حوار| رئيس اتحاد جامعات أفريقيا: السيسي مد يد العون للقارة وعمل على «لم الشمل»

د.إتيان أهيلى رئيس الاتحاد العام لجامعات أفريقيا
د.إتيان أهيلى رئيس الاتحاد العام لجامعات أفريقيا

هانى قطب سليم

نسعى لأن يكون التعليم نواة للقضاء على الصراعات بين الدول.. والشباب سلاحنا
 

الدكتور إتيان أهيلى شخصية مميزة على الصعيد القارى لذلك أستحق أن يكون أمين عام اتحاد الجامعات الأفريقية، فى حواره الخاص لـ«الأخبار» خلال زيارته لجامعة الأزهر باعتبارها المدير الإقليمى لاتحاد جامعات شمال أفريقيا أردنا التعرف على دور التعليم فى مدى إيجاد أرضية مشتركة بين طلاب القارة للمساهمة فى نبذ الصراعات وما هو الدور الذى يقوم به اتحاد الجامعات الأفريقية فى التقارب العربى الأفريقى وما هو السبيل للارتقاء بدول القارة وهل للمرأة دور فى أن تنال حظا من حقوقها لتكون مساهما فى هذا الارتقاء وإلى مزيد من التفاصيل داخل الحوار والذى قامت بترجمته د.أمانى الشريف.

ما هو اتحاد الجامعات الأفريقية؟

هو صوت التعليم العالى بأفريقيا وهذا هو شعاره، وهو منظمة دولية قارية غير حكومية أنشئت عام ١٩٦٧ استجابة لمطالبة اليونسكو والجامعات الأفريقية لتكون صوت التعليم العالى بالقارة الأفريقية ولتعبر عنه. وأصبح منسق الاتحاد الأفريقى لتنفيذ خطط وأهداف محور التعليم العالى بالخطة الاستراتيجية بالقارة

هل الاتحاد قادر على توحيد المناهج التعليمية لما يتفق على وحدة فهم الشباب؟

يسعى الاتحاد من خلال مشروعات مختلفة وأنشطة متنوعة لإيجاد تناغم فى التعليم العالى ومعايير الجودة بها ليساعد الطلاب على التنقل بين مؤسسات التعليم العالى بالقارة مما يساعد على التبادل الثقافى والتعرف على وفهم الآخر. 

ما أهم انشطة الاتحاد؟ 

يقوم الاتحاد بعدة أنشطة مثل بناء قدرات العاملين بمؤسسات التعليم العالى من أعضاء هيئة التدريس والإداريين والفنيين فى كل المجالات. دعم جهود مؤسسات التعليم العالى لتمكين المرأة. إقامة مراكز التميز لدعم البحث العلمى لما يخدم التنمية المستدامة فى مجالات الطاقة والماء والصحة وأخيرا نهتم من خلال التعاون مع البنك الدولى بالبحوث فى مجال العلوم الاجتماعية.

الرئيس السيسى كيف ترون تجربته نحو أفريقيا؟

أعتقد أن الرئيس السيسى ضرب مثلا فاعلا فى التقارب مع دول أفريقيا التى ظلت فترة طويلة تعانى من بعض التجاهل، حيث قام الرئيس السيسى بزيارات إلى أفريقيا لم يقم بها أى رئيس سابق خلاف المؤتمرات والندوات والمساعدات ومد يد العون للقارة وهو بمثابة لم شمل للقارة والاستفادة من مواردها بما يرتقى بتحقيق الرخاء لأبنائها. 

هل هناك نيه للتقارب مع الجامعات العربية؟

بإنشاء المقر الإقليمى لشمال أفريقيا بالقاهرة أصبح هو همزة الوصل بين الدول الأفريقية والدول العربية بل أصبح نافذة الاتحاد للشرق الأوسط وآسيا وأوروبا. وافتتاح هذا المقر يعد ميلادا لعهد جديد للتعليم العالى وأثره فى ترابط كل مؤسساته بالقارة الأفريقية وأقولها علانية ومن هنا أؤكد وأقولها إنه كان ينبغى أن نعبر الجبال لنصل إلى مصر لندرك أننا لا نحتاج رفع أعناقنا للأعلى - يقصد إلى أروبا- وأن ما نحتاجه موجود هنا.

ماذا يمثل لكم الأزهر وشيخه فضيلة الإمام أحمد الطيب فى ظل حرصه على لقائكم الدائم؟

نقدر جهود شيخ الأزهر وحرصه على دعم التعليم بالقارة الأفريقية ودعم ورعاية أنشطة الاتحاد ونأمل أن يكون للاتحاد بالتعاون مع الأزهر دور محورى فى نشر السلام فى ربوع القارة.

