صالح لبريني يكتب: نُوسْطَالْجِيَا

اللوحات للفنان:  أحمد عبد الكريم
اللوحات للفنان: أحمد عبد الكريم

1  

فِى  بَنِى  مَلَّال ، دَاخِلَ  الْبَيْتِ، تَأْتِينِى  أَبْزُو مُزْدَانَةً  بِطُفُولَةِ  الْعُمْرِ،  تُذَكِّرُنِى  بِظِلَالِ  أَسْلَافِى  الْهَارِبِينَ  مِنَ  مِحْنَةِ  الْحَيَاةِ،  الْمُثْقَلِينَ  بِغُبَارِ  الْمَسَالِكِ،  الْمَشَّائِينَ  السُّرَاةَ  فِى  لَيْلِ  الظَّهِيرَةِ،  وَوَحْدِى  أَسْتَلْقِى  عَلَى  عُزْلَةٍ  دَافِئَةِ  الْحَنِين،  أُرَتِّبُ  مَائِدَةً  لِرِفَاقِى  الْمَنْفِيِّينَ  فِى  جُغْرَافِيَاتِ  التِّيه . وَأَبْتَسِمُ  فِى  وَجْهِ  الرِّيح ... 
السُّفُنُ  غَارِقَةٌ.


الصَّوَارِى  مَهْدُودَةٌ
الْحِبَالُ  ضَيَّعَتْ  الرَّبَابِنَةَ  فِى  سَهْوِ  الْعَاصِفَةِ
الرَّاكِبُونَ  الْبَحْرَ  يُهَلِّلُونَ  بِمَنَادِيلِ  الْغِيَابِ
النَّوَارِسُ  تَنْتَظِرُ  مَرَاكِبَ  الصَّيَّادِينِ  بِلَا  أَمَلٍ
الْبَحْرُ  يَنْدُبُ  حَظَّ  الْبَرِيدِ  الَّذِى  خَسِرَ  رِهَانَ  الْعُبُور
وَلَا  أَحَدَ  مَعِي
وَحِيداَ  أَذْكُرُ  مَلَامِحَ  الشَّمْسِ  الْحَزِينَة
الْقَمَرَ  الَّذِى  وَدَّعَ  سَمَاءَ  الْعَشِيرَةِ  بِلَا  أَسَفٍ
النّْسَاءَ  اللَّوَاتِى  بَايَعْنَ  اللَّيْلِ،،  وَنِمْنَ  عَلَى  حَصِيرِ  الِانْتِظَار
الْحَبِيبَةُ  الَّتِى  طَلَّقَتِ  النَّافِذَةَ،،  وَانْسَحَبَتْ  إِلَى  عُزْلَتِهَا.


لَا  أَسْتَطِيعُ  النِّسْيَانَ
الرَّسَائِلُ  الَّتِى  تَرَكْتِهَا  فِى  جُعْبَتِى  الْحُبُّ  فِيهَا  انْتَحَر
الْخَيَالُ  فِى  إِضْرَابٍ  لَا  مَحْدُودِ
الشِّعَارَاتُ  ذَابِلَةُ  الْحَرَارَة
الْمِيثَاقُ  نَفَضَ  عَنْهُ  عُهُودَ  الْقَلْبِ
الْأُغْنِيَاتُ  الَّتِى  عَزَفْنَاهَا  عَلَى  وَتَرِ  الْكَمَنْجَاتِ  نَازِفَةُ  الْإِيقَاعِ / جَرِيحَةُ  الْفَرَح
الطُّرُقَاتُ  الْمُحَمَّلَةُ  بِخُطُوَاتِ  الْعَوَاطِفِ  بَارِدَةُ  الْعَوَاصِف.


وَأَنَا  أَعْزَلَ  مِنِّى
فَارِغُ  مِنْ  حَاضِرٍ  فَارِغٍ
فَارِعٌ  بِمَاضٍ
يَانِعٌ  بِفُيُوضِ  النَّبْع
ظَامِئٌ  لِوَلَعٍ  ضَارِبٍ  فِى  الْقِدَم ...!!! 

