتهامات أوروبية لحزب الله بإدارة شبكة الكبتاجون على مستوى العالم

عقار الكبتاجون
عقار الكبتاجون

كتبت: مى السيد

تعكف الأجهزة القضائية فى ألمانيا بالتعاون مع السلطات الرومانية، على إجراء تحقيق كامل وشفاف منذ عدة أشهر حول شحنة ضخمة من عقار الكبتاجون المخدر، تم ضبطها عندما كانت فى طريقها إلى المملكة العربية السعودية قادمة من سوريا عبر رومانيا، حيث كشفت التسريبات الأولية للتحقيقات، عن مفاجآت من العيار الثقيل حول المتورطين والممولين، فيما سمى بقضية إيسن..

التحقيقات الأولية التى نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية مقتطفات منها، كشفت عن شبكة دولية كبيرة لتجارة المخدرات، عابرة للقارات تتخذ من الواجهة السياسية شعارا لها، وفى باطنها خيوط وعناصر متناثرة ومنتشرة فى دول العالم، يتزعمها فصيل واحد، تصنفه عدد من الدول على أنه منظمة إرهابية، بمشاركة أفراد من حكومة عربية وأخرى فارسية، يتخذون من سوريا نقطة تصنيع وانطلاق.

عقار الكبتاجون بإختصار تم اختراعه وتطويره فى بداية الستينات من قبل شركة ألمانية لعلاج اضطرابات فرط الحركة ونقص الإنتباه ويقال أن الجيش الألمانى استخدمه على الجنود خلال الحرب العالمية الثانية أى أنه تم اختراعه قبل هذه الفترة بكثير، ولكن فى العموم تم اكتشاف عدد من الجوانب السلبية مثل الهلوسة والإكتئاب والقلق وتم حظره نهائيا داخل كافة أنحاء العالم فى منتصف الثمانينات.

أما الأمر الذى جعل الشكوك تتأكد حول وجود شبكة ضخمة فعلاً لإغراق البلدان العربية والأوروبية بذلك العقار المميت وعلاقتها بحزب الله اللبنانى بمساعدة إيرانية، هو  كم الضبطيات الضخمة التى تم مصادرتها حول العالم، وكان أول خيط هى شحنة رومانيا عام 2020 عندما اكتشف مسئولو الجمارك وجود 2 مليون حبة كبتاجون داخل حاوية محمل عليها وحدات تبريد، وتم القبض على 3 أشخاص.

اكتشف المحققون من أوراق الشحنة المتمثلة فى بوليصة الشحن أنها قادمة من ميناء اللاذقية السورى ومتجهة إلى المملكة العربية السعودية عبر دولة رومانيا، وتبين أن قيمة العقار المخدر تتخطى الـ43 مليون يورو ، وتحتوى على الأمفيتامين بنسبة 11.5 فى المائة،  وبعد شهرين فقط اكتشف المحققون الرومانيون 4 ملايين حبة كبتاغون أخرى فى ميناء كونستانتا، مخبأة فى صابون، وهو ما جعل المسؤولون فى أوروبا متشككين فى جميع الشحنات القادمة من اللاذقية، وقام المدعون العامون فى ولاية شمال الراين الألمانية بفتح تحقيقات مستفيضة وموسعة على مدار الأشهر الماضية لمعرفة من وراء هذه الشحنة. 

فى ذلك الوقت كانت دول العالم تضبط يوماً بعد يوم على مدار العامين الماضيين شحنات أكبر وأكثر بكثير،  ففى ميناء ساليرنو بإيطاليا تم مصادرة 84 مليون حبة كاملة من الكبتاجون، قيمتها حوالى مليار يورو وهى الأضخم ، كما صادر مسئولو الجمارك فى اليونان 5.25 طن من عقار الكبتاجون، بجانب ماليزيا حيث ظهرت 94.8 مليون حبة كبتاغون بالكامل فى منتجع بورت كلانج. 

أشارت التحقيقات المختلفة أنه لتهريب  مخدر الكبتاجون يتم اتباع أساليب مختلفة ومبتكرة ومعقدة، حيث يتم إخفائها كمنتجات شهيرة جاهزة للشحن، ويتم إخفائها بعناية من الداخل مثل إطارات السيارات المطاطية والعجلات الفولاذية وحتى كونترات الورق الصناعية، وفى أوقات أخرى يتم وضعها داخل الأثاث المنزلى والفواكه والخضروات، واللافت فى الأمر هو أن غالبية تلك الشحنات المضبوطة تأتى أغلبها من مكان واحد فقط وهو ميناء اللاذقية الشمالى فى سوريا.

