فى الصميم

جنرال الحرائق

جلال عارف
جلال عارف

.. وجنرال الثلوج!!  دائما ما كان صقيع الشتاء حليفا لروسيا فى حروبها. كان الجنرال الأبيض «أو الجنرال ثلج» كما يقولون هو أهم الجنرالات فى معارك غيرت وجه التاريخ. كان السبب الرئيسى فى هزيمة جيوش نابليون، ثم كان العامل الأهم الذى قصم ظهر جيوش هتلر على أسوار ستالينجراد وحسم مصير الحرب العالمية الثانية.

حروب أوكرانيا أيضا كانت تنتظر موعدا للحسم مع الشتاء.ومع اندلاع حرب الغاز كانت روسيا تنتظر ماذا ستفعل اوربا مع الشتاء وصقيعه فى ظل ازمة غاز ووقود قاسية وكانت أوربا ـ من جانبها ـ تحاول ايجاد حلول تخفف من وقع الأزمة بقدر الإمكان، وكانت دول الاتحاد الاوربى تنقسم فى الموقف من الاجراءات التقشفية التى ترى معظم أوربا أنها لن تؤثر كثيرا! يبدو الآن أن «الجنرال الأبيض» لن يكون وحده.

الأزمة بدأت مبكرا مع تخفيض وصل الى ٨٠٪ من امدادات الغاز لاوربا ومع موجة حر وحرائق غير مسبوقة جعلت «جنرال الحرائق» الذى أشعل أوربا ينضم  الى «الجنرال  الابيض» الذى ينتظر الشتاء! بالأمس طلب رئيس الوزراء الاسبانى من الموظفين أن يتوقفوا عن استخدام ربطات العنق أملا فى ان يؤدى ذلك الى تقليل احتياجهم لأجهزة التكييف فى ظل درجات الحرارة المرتفعة والخانقة«!!!» والرسالة واضحة بأن الأزمة أكبر من الامكانيات المتاحة بكثير، وأن على الجميع أن يتحمل قسوة حريق الصيف وان ينتظر أيضا ما سيأتى مع «الجنرال الأبيض» فى شتاء  شديد القسوة! السؤال فى أوربا يعلو عن الثمن الفادح للحرب، وعن امكانية الصمود للظروف الصعبة وعن جدوى العقوبات التى أصبحت أوربا تعانى من آثارها بأكثر مما تعانى روسيا نفسها.

أمريكا تضغط بكل قوة للابقاء على موقف موحد من التحالف الغربى ضد روسيا، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة وجنرالات الثلج والحرائق يضغطون على أوربا أكثر، كل الظروف تقود للبحث عن حل سياسى، والسؤال هو: متى يبدأ التفاوض؟!