بعد إعلان عمرو أديب على الهواء.. متى يعتزل المذيع؟!

عمرو أديب
عمرو أديب

مؤمن حيدة

بعد إعلان الإعلامي عمرو أديب على الهواء مباشرة في برنامجه الحكاية الذي يقدمه على قناة MBC مصر، بأنه سيعتزل الإعلام بعد عام من الآن، تراود في الأذهان لدى الكثيرين سؤال وهو متى يعتزل الإعلامي، وهل هناك موعد محدد يجب فيه على المذيع التخلي عن كرسية والابتعاد عن الشاشة أم أن المسألة متروكة لاختيار كل مذيع، توجهنا بهذا السؤال إلى أستاذة الإعلام للإجابة علية.. فماذا قالوا؟!.

تحدث حسن مكاوي أستاذ الإعلام قائلاً: المذيع يعتزل حين يشعر أنه ليس لديه جديداً يقدمه لجمهوره، ووقتها تكون كل أفكاره ومهاراته استنفذت خلال فترة عمله ويستشعر أن الإقبال على مشاهدته بدأت تقل وتتلاشى أو تضعف بشكل أو بأخر، ويحاول من اعتزاله أن يحافظ على تاريخه وصورته الذهنية أمام المشاهدين.

وأضاف: والمذيع الذي يفعل ذلك هو يحكم على الأمور بشكل مهني، ولكن في أوقات أخرى تكون هناك عوامل شخصية ربما لم يفصح عنها بشكل حقيقي، وهناك بعض المذيعين يقررون الابتعاد عن الشاشة لأغراض شخصية مثل أنه استشعر أن القناة التي يعمل بها لم تجدد له مرة أخرى، أو أن الأجر المادي الذي كان يتقاضاة سوف ينخفض، أو هناك طلبات من إدارة القناة بتقليل المدة الزمنية لبرنامجه، وكل تلك الأشياء تضعف من مكانته.

واستكمل حديثه قائلاً: لابد من تجديد الدماء وإعطاء الفرصة لوجوه جديدة من المذيعين والمذيعات، وهذا ربما يحدث على استحياء في بعض القنوات الفضائية ولكنه لم يتم بشكل واسع وكبير، ومعظم القنوات تتردد في إعطاء الفرصة للشباب وخصوصاً في بعض النوعيات من البرامج مثل برامج التوك شو، وإذا حدث ذلك ونجحت التجربة سنجد أن ليس هناك مشكلة في ابتعاد مذيع لأنه سيكون هناك نماذج عديدة بديلة.

أما صفوت العالم أستاذ الإعلام تحدث قال: لا شك أن المذيع يمكن أن يعتزل عندما يحقق أهدافه المهنية والشخصية لأنه وقتها يشعر أن لدية حالة من حالات التشبع، وأحياناً يعتزل المذيع عندما يجد أن الفرصة لم تعد متاحة له كما كان يحدث في الماضي أو أن حجم ما يتاح له من مرونة وحرية أقل كثيراً مما كان يتم في الماضي، وبالتالي فإن دوافع الاعتزال بالنسبة للإعلامي أو المذيع هي دوافع شخصية، وترتبط بعدم توافر المناخ الذي يتيح له المساحة للوصول إلى ما كان يحققه في الماضي.

وأضاف: أعتقد أن فكرة الاعتزال بالنسبة للمذيع يجب أن تتم في الوقت المناسب، وذلك عندما يدرك المذيع حجم رسالته، كما أنه يجب أن يتعلم كيف يعتزل، لأن هناك مذيعين يظلون مستمرين في التواجد على الشاشة ولكنهم يكررون أنفسهم ولا يقدمون أى جديد، وهنا يأخذ من رصيده وشعبيته التي كونها على مدار مشواره الإعلامي.

واستكمل حديثه قائلاً: هناك شرط لابد من حدوثه وهو عدم تلويح الإعلامي بالاعتزال واستخدام ذلك ككارت يعبر عن فشل، بل أنه يجب أن يكون صادقاً في علاقته بالجمهور وواضحاً في مبررات اعتزاله إذا تطلب الظروف منه إعلان ذلك، حيث إن البعض يلجأ إلى التلويح بالاعتزال لتحقيق أغراض أخرى مثل زيادة أجره المادي أو بغرض الضغط على القناة التي يعمل بها، أو فكرة ربط الأجر بالإعلان، وكلها حيل يستخدمها البعض من أجل الوصول إلى أغراض شخصية.

وتابعت منى الحديدي أستاذ الإعلام: بالنسبة للإعلامي عمرو أديب فقد صرح من قبل أنه لن يقدم برنامجه بشكل يومي كونه وصل لعمر الـ 56 عاما، وهذا أمر طبيعي يجب أن يحدث لأن هناك ما يسمى يتدرج كثافة العمل، ولكن ليس مطلوب من المذيع أن يعلن اعتزاله في فترة محددة للجمهور لأن ذلك يمكن أن يفهم على أنه يرغب في استعطاف الجمهور وتحويل الأمر إلى مطلب جماهيري للاستمرار في عمله، لذلك فكرة إعلان الاعتزال هو أمر ليس مهني.

وأضافت: أما بالنسبة للحديث عن فكرة متى يعتزل المذيع، فهناك مهن محدد لها سن للتعاقد وهناك مهن أخرى ليس لها سن محدد، والإعلامي ليس له عمر معين للاعتزال، ولكن ما يحدد ذلك هو شكل ونوع المادة الإعلامية التي يقدمها، بمعنى أن مذيع التوك شو مختلف عن مقدم برامج المنوعات أو برامج الرياضة، ولذلك ما يحدد موعد اعتزال المذيع هو نوعية النشاط الإعلامي الذي يمارسه.

واستكملت حديثها قائلة: لا يوجد محددات ثابتة للاعتزال أو الابتعاد عن الشاشة، وخصوصاً بالنسبة للمذيع الذي يمكن أن يتهرب من فكرة كبر السن بأنه يقدم برنامج أسبوعي بدلاً من البرامج اليومية وهكذا، إذاً فالأمر يحمل الكثير من المرونة، ويمكن أن يستمر طالما حالته الصحية والعقلية جيدة وقادر على الوقوف أمام الكاميرا ويمتلك التأثير على الجمهور.

وأكد محمود علم الدين أستاذ الإعلام أنه ليس هناك أسس مهنية تحدد موعد معين لاعتزال الإعلامي، بل أن وجود المذيع على الشاشة مرهون بمدى قابليته وجماهيريته، ويمكن أن يظل مستمرا في عمله حتى عمر متأخر.

وأضاف “علم الدين”: الوحيد القادر على الإجابة على سؤال متى يعتزل المذيع أو الإعلامي هو المذيع نفسه، ولا أحد غيره لأنه هو القادر على تحديد الموعد المناسب بالنسبة له الذي يترك فيه الشاشة ويبتعد عن جمهوره.

واستكمل حديثه: هناك مذيعون يفضلون الاعتزال وهم على القمة، وهناك آخرين يفضلون أن يظلون على الشاشة حتى آخر لحظة، وكل منهم له أسبابه في فعل ذلك وليس هناك قاعدة معينة نسير عليها في هذا الأمر.