عاجل

عائلة ترامب وبايدن.. من موت غامض إلى شبهات فساد

الرئيس جو بايدن وابنه هانتر
الرئيس جو بايدن وابنه هانتر

دينا جلال

قضايا عديدة تسيطر على الاعلام الامريكي وتطارد اشهر واهم عائلتين على الساحة السياسية الامريكية والبيت الأبيض؛ لتكشف شبهات فساد واحتيال تلاحق افراد من عائلات الرئيس الامريكي السابق والحالى في سلسلة من التحقيقات المكثفة وتسريبات تكشف الكثير من التجاوزات.

لا تفارق عائلة الرئيس الاسبق دونالد ترامب الاضواء وآخر الاحداث هو خبر وفاة زوجة ترامب الاولى إيفانا ترامب وعمرها 73 سنة، اعتقد الجميع في البداية ان الوفاة طبيعية الا ان التحقيقات وصفت سبب الوفاة بالضربة القوية؛ لتقرر السلطات فتح التحقيقات الجادة حول الحادث؛ وبالفعل كشف تقرير كبير محققي الطب الشرعي في نيويورك أن وفاة إيفانا ترامب نجمت عن جروح سببتها ضربة قوية دون توضيح ملابسات الحادث، والاكتفاء بكشف سقوط الضحية من سلم منزلها بمنهاتن حيث استجابت الشرطة لاتصال سريع من عنوان إيفانا ترامب، ووجدوها في حالة إغماء ثم أعلنت وفاتها دون الاستجابة لمحاولات إسعافها، خرج الرئيس الاسبق دونالد ترامب الى الاضواء سريعا لينعي طليقته ويصفها بامرأة رائعة ومدهشة، عاشت حياة ملهمة سعيدة وتفخر دائما بإنجاب أولادها الثلاثة دونالد جونيور، وإيفانكا، وإريك، وتزوجت عارضة الأزياء إيفانا ترامب وهى تشيكية الاصل من دونالد ترامب  عام 1977 وكان وقتها مطور عقاري، وأنجبت طفلهما الاول دونالد الابن ثم إيفانكا وإريك وحدث الطلاق بين دونالد ترامب وإيفانا في أوائل التسعينات.

اتهامات بالاحتيال

لفتت وفاة ايفانا ترامب والتحقيقات الجارية بشأنها الانظار نحو قضية احتيال يجري التحقيق فيها مع الرئيس السابق دونالد ترامب وعائلته بسبب الاشتباه في ممارسات مؤسسة ترامب العقارية؛ حيث بالغت بطريقة احتيالية في قيمة عقارات للحصول على قروض بنكية وفيرة ثم قللت من قيمتها بهدف التهرب الضريبي، وتهدف القضية الحصول على تعويضات من عائلة ترامب دون توجيه اتهامات جنائية نظرا لكونها تحقيق مدني ونفت عائلة ترامب ارتكاب تلك المخالفات من الاساس.

 وافقت السلطات القضائية بالفعل على تأجيل شهادة ترامب وابنيه جونيور وايفانكا فى هذا التحقيق الذي أقامته المدعية العامة في نيويورك ليتيسيا جيمس، وكشف المتحدث باسم المدعي العام؛ ان تأجيل الشهادات صدر بناءا على طلب من محامي دونالد ترامب وأبنائه بسبب وفاة إيفانا ترامب لتتأجل قليلا احد المعارك القانونية التي تهدد فرص ترشيح ترامب  للرئاسة الأمريكية عام 2024، وتخضع العائلة لتحقيقات أخرى اقامها المدعي العام بمنطقة منهاتن بشأن جرائم مالية واحتيال تأميني.

عقاقير مخدرة

من الوفاة والتحقيقات الجارية مع عائلة ترامب الى شبهات الفساد والاحتيال التي تواجه احد افراد عائلة الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن؛ حيث كشفت وكالة الخدمة السرية الأمريكية منذ ايام قليلة أنها على علم بتفاصيل اختراق هاتف هانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي وامتلاء مواقع التواصل الاجتماعي بالفضائح المثارة حوله، وتختص الوكالة الحكومية السرية التابعة لوزارة الأمن الداخلي بمكافحة تزوير العملات والاحتيال المالي بالاضافة الى حماية رئيس الولايات المتحدة ونائبه وعائلاتهم.