‏  2  

فِى  بَنِى  مَلَّال
أُرَبِّى  الْغُيُومَ  الْجَائِحَةَ  سَمَائِى
وَ  أَنْتِ  غَائِرَةُ  فِى  بِئْرِ  أَوْصَالِى
تُوقِظِينَ  لَعْنَةَ  عُبُورِى  الْخَاسِرِ  فِى  رِهَانِ  الْحَيَاة
ضَارِباً  أَخْمَاسَ  فِى  أَسْدَاسٍ
لَا  أَلْوِى  إِلَّا  عَلَى  فَرَاغٍ  جَامِحٍ
غُرُوبٍ  عَنِيدٍ
لَيْلٍ  يُسَدِّدُ  رَصَاصَ  الْأَرَقِ
وَيُرْدِينِى  شَهِيدَ  الْعَدَم
تُشْعِلِينَ  حَرَائِقَ  الْقَلْبِ  بِيَدٍ  بَخِيلَةٍ
وَدَمٍ  حَارِقِ  الْبُرُودَة
فَيَا  الْمَزْهُوَّةُ  بِى
هَا  رَوَائِحُ  قَهْوَةِ  أُمِّى  تَصْفَعُنِى
تَقُودُنِى  إِلَيْكِ  مَجْنُونَ  التُّرَاب
مَلِكٌ  أَنَا  بِلَا  عَرْشٍ
بِلَا  جُنُودٍ  يَخْفِقُونَ  طَاعَةً
أَنْتِ  جُنْدِى
وَعَرْشِى ...!!! 
3  
فِى  بَنِى  مَلّال
تَضْجَرُ  مِنِّى  أَرْصِفَةُ  الشَّوَارِعِ،  وَاجِهَاتُ  الْمَقَاهِى  الَّتِى  تَشْرَعُ  كَرَاسِيهَا  لِلْغُرَبَاءِ  ،  أَتْرَابِى  فِى  التِّيهِ،  خِلَّانِى  فِى  صُحْبَةِ  الْخَوَاءِ،  الذِّينَ  مَشَطُوا  الطُّرُقَاتِ  بِألْآهَاتِ،  وَوزَّعُوا  وَرْدَ  الْأَسَى  عَلَى  نَوَافِذِ  الْعِمَارَاتِ،  وَأَقْفَلُوا  إِلَى  غُرَفٍ  يَكْبُرُ  فِيهَا  السَّأَمُ
غَرِيبُ  الرِّفَاقِ  أَحُثُّ  الظِّلَّ  عَلَى  التِّرْحَالِ
أَخْلُدُ  لِي
أَسْمَعُنِى  بِلَا  جَلَبَةٍ
فَيْضُ  الْمَدَى  يُطَوِّقُ  رُؤَاىْ
حَنِينِى  إِلَيَّ  يَشْتَعِلُ
أَنَا  الْحَاضِرُ  الْغَائِبُ  أَشُقُّ  بَوْحِى
لَا  أَلْتَفِتُ  لِطَعَنَاتِ  الْأَصْدِقَاءِ
لِمَكَائِدِ  الْأَعْدَاءِ
وَلَا  أُبَالِى  بِحُرُوبِ  الْعَالَمِ
تَكْفِينِى  حَرْبٌ  وَاحِدَةٌ  ضِدِّى
رَصَاصَةٌ  فَرِيدَةٌ  كَيْ  أَغْتَالَ  هَذَا  الْعَدَمَ / السَّقَمَ / السَّأَم
لِيَحْيَا  السُّؤَالُ  عَلَى  جَبَهَاتِى
وَيَنْتَصِرَ  الرَّبِيعُ  فِى  رَبَوَاتِى
لَسْتُ  مَهْزُومَ  الْحَيَاةِ
أَنَا  فَارِسُ  اللَّعَنَاتِ
أَخُوضُ  رِهَانَ  الْآتِى
لَا  يَشْغَلُنِى  هُرَاءُ  الْأَفْوَاه
لَا  يَعْنِينِى  نَهَارٌ  يَطْعَنُ  فِى  سِيرَةِ  اللَّيْلِ
تَعْنِينِى  وَرْدَةٌ  تُطِلُّ  مِنْ  جُرُوحِ  الْجُدْرَانِ
وَقَيْدٌ  يُكَسِّرُ  قُضْبَانَ  الْعَتَمَات ...!!! 

اقرأ ايضا

رحيق السطور|عبد الناصر.. المفترى عليه