 تقرير صادر من معهد أبحاث فى واشنطن أكد أن القيمة الإجمالية للشحنات السابقة بلغت حوالى 5 .7 مليار دولار على أقل تقدير فى عام 2021 وحوالى 860 مليون دولار عام 2020، أما عن الأرباح فتم تقديرها بحوالى خانتين من المليارات.

فى البداية اعتقد المحققون فى أوروبا أنهم أمام عصابة لإتجار المخدرات، ولكن مع مرور الوقت و تكثيف البحث والتنصت على هواتف المشبوهين ربط المحققون بين تلك  الشحنات المختلفة، واكتشفوا أنهم أمام شبكة سياسية تتخذ من الإتجار فى المخدرات وسيلة لتحقيق أهدافها، وقالت ديرشبيجل الألمانية أن المدعين العامين يبنون قضية لإتهام الشبكة التى تجرى محاكمتها فى برلين كشبكة سياسية منظمة بقيادة حزب الله المدعوم بحماية دولية.

الخيط الثانى 

لم تكن الدول العربية تعيش أزهى عصورها فى الوقت الذى تكافح الدول الأوروبية لمعرفة مصدر تلك الشحنات المميتة، بل بالعكس كانت هناك ملاحم من قبل الأجهزة الأمنية لصد هذا الهجوم الوحشى من كافة الجوانب لعدم إدخال وترويج تلك الشحنات داخل الأراضى العربية، ففى مصر أحبطت السلطات إدخال 11 مليون حبة من الحدود الغربية، كما عثرت الجمارك فى بورسعيد على كميات كبيرة من الكبتاجون والحشيش معبأين داخل 19 ألف حاوية تتبع شركة سورية معروفة قادمة من الأراضى السورية أيضاً.

لم يختلف الحال فى الأردن التى تعيش حرباً لتهريب المخدرات على حدودها الشرقية والشمالية، كما وصفها مدير الإعلام العسكرى فى الجيش الأردنى العقيد مصطفى الحيارى، فى تصريحاته لوسائل إعلام أردنية محلية، حيث يجرى تجار الكبتاجون محاولات مستميتة لتهريب عقار الكبتاجون من داخل سوريا.

 كاشفا أن المنطقة الحدودية تحولت لساحة حرب وهناك زيادة كبيرة فى محاولات التسلل والتهريب، حتى أنهم حاولوا استغلال عاصفة ثلجية لعبور الحدود ولكن تم منعهم وإصابة أعداد كبيرة منهم، وفى يناير الماضى وحده قتلوا ما لا يقل عن 27 مهربا سوريا للمخدرات.

لم يختلف الحال فى اليمن التى وصفتها تقارير عديدة بأنها تحولت لوكر لتهريب الكبتاجون بل وصناعته على يد حزب الله اللبنانى وجماعة الحوثى، فكان أهم ما أعلن عنه الجيش اليمنى العام الماضى ايقاف 31 شخصا من أكبر العمليات الأمنية التى شنها الجيش مستهدفا  كبار مروجى المواد المخدرة خاصة الكبتاجون حيث صادرت كميات كبيرة منها ودمرت 4 مصانع للمخدرات.

وما بين الحين والحين تعلن السلطات اليمنية ضبط سفن قادمة من إيران تحاول إنزال مواد مخدرة على ساحل عوف، بجانب سفينة أخرى قادمة من إيران أيضا، وبداخلها 20 طناً من مخدر الشابو ، يتكون طاقمها من 5 ايرانيين وباكستانى، كما أعلنت إدارة مكافحة المخدرات أنها ضبطت 40 قضية مخدرات خلال عامى 2021 و2022، وأكدت أن كافة عناصرها ينتمون لشبكات تهريب، حيث وصف خبراء الأمن هناك إن إيران لا تقدم للحوثيين المال فقط ولكنها تقدم المخدرات والنفط والأسلحة، مؤكدين أن المخدرات والنفط يعتبران دعماً مالياً يعود ريعه لصالح الحرب التى تشنها على الشعب اليمنى.

