رسالة من الابن إلى قاتل والده: «ليه حرمتني من بابا.. وعمري 60 يومًا»؟!

المجنى عليه
المجنى عليه

شريف عبدالله

لا اشد قسوة من مشهد طفل وهو يودع والده ويلقي النظرة الاخيرة عليه وهو راقد علي فراش الموت، نظرات وعيون تشاهد فقط وسط المشهد الجنائزى تحتضن زوجة الضحية، طفل يبلغ من العمر 60 يوما لا يتكلم ولا يفهم معنى المشهد المأساوى الذي يقف امامه وصرخات والدته  المدوية في لحظة الوداع هو كل ما تشاهده عيناه وكلماتها وهى تحاول ان تمنى النفس بعودته من جديد وان يكون كابوس مزعج لتصحوا من نومها ويستفيق الجميع ويعود زوجها الي احضان الطفل الذي يحتاج الي والده، وكأن الطفل يبعث برسالة الى القاتل، ليه حرمتنى من بابا والذي سقط غدرا برصاص الجناة بعدما تصدى لهما في محاولة للدفاع عن صديقه

  ابن قرية المنشاة الصغرى بكفر شكر بمحافظة القليوبية، محمد يحيى لم يتوقع ان نهايته ستكون ضحية الشهامة والجدعنة خلال دفاعه عن أحد أصدقائه فى مشاجرة مع 3 من الشباب من قرية ميت الدريج، اطلق الجناة الرصاص على المجنى عليه واحد أصدقائه؛ بسبب خلاف على دراجة مما اسفر عن مصرعه واصابة صديقه، وعلى اثر ذلك قام مجهولون بمهاجمة ممتلكات بعض المواطنين في القرية، علي الفور قام المقدم أحمد سعفان مأمور مركز شرطة كفر شكر باخطار اللواء غالب مصطفى مدير أمن القليوبية بما يفيد ورود إشارة من مستشفى كفر شكر بوصول الشاب محمد يحيى بقرية المنشأة الصغرى مصابا بطلق ناري له فتحة دخول وخروج بالكتف اليمنى وتحت الإبط الأيسر، ولفظ أنفاسه الاخيرة فور وصوله إلى المستشفى واصابة رزق جزار مقيم بمدينة كفر شكر بطلق ناري في العضد الأيسر بفتحتى دخول وخروج ويخضع للعلاج بالعناية المركزة. 

عيد زواجه!

تبين من تحريات البحث الجنائي بالقليوبية نشوب مشاجرة في حفل عرس بقرية المنشأة الصغرى بسبب خلاف سابق على دراجة نارية بين الطرفين، واثناء مغادرة المجني عليهما إلى منزل احدهما فوجئا باطلاق اعيرة نارية صوبهما من قبَل مجهولين ولقي أحدهما على أثرها مصرعه وسقط الاخر مصابا بطلقات نارية، وفر الجناة هاربين خارج القرية وتم ضبط اثنين منهم بعد الحادث بساعات كما نجحت اجهزة الامن في ضبط المتهم الثالث عقب هروبه من مكان الحادث.

وبسؤال المصاب اكد قيام "ط" بإطلاق اعيرة نارية من سلاح ناري صوبه والمجني عليه المتوفى، وذلك بمعاونة اثنين اخرين لخلاف بينه وبين المتهم الثاني حول دراجة بخارية مملوكة لهما، واثناء انهاء الخلاف اطلق المتهم الأول اعيرة نارية اودت بحياة المجني عليه واصابة المجني عليه الثاني. 

 اسرة المجني عليه اكدت؛ ان محمد كان محبوبا من الجميع وسيرته طيبة وتتزامن واقعة قتله مع مرور شهرين فقط على ميلاد طفله الأول، وقتها كانت سعادته غامرة ولا توصف بمولوده واشارت اسرته الي انه لم يتوقع احد ان تكون تلك نهايته وهى مفارقة غريبة ان عيد زواجه موافق ليوم وفاته وانه وحيد والديه ولديه طفل صغير وحيد أيضا والذي اصبح يتيما بعد فقد والده وهى صدمة لكل افراد اسرته التى كانت تتمنى ان لا تحدث تلك الجريمة البشعة والتي تسببت في حالة من الحزن لاهالي القرية  كون المجني عليه كانت تجمعه علاقات طيبة بالأهالي. 

 رغم بشاعة الجريمة التى راح ضحيتها المجنى عليه بوابل من الطلقات النارية من جانب المتهمين الثلاثة خلال دفاعه عن صديقه اثر خلاف نشب بين المجني عليه الثاني والمتهمين في حفل عرس، ومن ناحية اخرى شيع المئات من أهالي قرية المنشأة الصغرى جثمان المتوفى وسادت حالة من الحزن على وجوه المشيعين من اسرة واقارب المجنى عليه مطالبين بالقصاص العادل من المتهمين، فيما تحولت مواقع التواصل الاجتماعى من اهالي قريته الى دفتر عزاء للمجنى عليه.

من جانبها استمعت النيابة لاقوال المصاب في الواقعة، والذي جاء فيها قيام احد المتهمين باطلاق اعيرة نارية من سلاح ناري صوبه وصوب المجني عليه المتوفى بمعاونة شخصين اخرين لسابق خلاف بين المجني عليه الأول والمتهم الثاني حول دراجة بخارية، واثناء إنهاء الخلاف أطلق المتهم الاول أعيرة نارية اودت بحياة المجني عليه الأول واصابة المجني عليه الثاني، وامرت بحبس المتهمين الثلاثة وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وكلفت بسرعة ضبط المتهمين في واقعة إطلاق النار العشوائي، وحرق منازل بقرية ميت الدريج على خلفية الواقعة، وانتقاما من المتهمين الـ 3 الذين ينتمون للقرية حيث تمكنت اجهزة الامن بالقليوبية في السيطرة على الموقف دون خسائر بشرية بينما شهدت الواقعة حريق معلف ومنزلين وسرقة عجول من المعلف واضرام النار في المكان مع اطلاق طلقات رصاص عشوائية قبل هروب مرتكبي الواقعة، وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا بمدخل القرية من ناحية المنشأة الصغرى لمنع تجدد الاشتباكات.