واشار المتحدث باسم الخدمة السرية أنتوني جوليلمي، الى عدم الإدلاء بتعليقات علنية بشأن التحقيقات المحتملة حول الاحداث الاخيرة المتعلقة باختراق حساب "آي كلاود" المملوك لهانتر بايدن ونشر بعضها على الإنترنت، وكشف ايضا ان عناصر الخدمة السرية في تعاون دائم مع ضباط إنفاذ القانون الفيدرالي وعلى علم تام بالمنشورات المتعلقة بتلك القضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ظهرت المعلومات المتعلقة بهانتر بايدن للمرة الاولى قبل الانتخابات الرئاسية في 2020 حين كشف المحامي الشخصي للرئيس السابق دونالد ترامب حصوله على اللابتوب الخاص بهانتر من متجر كمبيوتر في ديلاوير، وشارك نسخة من ذاكرة التخزين مع صحيفة نيويورك بوست لتكشف تفاصيل التسريبات التي اظهرت جانب من حياته الشخصية، منها ظهوره بصورة مخجلة وهو  يتناول عقاقير مخدرة داخل أحد المنتجعات الصحية بالاضافة الى تورطه بتعاطي المخدرات، وتحويل الأموال والاتجار في الأسلحة، واظهرت التسريبات رقم الهاتف الشخصي للرئيس جو بايدن على هاتف ابنه.

 امتدت الاتهامات لابن الرئيس لتفرد جريدة ديلي ميل  تقريرا خاصا؛ يتهمه بإخفاء شيكات بنكية تم تقديمها للنساء بإدعاء انهن عاملات في مجال الخدمات الطبية، ويدرس المدعون العاميون تقديم قضية تتعلق بجرائم الفيدرالية ضد هانتر بايدنـ واشارت الى ان تلك الوثائق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ سنتين حيث اصبحت تلك الفضائح من اهم عناوين الصحف وقتها وحتى الآن.

تسريبات سابقة

كشفت صحيفة نيويورك بوست تفاصيل التسريبات التى بدأت منذ ديسمبر 2019 حين قام صاحب إحدى مراكز صيانة أجهزة الكمبيوتر واللاب توب فى ولاية ديلاور بتسليم جهاز لاب توب الى مكتب التحقيقات الفيدرالي دون ان يتوقع ان يتحول الامر الى قنبلة موقوتة تشعل الانتخابات الامريكية، وأكد صاحب مركز الصيانة ان احد الاشخاص طلب إصلاح جهازه الشخصي فى ابريل 2019 الا انه لم يعد مرة أخرى فإضطر الى فتح الجهاز لمعرفة بيانات صاحبه بعد عدة اشهر ليفاجأ بأن الجهاز ملك هانتر بايدن ليتسلمه مكتب التحقيقات الفيدرالي  ويقرر فتح التحقيق فى قضية فساد جديدة ضد مالك اللاب توب.

لم تقتصر فضيحة هانتر بايدن على الجانب الاخلاقى الذي ظهر فيه عبر مقاطع فيديو بهيئة مهينة وهو يتناول الخمور فى تسجيلات فاضحة، وانما سيطر الفساد على بيانات بريده الالكتروني لتكشف استغلاله لمنصب والده بتسلله الى اكبر شركات الطاقة الاوكرانية والصينية، بالرغم من مشاكله العديدة تناولت الصحف العالمية سيرته حين ألقى القبض عليه  فى عام 1988 بعد إتهامه بحيازة المخدرات الا ان الواقعة لم يتم تسجيلها رسميا حيث تزامنت مع دعوة جو بايدن وهو سيناتور مجلس الشيوخ في ذلك الوقت لشن حملة ضد تجار المخدرات، وطالب بفرض اشد العقوبات على المتعاطين، وتكررت مواقف هانتر وهو يتعاطى المخدرات مع القاء القبض عليه دون استكمال القضايا وهو الامر الذى دفع به لدخول مراكز التأهيل والعلاج من الادمان والكحوليات عدة مرات دون ان يقضي يوما واحدا فى السجن.

كشفت الصحف ايضا انضمام هانتر بايدن لعضوية مجلس ادارة واحدة من الشركات الاوكرانية الكبرى للطاقة مقابل 50 الف دولار شهريا فى عام 2014 حيث كان والده نائب للرئيس الامريكي اوباما فى ذلك الوقت ليصبح هانتر وسيطا مباشرا بين إدارة البيت الابيض والشركة الاوكرانية وغيرها من المؤسسات والادارات الاوكرانية حيث تنوعت الايميلات المسربة ما بين طلبات بالوساطة أو شكر لابن نائب الرئيس لتسهيل اللقاءات معه وكذلك كشفت الرسائل عن إبرام هانتر عقد استشاري مع اكبر شركة طاقة فى الصين بأرباح تصل الى 10 ملايين دولار سنويا.