المملكة العربية السعودية أيضا ضمن الدول العربية المستهدفة بكثرة حيث أعلنت السلطات عن إحباط محاولة خبيثة لإدخال الحبوب المخدرة إلى أراضيها حيث قالت أن المتابعة الأمنية الإستباقية لنشاطات الشبكات الإجرامية التى تمتهن تهريب المخدرات إلى المملكة، أسفرت عن إحباط محاولة إحدى شبكات إنتاج وتهريب المخدرات المرتبطة بحزب الله اللبناني لتهريب 451.807 أقراص «إمغيتامين» إلى المملكة بحرا من لبنان إلى جمهورية نيجيريا الإتحادية، مخبأة داخل معدات ميكانيكية حيث تم بالتنسيق مع الجهات الالمسؤولة فى جمهورية نيجيريا وتم ضبطها قبل شحنها إلى دولة أخرى وإرسالها إلى المملكة.

ورغم أن الأراضى السورية هى التي يتم تصنيع تلك الحبوب المخدرة بها، إلا أن الجيش الوطنى السورى يقوم بتفكيك تلك  الشبكات، وكان أخرها منذ أيام عندما أعلنوا عن ضبط عدد من الأشخاص وبحوزتهم 50 كيلو من المواد المخدرة فى مدينة عفرين، مؤكدين فى اعترافاتهم التى بثوها عبر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعى أنهم يجلبون المخدرات من حزب الله إلى الأراضى التى تسيطر عليها المعارضة.

لبنان نفسها لم تكن بعيدة عما يحدث حيث تحاول السلطات الأمنية هناك منع تصدير المخدرات للدول العربية، حيث أعلنت عن تمكنها من رصد شبكة لأجانب بينهم لبنانيون يحاولون تهريب كميات كبيرة من الكبتاجون داخل شحنة من البن ستخرج من لبنان إلى الأردن ومنها إلى المملكة العربية السعودية، وتم ضبط أفراد الشبكة بعد مداهمة المستودع وضبط 4 ملايين حبة كبتاجون، ولم تكن تلك القضية الأولى من نوعها بل سبقها عدد كبير من القضايا المشابهة كان من أهمها إحباط تهريب 1.5 مليون حبة كبتاجون مخبأة  فى قواعد طبيلات خشبية كانت جاهزة  للتصدير عبر مرفأ بيروت، وتم إيقاف أحد المتورطين.

الإمارات بدورها أعلنت هى الأخرى عن إحباط محاولة إدخال مليون و160 ألفا و500 قرص من مخدر الكبتاجون، بقيمة سوقية بلغت 58 مليونا و25 ألف درهم، وذلك من خلال 4 متهمين من جنسية عربية فى عملية نوعية أطلقوا عليها عملية 66، والذين حاولوا إدخال الأقراص المخدرة عبر براد يحوى صناديق مخلوطة بفاكهة ليمون حقيقى وآخر مصنع "بلاستيكى" ومحشو بأقراص الكبتاجون.

الخيط الثالث

بجانب تسريبات دير شبيجل الألمانية والمحاكمة المرتقبة فى ألمانيا التى ينتظرها الجميع، لإلقائها الضوء على الدور الذى يقوم به حزب الله اللبنانى في تمرير تلك الشحنات من خلال عملائه، هناك خيط ثالث يتمثل فى تصريحات أخرى لرجال مخابرات وسياسين عملوا فى مراكز حساسة تشير أكثر فأكثر إلى تورط هذا الكيان فى تلك العمليات الإجرامية، منهم مثلا ضابط كبير فى المخابرات اللبنانية صرح لصحيفة الجارديان أن حزب الله عمل على إنشاء مواقع إنتاج صغيرة للمخدرات تابعة له خلال عام 2013، وذلك فى بلدة القصير غرب سوريا، والتى وصفها بأنها فقط كانت مجرد البداية.

وتابع الضابط الكبير أنه بعد ذلك توالت المصانع فى الإنشاء بمحيط ميناء اللاذقية وحمص، كما نقلت أيضا دير شبيجل عن رجل أعمال أنه زار أحد تلك المصانع الكبيرة فى اللاذقية متهما مسئول كبير بإدارتها وقيام مسلحين بحراستها بالتناوب، أيضا مايكل براون رئيس قطاع العمليات السابق لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية قال أمام لجنة بمجلس النواب الأمريكى خلال جلسة استماع أن حزب الله لديه أكثر أنظمة غسيل الأموال تطوراً.

