د. مصطفى جاد يكتب: المتجدد.. صاحب الحضور الطاغي

أخبار الادب
أخبار الادب

منذ أن عرفت الدكتور مرسى عام 1980 نجمًا ساطعًا فى عالم الثقافة والسياسة، وكانت صورته الشهيرة فى الصفحة الأولى بالأهرام مع أنور السادات كأمين عام الشباب بالحزب الوطنى الديمقراطى، قد جعلته واحدًا من نماذج الأساتذة اللامعين فى الجامعة وفى عالم السياسة.

عرفت الدكتور أحمد مرسى منذ عام 1980 عندما كنت أعمل سكرتيرًا لأستاذنا الدكتور عبد الحميد يونس، الذى أعلن وقتها عن حاجته لسكرتير نظرًا لظروف فقد بصره، وعرفت بعدها أن الدكتور أحمد مرسى كان يقوم بذلك الدور مع الدكتور يونس منذ منتصف الستينيات ومنذ أن عرفت الدكتور مرسى عام 1980 نجمًا ساطعًا فى عالم الثقافة والسياسة.

وكانت صورته الشهيرة فى الصفحة الأولى بالأهرام مع أنور السادات كأمين عام الشباب ب الحزب الوطنى الديمقراطى، قد جعلته واحدًا من نماذج الأساتذة اللامعين فى الجامعة وفى عالم السياسة، واستطاع فى هذا الوقت أن يقنع السادات بإصدار قرار جمهورى بإنشاء المعهد العالى للفنون الشعبية.

وبحكم عملى مع الدكتور يونس كنت أشاهد أحمد مرسى فى الكثير من المناسبات منها: لقاء الجمعة فى مكتب الصحفى الشهر محمود عبد المنعم مراد فى «دار المعرفة»، فى وجود أعلام الفكر والفن مثل: المخرج أحمد كامل مرسى، ودكتور مجدى وهبة أستاذ الأدب الإنجليزى، ورياض أباظة، والأستاذ عبد المنعم عامر (شقيق المشير عبد الحكيم عامر).

والأستاذ رياض أباظة من كبار العائلة الأباظية والذى ارتبط أسمه بمؤسسة فرانكلين للنشر، والدكتور صليب بطرس أستاذ الاقتصاد الأشهر، والدكتور شكرى عياد أستاذ النقد الأدبي.
وكان الدكتور أحمد مرسى فى هذا الوقت شاب فى مقتبل الأربعينات من العمر.

وعُرف دائمًا بتواجده مع الكبار، ونبوغه المبكر، وكان الطالب الوحيد فى كلية الآداب الذى تخرج فى قسم اللغة العربية بتقدير عال، وهو الذى اختار تخصص الأدب الشعبى، وقد حصل على الليسانس فى سن مبكرة.

ولمس فيه أستاذنا الدكتور عبد الحميد يونس نبوغًا وتفوقًا منذ البداية، فأولاه الرعاية العلمية والروحية المنتظرة، وأشرف على رسالته فى الماجستير، وفى الدكتوراه ومنحه خبرته العلمية فى مجال الفولكلور، وكانت دراسات أحمد مرسى فى الأغنية الشعبية رائدة فى هذا المجال الذى كان لا يزال بكرًا خلال هذا الوقت من منتصف الستينيات، وأصبح الدكتور أحمد مرسى نموذجًا يحتذى به فى علاقة التلميذ بأستاذه من ناحية التواصل والإضافة.


ووجود الدكتور مرسى فى أى لقاء كان يضفى عليه مذاقًا خاصًا، وحضور طاغ، وأستاذنا الدكتور يونس كان يفخر دائمًا بتلميذه، ويعرف جيدًا هذه المرونة التى تتسم بها طبيعة شخصيته، فيعلق على ذلك قائلاً: «إن طريقتك فى الحديث يا أحمد تجعلنى أحسب كلامك مادة شعبية تستحق الدراسة».


 كما كنت ألتقيه وسط مجموعة أخرى كل يوم ثلاثاء بمنزل فاروق خورشيد ضمن اللقاء الأسبوعى الذى كان يعقده هناك مع كبار الأساتذة والمبدعين عقد الثمانينات: صلاح عبد الصبور، وعبد المحسن طه بدر، ومحمود ذهنى، وعبد العزيز الدالى، وحسين نصار، ويوسف خليف، وعبد القادر القط، وعبد الغفار مكاوى، وعبد المنعم تليمة، وعز الدين إسماعيل، ومحمد الجوهرى، وعبد الرحمن فهمى، وأحمد الصاوى، وأحمد مرسى، ومكرم محمد أحمد، وأمين العيوطى، وعبد الحميد حواس، أسماء كثيرة لامعة فى سماء الأدب والفكر والفن والصحافة والسياسة، كان أحمد مرسى متألقًا (لاحظ أننى أحكى عنه منذ أربعين عامًا).


ثم تطورت علاقتى بدكتور أحمد مرسى بعد ذلك، ومع مرور السنين لألتقيه فى المؤتمرات واللجان العلمية، ومناقشة الأطروحات الجامعية، وورش العمل..إلخ. وكنت حتى آخر مرة التقيته فيها فى الشارقة أبريل الماضى أرى فيه الشخص صاحب الحضور الطاغى، وأفخر أننى الآن عميدًا للمعهد العالى للفنون الشعبية الذى أسسه عام 1981.

وكان أول عميد له، كما كان رحمه الله عضوًا بمجلس المعهد فى الدورة الحالية، أما إنتاجه العلمى ومسيرته العلمية فى مجال الأدب الشعبى، وكتابه الأشهر «الأغنية الشعبية»، ومسيرته فى اليونسكو واتفاقية التراث اللامادى، ومسيرته تحت قبة الجامعة، فتحتاج للكثير من المساحات حتى نوفيه حقه،رحم الله أستاذنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

اقرأ أيضا | د.نهلة إمام تكتب: الرقم الصعب في مجال الدراسات الشعبية