عبد الله العقيبى يكتب: قصائد

عبد الله العقيبى يكتب : قصائد
عبد الله العقيبى يكتب : قصائد

1

الساعة الآن
١١:٥١ ص
صوت مسموع بوضوح، قال:انتهت الحرب
كنّا فى صالة الانتظار
لم نسأل أى حرب التى انتهت
رفعنا رؤوسنا وتبادلنا الابتسامات 

ثم دسسناها فى شاشات الأجهزة الذكية مرة أخرى
ربما كانت حرباً مجازية
أو حرباً فى لعبة إلكترونية
أو حرباً خاصة
خاضها رجل مع زوجته
المهم أن الحرب انتهت
وكان ذلك فى تمام الساعة
١١:٥١ ص
وهذا الشىء المبهج
فاحت معه لوهلة 
رائحة الأمل والطيبة البشرية الساذجة
٢

أفكر مثل حافلة الفريق المهزوم
‏مثل درج البيت آخر الليل
‏مثل القميص الذى يحسبنى ميتاً


٣

أنظر إلى حبل الغسيل المتمايل كمشنقة سكرانة
ليس عليه الآن سوى بضعة مشابك
تنتظر ضحاياها المبلولة
وأنا أفكر فى روح»


٤

لا شىء بيننا
فقط بعض المدن التى تظهر كبقع صغيرة
وصحراء طولها ٣ سم
ثم سواد متصل
أحسبه جبل كبير يمشى أبناؤه خلفه
بسهولة أمرر إصبعى وأصل إليك
أفعل ذلك وأنا أشرح لابنى ما هى فائدة الأطلس
قبل أن يظهر تطبيق خرائط جوجل
ويصبح التطواف نزهتى اليومية
قبل يومين كنت فى حديقة بيتك
هل رأيتنى؟


٥

رأيتك البارحة فى فيلم سينمائى
لم تكن الممثلة تشبهك
لكننى أعطيتها وجهك وأحببتك مرة أخرى


٦

لم أجرب
‏خُلقت على مسافة من كل شىء

۷

وهل حكيت لها حكاية؟
لا. قرأت لها قصيدة
هذا أسوأ من أن تغرس أنيابك فى لحمها
أعرف. وكان جميلاً أن أراها تجفل
لم تقاوم؟
أبداً
٨
 
قل ما لديك
ثم أعد صياغة ما قلته
أنا مولع بهذه الطريقة
إنها الطريقة التى تخطف لبى
٩

لماذا لا ينزل ركاب هذا الباص كلهم دفعة واحدة
ودون وجود سبب منطقى


هل كان استمرارهم فى هذه الرحلة منطقياً من الأساس؟
كنت أنتظر أن يفعلوها
ودون تلميح من أحد


١٠
 
كان صوتها متعرجاً
يشبه سلطة الاقناع فى الكلام المكتوب بخط اليد
لم يكن مرتباً
كان يشبه تقطُّع السرد فى الروايات الحديثة
 للحظة شعرت أن لصوتها شكلا يمكن أن تتشبث به يدى 


١١

أقاومك كما تقاوم الفريسة جمال النمر المرقط
أتقيك كما تتقى الأمهات غضب المطر على لهو الأطفال
أبكيك كما يبكى الجائع من ترف استدارة رغيف القمر
أنت خطر أودعته الحياة فى الجمال
١٢
وهم يراقبون موتك
‏عابرٌ يسأل:
‏من المسجى؟ 
‏وينصرف دون أن ينتظر الإجابة
‏يضحكون عليك
‏-هل يضحكون من الموت؟
‏-ومن المرض، وتعثرك بالحديد
‏مر العابر مرة أخرى
‏وسأل من جديد:
‏من المسجى؟
‏قال أحد المشيعين
‏أعرفه لكننى نسيت اسمه
‏انصرف العابر مرة أخرى
‏إنه دائما ينصرف
‏دون الحصول على الإجابات حتى
١٣

لم يختفِ الحب
‏لم يجف
‏لم يتكئ على عكازين قط
‏إنه حب شاب
ولطيف لكنه فى مكان آخر الآن
‏ينتعل حذاء بلاستيكياً
‏وفى يده زجاجة بيرة
‏وأحياناً يسترق النظر إلى أثداء الحسناوات
‏حين نطرده يذهب إلى المكان الأرحب
‏وحين نريده يعود كالكلب
‏فقط أشيرى إليه بيدك
‏تعال
١٤
 
رغبتى فى المحاولة
وطرق الباب مرة أخرى
أعظم من رغبة كلب هجره سيده - فى العودة
أود أن أقول (مرحباً) فقط
أود أن أقولها دون أن تحصل كارثة
15

أحزن على الصباح
‏جعلته يفكر كثيراً
‏ويقلب كفيه دون جدوى
‏ولا يجد سبباً مقنعاً على خذلانى الهائل له
‏أنظر إليه من نافذتى الآن
‏وأشعر بالشر داخلى
‏لأننى أراه جميلاً أكثر وهو ينتحب علىَّ
16

بيت العائلة
أوه
‏إنه لا يمزح نهائياً
‏يسأل الأسئلة الكبيرة
‏أسئلة ماء النار على الوجه
‏أسئلة الهرّاوات على الكتفين
‏أسئلة نزع الجلد بالكلابات
‏حين تنظر إليه من الخارج
تعرف تماماً ما يعنيه علم الوراثة
17
 
فى روحى يعيش طفل يبول على فراشه
ويخترع كل يومٍ سبباً جديداً يلوم العالم عليه

اقرأ يضا | عبدالمنعم محمد يكتب :مرثية إلى العمة نادية