وأكد لمجلس النواب أن أمثال داعش والقاعدة كانوا يحلمون بتكوين تلك الشبكات الدولية، لافتاً إن عمليات غسيل الأموال تلك تمول الحزب لشراء أسلحة ولإستمرار أعماله العسكرية فى سوريا، كاشفاً عن ضبط عدد من عناصر حزب الله على خلفية تهريب المخدرات من تجار كولومبيين إلى أوروبا من خلال لبنان، مؤكدا أن إن حزب الله اللبنانى له علاقات وطيدة مع تجار المخدرات فى أمريكا اللاتينية، والتى ينقل من خلالها الحزب المدعوم من إيران "أطنانا من الكوكايين إلى أوروبا فى عمليات غسيل أموال ضخمة. 

فى أمريكا اللاتينية

تصريحات براون جعلتنا نتعمق قليلا لمعرفة الدور الخفى الذى يلعبه حزب الله اللبنانى والبحث عن الأسباب التى مكنت هذا التنظيم من الوصول إلى تكوين تلك الشبكة الضخمة من العملاء فى دول العالم، فوجدنا أن إيران بإستخدام حزب الله اللبنانى عززت من تواجدها عن طريق شبكاتها الإستخباراتية فى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية خاصة فنزويلا والأرجنيتين والبرازيل وباراجوى وكولومبيا.

فى تقرير له عن ذلك شرح جون فرنانديز الوكيل الخاص المساعد لإدارة مكافحة المخدرات التابع لشعبة العمليات الخاصة الواقعة تحت مظلة وزارة العدل الأمريكية كشف عن وجود 25 منظمة إرهابية من بين 68 جماعة يرتبطون بتجارة المخدرات على رأسهم حزب الله اللبنانى.

وتبين أن الحزب استغل المجتمع اللبنانى والسورى كبوابة للإنتشار فى أمريكا اللاتينية وذلك فى تسعينيات القرن الماضى، ومع مرور الوقت تكونت شبكة هائلة من الأتباع فى قارة أمريكا الجنوبية بجانب إفريقيا وأوروبا، ويقومون بإدارة تجارة عالمية فى المنتجات القانونية وغير القانونية بجانب معاملات مالية لغسيل وتبيض الأموال، وكانت أول ضربة لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية لحزب الله قبل حوالى 30 عاماً فيما سمي وقتها بعملية تايتن التى أوقفت بيع شحنات كوكايين بعدة أطنان كان يجريها الحزب بالتعاون مع أكبر تاجر كولومبى.

أرباح ضخمة يحققها حزب الله اللبنانى من خلال 3 عمليات متتالية تصل لـ200 مليون دولار شهرياً ، طبقاً لتقرير مؤسسة واشنطن للدفاع عن الديمقراطيات، حيث تبدأ بنقل الكوكايين من العصابات فى كولومبيا، ثم نقله إلى الخارج، وبعد ذلك يقومون بتهريب تلك الأموال عن طريق تجارة الأجهزة والأدوات والمعدات، وكان أشهر ما كشف عنه حول ذلك هى عملية الأرز التى كان يقوم خلالها الحزب اللبنانى بتهريب سلع فاخرة بالإتفاق مع مسئولى الجمارك لغسل الأموال المكتسبة من تجارة المخدرات، حيث كان يتم تهريب  هذه الأموال لتجار السيارات المستعملة فى غرب إفريقيا الذين قاموا بدورهم بشراء سيارات بصورة قانونية للسوق الإفريقى من مئات التجار فى الولايات المتحدة وأوروبا، ومن بعدها تذهب بعض عائدات البيع إلى بيروت حيث يتم شراء سلع استهلاكية من شركات مختلفة، تعمل نيابة عن شركات واجهة فى أمريكا الجنوبية، ثم تباع فى كولومبيا وفنزويلا، على أن تعود الأرباح بعد ذلك لعصابات الكوكايين مرة أخرى بعد أن تطرح منها العمولات.

نتيجة لحرب لبنان عام 2006 وسع حزب الله من شبكاته نتيجة للأعباء المالية التى تكبدها الحزب خلال الحرب، وهو ما أدى إلى البدء فى فكرة الكبتاجون وبيعه، واتخاذ الأراضى السورية منطلقاً لإنتاجه، وبسبب ذلك تم الكشف عن مزيد من شبكات التهريب سردها مكتب مكافحة المخدرات فى أمريكا عدة تقارير تمتد من كولومبيا إلى أوروبا، والقبض على أفراد تابعين للشبكة فى ليتوانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، إضافة إلى غسل الأموال فى منطقة الحدود الثلاثية، وولاية كارولينا الشمالية، وبلجيكا، وسيراليون، وتهريب المخدرات والممنوعات الأخرى فى كندا.

