رحيق السطور|عبد الناصر.. المفترى عليه

رحيق  السطور|عبد الناصر.. المفترى عليه
رحيق السطور|عبد الناصر.. المفترى عليه

عبر ما يقارب 500 صفحة يحاول المؤرخ والكاتب الصحفى محمد الشافعى فى كتابه» عبد الناصر،.حقائق وأباطيل» رصد الأكاذيب والافتراءات التى حيكت لتشويه الزعيم جمال عبد الناصر ممن تعارضت مصالحهم الشخصية معه، ومع مشروعه الوطنى التحررى.

وقد عمد المؤلف طوال صفحات الكتاب إلى عرض تلك الأكاذيب والمزاعم ودحضها بالوثائق والوقائع على الأرض التى تنافح كل تلك الافتراءات والإدعاءات التى تحاول النيل من عبد الناصر.

وبالتالى النيل من المشروع الوطنى التحررى، فى البداية بمبضع الجراح يحدد الشافعى أن دفاعه عن عبد الناصر ليس لشخصه، وإنما لأن ناصر لم يكن غير مشروع أمة فيكتب « ..الرجل لم يكن مجرد قائد وطنى أو حتى زعيم أمة ولكنه «مشروع»..

واضح المعالم جلى الرؤى صادق الوعود قاطع الانحيازات استقلال وطنى .. عروبة ناصعة ..إنصاف للغلابة والبسطاء..نصرة الساعين للتحرر..قلاع صناعية مشروعات قومية..»
ويبدأ من أكذوبة وفرية تفتيت الأرض الزراعية بقانون الإصلاح الزارعى..فيستعرض الشافعى تاريخ الأراضى الزراعية المصرية.

وكيف استولى عليها محمد على، وتداولها عقبه من بعده تملكا وسيطرة ومنحا لبعض المتعاونين معهم ضد الشعب، وبيعها لهم فى بعض الأحيان حتى أصبحوا يتملكون آلاف الأفدنة دون الفلاحين، وحين قامت الثورة كان من الطبيعى ان ينحاز عبد الناصر لمن يستحقون الأرض وأصحابها الحقيقيين.

وعن قصد فى يوم التاسع من سبتمبر صدر قانون الإصلاح الزراعى وذلك تكريما لوقفة عرابى ضد الخديوى توفيق عام 1881م، وتخليدا لوقفة الفلاحين الغلابة ضد عائلة البدراوى عاشور 1951م.


وخوفا من تفتيت الأرض بزراعات متعددة ألزم القانون مالكى الأرض بالدورة الزراعية، مما يعنى إنه إذا كانت أرض الفلاح فى نفس «الحوض» مع مالك المائة فدان فهما معا ملزمان بزراعة نفس المحصول الذى تحدده الدورة الزراعية «قطن-قمح-أرز- ذرة»، وتقرر تجريم الخروج عن الدورة الرزاعية..وفى الثمانينات من القرن الماضى بضغوط خارجية تم إلغاء الدورة الزراعية وهنا بدأت عملية تفتيت الأرض..!


ويفرد الشافعى صفحات لثروة الملك فاروق وكيف اغتصبها من الشعب هو وأسرته عبر تاريخ طويل..وكيف تعامل رجالات الثورة مع أسرة محمد على وممتلكاتهم وما يشاع عن استيلاء البعض عليها كانت من ضمن أكاذيب تشويه سمعة الثورة، وسمعة عبد الناصر..وعما يروج بأن عبد الناصر قد أضاع السودان وفرقها عن مصر بعدما كانتا بلدا واحدا ..يقدم المؤلف المستندات والوثائق التى تدحض تلك الأكذوبة، وانه لم تكن السودان ومصر قطعة واحدة.. غير أنهما كانا تحت سيطرة الاحتلال الانجليزى.


وعن الكذبة الكبرى بأن الثورة قامت بمباركة أمريكية يذكر الشافعى بأن مئات الوثائق الأمريكية التى يتم الكشف عنها تؤكد أن ثورة يوليو فاجأت كل الأجهزة الأمريكية بما فيها المخابرات المركزية الأمريكية...ودليل آخر هى المحاولات العديدة للتخلص من عبد الناصر...

وعن مزاعم أن عبد الناصر وراء هجرة اليهود من مصر يقدم شرحا تفصيليا لخروج غالبيتهم لأسباب عديدة لم يكن لعبد الناصر أى دخل فيها..وعن أكاذيب تعمد عبد الناصر، إبعاد رفاقه لا تصمد تلك الأكذوبة أمام الوثائق والمستندات التى تظهر حرصه كل الحرص على وجود زملائه من تنظيم الضباط الأحرار، لكن البعض آثر الابتعاد بمحض إرادته بعد ان تصادمت مع توجهات وسياسات ناصر.


ويستمر الشافعى فى عرض العديد والعديد من الأكاذيب التى تتعمد تشويه سمعة عبد الناصر صاحب المشروع النهضوى الوطنى والقلاع الصناعية ..كما تعرض لعلاقة جمال بالمشير وهى واحدة من العلاقات التى حيكت حولها الكثير من الأساطير فقد كان عبد الناصر تجمعه بالمشير صداقة قوية، لكن المشير لم يحفظها وحاول القيام بانقلاب ضد عبد الناصر، لكنه فشل.. وانتحرفى ظروف غامضة، مما أثار العديد من الأقاويل بان عبد الناصر وراء انتحاره .. كما أفاض فى كتابه حول عدوان يونيو 76.

وفى شرح أسبابه وخلاصته بأنه إحدى المحاولات الفاشلة للقضاء على عبد الناصر ومشروعه القومى لمصر..وكيف خرجت الجماهير فى 9-10 يوينو ترفض تنحى القائد وترفض الهزيمة، وخروجها يؤكد فشل إسرائيل وأمريكا فى إنهاء عبد الناصر.. ثم يتحدث عن حرب الاستنزاف وكيف كبدت العدو خسائر فادحة.

اقرأ ايضا | مريم بعد روايتها الأولى: لا أبحث عن النهايات السعيدة!