هل الاتحاد قادر على أن يجعل التعليم هدفا لوقف نزيف الصراعات بين أبناء القارة؟

بدأنا فى هذا الاتجاه مع جامعة الأزهر حيث أقمنا أول نشاط طلابى للاتحاد وهو الأوليمبياد الأول لشباب الجامعات الأفريقية الذى أقيم مارس الماضى بمشاركة ٢٨ دولة أفريقية تمثل الأقاليم الجغرافية الخمس للقارة، حيث كان هدف الأوليمبياد زيادة المشتركات بين الشباب واستخدام الرياضة كلغة تعارف بين الشباب. ونشر الود والسلام بينهم. وقد نجح الأوليمبياد فى تحقيق أرضية قوية من العلاقات الطيبة بين المشاركين بإشادة المشاركين به من طلبة أو رؤساء جامعات حضروا مع فرقهم.

نريد التعرف على استراتيجية اتحاد الجامعات الأفريقية؟

استراتيجية الاتحاد هو مساعدة مؤسسات التعليم العالى بالقارة الأفريقية وإقامة أنشطة لبناء قدرات أعضاء هيئة التدريس والإداريين وتنسيق مشروعات تطوير التعليم ونشر ثقافة جودة التعليم وتسهيل عملية التبادل الأكاديمى بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. ودعم الاتحاد الأفريقى فى متابعة وتنفيذ خططه فى تطوير التعليم على مستوى القارة.

ذكرت من أهداف المقر الإقليمى لاتحاد الجامعات الأفريقية الاهتمام بدور المرأة فكيف يكون ذلك؟

مؤتمر القيادات النسائية فى مؤسسات التعليم العالى بأفريقيا والذى عقد بنيروبي، كينيا. وناقش هذا العام دور المرأة فى العلوم فى مواجهة تحديات القرن الحادى والعشرين. والتحديات التى يمكن للمرأة مواجهتها.

وكان من بين المشاركين الدكتورة أمانى الشريف المدير الإقليمى لجامعات شمال أفريقيا وهذا كفيل ببناء جسور التواصل لتعظيم دور المرأة ولإيماننا بأن المرأة تمتلك من المثابرة والإصرار ما يجعلها الأكثر قدرة على مواجهة التحديات والمشاركة الإيجابية فى بناء غد أفضل للقارة كلها.

فى رأيك ما هى أهم الأولويات التى يجب أن تهتم بها أفريقيا فى مجال التعليم العالي؟

أرى الاهتمام بالطلاب والشباب حديثى التخرج، وبناء قدراتهم ليواكبوا سوق العمل وتغيراته المتلاحقة. وأقترح أن يتم توفير تدريب فى المجالات الجديدة مثل ريادة الأعمال وغيرها من المجالات المستحدثة فى سوق العمل.

وكذلك الاهتمام بالمرأة، فالمرأة الأفريقية تم تجاهلها للعديد من الأزمنة وتعانى من الكثير من المشاكل النفسية والصحية، فالاهتمام بالمرأة ينعكس على تنمية المجتمع كله، فكما يقال لو أعطيت المرأة سلة بقالة تعطيك وجبة شهية ولو أعطيتها طفلا تعطيك رجلا صالحا شريطة أن تؤهلها لذلك.

ما هى أهم المجالات المستحدثة فى سوق العمل؟

صدرت تقارير دولية عديدة عن وظائف المستقبل الأكثر توقعا لما بعد عام 2030 ومن أهمها، وظائف متعلقة بالروبوتات مثل صيانة وبرمجة الربوتات، مجال قيادة الطائرات بدون طيار، مساعدو كبار السن، صناعة البيوت الذكية، العملات الرقمية، التعدين الفضائي، الأغذية المصنوعة معمليا وغيرها من المصطلحات التى لا نعتادها الآن ولكنها ستكون هى سوق عمل الغد.

لذا لابد أن نتوقف عن تعليم قادة الغد بتقنيات الأمس، وأن نبدأ فى استشراف المستقبل حتى لا نجد أنفسنا نقفز بقارة افريقيا للخلف.

وأخيرا أحب أن أقول لكل مؤسسة تعليمية فى أفريقيا: «لا بد أن تجرى بسرعة إن كنت تريد الحفاظ على مكانتك، ففكر ما الذى عليك فعله لتتقدم.

ما الهدف من ملتقى الأزهر للتعارف العربى الأفريقى الذى تقيمه جامعة الأزهر تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر؟

كان الهدف الرئيسى تقديم اتحاد الجامعات الأفريقية للشعب المصرى والشعوب العربية، فقد لاحظنا أن أنشطة الاتحاد تتجه لوسط وغرب وشرق القارة الأفريقية وقلة أنشطته بجنوب أفريقيا وانعدامها فى شمال أفريقيا....

يعد هذا هو الحدث الأهم الذى ينظمه الاتحاد كل عامين وتلك هى المرة الأولى له فى مصر وفيه يقوم القادة بمجال التعليم بمناقشة الخطة العشرية للاتحاد الأفريقى للتعليم على مستوى القارة المسماة CESA 2016-2025.

اقرأ أيضاً | نقيب الأشراف مهنئا بالهجرة النبوية: نستلهم منها الصبر على البلاء ونصرة الحق