المحصلة النهائية

مما سبق وبعد ما تم جمعه من خيوط حول الضبطيات الضخمة لعقار الكبتاجون، التى يتم ضبطها بأوروبا وآسيا وإفريقيا والدول العربية القادمة من الأراضى السورية، وتصريحات المسئولين بأجهزة الإستخبارات العالمية، ومكاتب مكافحة المخدرات التى ترصد وتتابع نشاط تلك العصابات الإجرامية، بجانب تقارير المؤسسات والوكالات الدولية، والخلفية التى سردناها حول نشاط التنظيم فى أمريكا اللاتينية، كل ذلك يؤكد ويشير إلى حقيقة واحدة هى أن حزب الله اللبنانى ورغم نفيه مرارا علاقته بتلك الشحنات، هو المتهم الأول والمسئول عن شبكات عالمية لتجارة المخدرات كانت فى السابق كوكايين وحشيش، والأن يستغل الأراضى السورية التي يسيطر عليها لتحقيق أهدافه والتى من بينها بالتأكيد إضعاف قدرة الشباب العربي والدول العربية.

وثائق أمريكية

وعن هذه المحاولات التى يواجهها الغرب، أكدت فابيولا بدوى الصحفية المقيمة فى باريس: أنه يوجد إشارات كثيرة تشير إلى تورط قيادات من حزب الله، وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها اتهامات لأفراد من الحزب أو قياداته بالإتجار فى المخدرات، ففى الشهور الأولى من 2019 كانت هناك وثائق أمريكية تكشف اتجار بالمخدرات وغسيل أموال تخص حزب الله، وفى 2017 كان هناك اتهامات وتصريحات عن إمبراطورية للمخدرات وغسيل الأموال فى لبنان، وكان قبلها أيضا فى 2005 كانت الإكوادور وشرطتها وجهوا اتهامات لحزب الله بأنها تتاجر فى المخدرات، ما نحن أمامه ليس بجديد .

وأضافت: أن الأردن دائما ما يطالب بحماية حدودها والتى تعتبرها أنها أصبحت ممرات تستخدمها المليشيات والعصابات والقوات الموالية لإيران فى توصيل المخدرات من سوريا ولبنان لدول الخليج وغيرها، مشيرة إلى أن كلمة مليشيات موالية لإيران فعلى الفور يكون حزب الله والحوثيين هم المقصودون بذلك.

وأشارت فابيولا إلى أن الإتهامات الحالية لحزب الله ستبقى فى دائرة الإتهام، التى لا يمكن أن تطول حزب الله مباشرة، بحيث أنه لن يتم اتخاذ مواقف دولية مع الحزب نفسه أو مع النظام السورى، لأن ذلك كله مرهون بإعترافات الموقوفين فى تلك القضايا، لأن اتهامات رأس الحزب أو النظام لابد أن يكون مدعم بالأدلة والصور والتسجيلات التى توضح ذلك علنا.

وحول إمكانية شرعنة حزب الله لتجارة المخدرات رغم كونه حزب دينى قالت فابيولا: أن تحريم شرب وتعاطى المخدرات بالنسبة لتلك الجماعات شيئ والإتجار بها شيئ أخر، ضاربة المثل بطالبان فى أفغانستان الذى كان يتاجر فى الأفيون على مرأى ومسمع من العالم كله، وهذا ما يسمى بالحسابات الدولية، وتلك الجماعات تجد لنفسها ألف مخرج لشرعنة الإتجار فى المخدرات.

وعن المحاكم الجارية الأن على الأراضى الألمانية والمعروفة بقضية أيسن والمعروفة إعلامياً بالشبكة المقدسة قالت فابيولا: أن توجيه اتهامات لحزب الله اللبنانى بتكوين شبكة عالمية لتجارة المخدرات لن تكون بتلك السهولة، وكما أشرت سابقا ستكون مرهونة بإعترافات الموقوفين، ولن يتم توجيه اتهامات صريحة لحزب الله، إلا إذا كان هناك تورط لمن يمثل حزب الله، أو أن الدولة السورية مسئولة مسئولية مباشرة، غير هذا ستكون المسألة تسير فى إطار الفساد المتواجد فى كل مكان، ويمكن للأفراد أن ينكروا أصلا معرفة كافة القيادات الكبرى الأخرى بهذه العمليات.