إيثان هوك: أصبحت مؤهلا لتقديم حياة المشاهير لهذه الأسباب

مخرج الدراما إيثان هوك
مخرج الدراما إيثان هوك

إنجى ماجد

تتتبع الدراما التلفزيونية الوثائقية الجديدة The Last Movie Stars الحياة الشخصية والمهنية والرومانسية - كما يؤكد العنوان بوضوح  لآخر نجوم السينما - أسطورتى هوليوود بول نيومان وزوجته جوان وودوارد؛ واللذان اختارهما مخرج الدراما النجم ايثان هوك من بين جميع عمالقة التمثيل فى العالم؛ ولكن ماذا تعني هذه العبارة؟ حتى هوك  لم يكن متأكدا تماما من الاجابة؛ ورغم ذلك فإن عمله الوثائقى اقترب قليلا من الكشف عنها.

 

يقدم هوك مسلسله الوثائقي - الذى يذاع على منصة HBO Max عبر 6 حلقات - بحماس المعجب المفتون بنيومان وجوان؛ لنجد أنفسنا أمام عمل ملئ بالحيوية؛ يستعرض مسيرة فنانين ستشعر أنك شديد القرب منهما؛ ليكرم ايثان مسيرة كل منهما كما لو كانت مسيرته هو الخاصة؛ تلك العلاقة بين الفنان والمعجب الأسير هي النسيج الذى تقوم عليه The Last Movie Stars.

أراد هوك أن يأتى بالمسيرة الحافلة لنيومان وودوارد إلى القرن الحادي والعشرين؛ لتتعرف عليها الأجيال التى لم تعاصرهما؛ من خلال استخدام مجموعة من اللقاءات الشفوية التى جمعت بين نيومان وأقرب أصدقائه؛ كما دعا ايثان أصدقائه من النجوم للمشاركة فى ذلك العمل الضخم فى تفاصيله؛ حيث استعان بجورج كلونى ولورا لينى لتجسيد المشاهد التمثيلية لنيومان وجوان؛ وبينما يضم المسلسل أسماء نجوم كبار؛ فإن المحادثات فيها ليست براقة مثل أبطالها؛ بعد أن تخلى هوك بذكاء عن المقابلات الحوارية اللامعة ذات النمط الوثائقي؛ لإجراء محادثات Zoom- والتى عرفتنا عليها ظروف الحجر الصحى بسبب وباء كوفيد-19 - وهى المحادثات التي تشعرك بالقرب والبساطة أكثر؛ كما لو كنت تجرى محادثة طويلة مع صديق مقرب.

وفى تصريحات سريعة له مع موقع AV Club ؛ تحدث ايثان عن مفهوم النجومية؛ ولماذا لم يعد هناك بالفعل نجوم سينما؟ وهو ما ستعرفه فى السطور التالية.

 هذا هو فيلمك الوثائقي الثاني والذى جاء بعد أول أفلامك Seymour: an introductionعن عازف البيانو سيمور بيرنستين؛ فهل وجدت نفسك فى تقديم الأفلام الوثائقية التى تروى حياة المشاهير؟

لن تصدق إذا أخبرتك أننى لم أفكر مطلقا فى دخول تلك المنطقة؛ ولكنى اكتشفت بداخلى وجود شغف كبير بإخراج الأعمال الوثائقية؛ وقررت ترجمة ذلك الشغف إلى المضى قدما فى تنفيذه على أرض الواقع.

لا أنكر أننى كرست حياتي للعمل الفنى؛ وقد اكتشفت بمرور السنوات أنك عندما تقوم بالتعمق فى عملك الفنى؛ يمكنك استكشاف الكثير من الموضوعات الأخرى عن غير قصد؛فلا يمكنك مثلا سرد قصة بول وجوان دون سرد قصة أمريكا في الخمسين عاما الماضية؛ الطريقة التي يعكس بها الفن ما يحدث في المجتمع؛ والطريقة التي أثرت بها الثقافة عليهم كفنانين؛ وأخيرا الطريقة التي تتطور بها الأحداث داخل الفيلم نفسه؛ فيبدأ الفيلم الحديث عن الفن؛ لكنه يتطور بعد ذلك إلى موضوعات الأبوة والرومانسية والسياسة؛ كل تلك المتغيرات تؤثر على الفنان؛ وهكذا كلما تعمقت أكثر فأكثر في فن الفرد؛فإنك ترى مشهدا أوسع له؛ لأجد نفسى بعد الفيلم الأول لى؛ صرت مؤهلا لتقديم سير حياة المشاهير.

 عند اختيارك لعنوان الفيلم آخر نجوم السينما ؛ ماذا تعني لك هذه العبارة؟

لقد اقتبست تلك العبارة من مقولة للروائى الأمريكى جور فيدال ، وكنت أقصد بها كيف كان نيومان وودوارد بمثابة الجيل الأخير؛ الذي نشأ في هذه المهنة بنفس الطريقة التي كان عليها نجوم السينما الأصليين؛ أمثال كلارك جابل و كاثرين هيبورن؛ فهذا الجيل من الممثلين سطع نجمه فى عصر كان يلمع به معلمو التمثيل المشهورون؛ مثل لي ستراسبيرج وستيلا أدلر وأوتا هاجن وساندي ميسنر؛ حيث كانت هناك ثقافة احترام مهنة التمثيل؛لأنه كان وقتها يمثل شكلا من أشكال الفن المرموقة.

وأتذكر أننى زاد حبى وتقديرى للممثلة لوبيتا نيونج؛ لإنها كانت واحدة من أوائل الممثلين الذين فازوا بجائزة الأوسكار؛ ولم تنسى توجيه الشكر للمعلم الذى جعلها تتقن تلك المهنة؛بينما الأغلبية العظمى يبدو وكأنها لا تريد الاعتراف بأنها تعمل فى ذلك المجال من الأساس.

وبالعودة للعنوان؛ فقد أعجبتنى الجملة بشدة عندما قرأتها؛ ووجدت أنه عنوان مثير للاهتمام؛ رغم أننى أعتقد أن مصطلح النجم السينمائى لا ينطبق على بول وجوان؛ بقدر ما ينطبق عليهما أن كل منهما ممثل ذو ثقل وموهبة استثنائية؛ فهما يمثلان آخر جيل يستحق المكانة المرموقة التى كان يحظى بها الممثلون فى العصر الذهبى لهوليوود.

 نعم وكما هو معروف عن الأمريكيين أنهم لا يحبون التخلي عن فكرة النجومية السينمائية؛فهو شيء مهم حقا وأساسى في الثقافة الأمريكية.

يضحك قبل أن يقول:” أجل هذا صحيح؛ وهو انطباع سائد لدى الكثيرين فى الصناعة؛ولذلك نحن على عكس الممثلين البريطانيين؛ فهم لا يعانون من فكرة تمجيد النجم السينمائى والتعامل معه على أنه مقدس؛ وأعتقد أن السبب فى ذلك النظام الملكى الحاكم لديهم؛ فالملكة هى الشخصية الوحيدة المقدسة هناك؛ أما فى أمريكا فالوضع لدينا مختلف.