خارطة الطريق نحو منصة التتويج.. أزمات الكبار تحسم صـراع الـدوري

منافسة قوية فى الأسابيع الأخيرة لبطولة الدورى لحسم اللقب بين الثلاثى الزمالك والأهلي وبيراميدز
منافسة قوية فى الأسابيع الأخيرة لبطولة الدورى لحسم اللقب بين الثلاثى الزمالك والأهلي وبيراميدز

محمد جمال جمعة

لأول مرة منذ فترة كبيرة تشهد بطولة الدورى الممتاز لكرة القدم صراعا ثلاثيا محتدما على حصد اللقب الذى ينتهى صراعه بنهاية أغسطس المقبل ، حيث يتنافس هذا الموسم الزمالك حامل اللقب والأهلى الأكثر تتويجا بالمسابقة وبيراميدز الوافد الجديد فى المنافسة خلال السنوات القليلة الماضية .. وكانت آخر مسابقة للدورى تشهد صراعا ثلاثيا على اللقب موسم 2006 2007 والتى نجح الأهلى فى الفوز حينها بالبطولة بـ73 نقطة بينما حل الزمالك وصيفا بـ68 نقطة ثم الإسماعيلى ثالثا بـ67 علما بأن بطولة الدورى فى ذلك الموسم شهدت تواجد 16 فريقا على عكس النسخة الحالية للمسابقة والتى تضم 18 ناديا.

وكان الصراع خلال السنوات الماضية منحصرا بين القطبين مع أفضلية للنادى الأهلى عن الفارس الأبيض ولكن هذا الموسم الأمر مختلف كثيرا عن المواسم السابقة فهناك مقومات لدى الثلاثى الزمالك والأهلى وبيراميدز لحصد اللقب متمثلة فى أجهزة فنية أجنبية لكل فريق بالإضافة إلى مجموعة اللاعبين أصحاب المهارات والقدرات الفنية العالية التى يمتلكها كل فريق من الثلاثى .. ولكن يواجه الثلاثى أزمات كبرى من شأنها حسم لقب الدورى فى النهاية لأحدهما .. وتختلف الأزمات بين الأندية الثلاثة مع تشابه بسيط فى أزمة واجهها الثلاثى هذا الموسم :

أزمات حمراء
الأهلى واجه عدم استقرار على صعيد الأجهزة الفنية حيث بدأ المسابقة تحت قيادة فنية للجنوب أفريقى بيتسو موسيمانى ثم الاستعانة بخدمات سامى قمصان مؤقتا بعد رحيل موسيمانى قبل الاستقرار على تعيين البرتغالى ريكاردو سواريش.

إقرأ أيضًا

أحمد مجدي: الحكم على سواريش هذا الموسم غير منطقي

الاجهاد الشديد والغيابات الكثيرة أحد الأزمات التى واجهت ومازالت مستمرة مع الأهلى الذى فقد حتى الآن كلا من عمرو السولية وحسين الشحات ومحمد شريف حتى نهاية الموسم بالإضافة إلى أكرم توفيق الذى تعرض لقطع فى الرباط الصليبى وعاد مؤخرا للتدريبات لكنه لم يشارك كما غاب عن الأهلى الفترة الأخيرة المدافع المغربى بدر بانون بعد مشاكل فى القلب توابع تعرضه للإصابة بالكورونا وعاد المغربى مؤخرا لكنه غير جاهز فنيا للمشاركة مع الفريق.. الاجهاد والاصابات جعلت سواريش ينفجر غضبا من الضغط المتلاحم لمواسم الكرة المصرية وهو ما سيؤثر على منتخب مصر قبل الأندية.

الغيابات والاصابات ضربت خلال الموسم مراكز عديدة فى الأهلى أبرزها خط الوسط المكون من عمرو السولية وأليو ديانج وحمدى فتحى وظهرت الحالة الفنية والبدنية لخط الوسط بشكل باهت ولم يتم تقديم الأمور الفنية المطلوبة من خط الوسط خلال فترة غياب الثلاثى أهمها الضغط العكسى لاسترجاع الكرة بالإضافة إلى عدم الارتداد الدفاعى الكافى وهو ما شكل خطورة على المنظومة الدفاعية للفريق الأحمر .. بجانب الإصابات والاجهاد ضربت الأزمات الشخصية النادى الأهلى بقوة هذا الموسم متمثلة فى الحارس الأفضل أفريقيا بل أفضل لاعب داخل القارة السمراء الذى واجه مشاكل أسرية خاصة طوال الموسم أثرت على تركيزه مع الفريق وتسبب فى خسارة الفريق الأحمر لعدد من النقاط خلال البطولة..

كما واجه الأهلى أزمة كبيرة فى لعب مبارياته المؤجلة وصلت إلى أن لعب الفريق مباراة كل 48 ساعة وهو ما أثر على اللاعبين فنيا وبدنيا وذهنيا فى الوقت الذى يحصل المنافسون على راحة فترة كافية.. وبرغم تلك الظروف يمتلك الأهلى أفضلية الفوز باللقب عن الثنائى بيراميدز والزمالك فى حال تساوى الثلاثى بالنقاط بفضل المواجهات المباشرة بينهم.. ويتبقى للأهلى بخلاف مواجهة مصر المقاصة كل من المقاولون العرب وفاركو والاتحاد والمصرى وايسترن كومبانى والإسماعيلى وانبى وطلائع الجيش وسيراميكا كليوباترا.

الزمالك بدأ الموسم بقيادة الفرنسى باتريس كارتيرون قبل أن يرحل الديك الفرنسى ويتولى بدلا منه مؤقتا أسامة نبيه قبل الاستقرار على البروفسير البرتغالى جوسفالدو فيريرا فى ولايته الثانية مع الفارس الأبيض وارتفعت طموحات الجماهير العاشقة للزمالك بتكرار فيريرا لانجازته مع الفريق الأبيض فى الولاية الأولى بالتتويج ببطولة الدورى والكأس عام 2015 .. فيريرا قاد مركب الزمالك ونجح فى تقديم عروض قوية أهمها التتويج بلقب كأس مصر نسخة 2021 بعد الفوز على الغريم التقليدى الأهلى بهدفين مقابل هدف.

ولكن مع اشتعال المنافسة والصراع على اللقب يواجه الزمالك أزمة كبيرة متمثلة فى رحيل أفضل لاعبيه بل وخروجه من النادى دون الاستفادة ماديا بعد نهاية عقودهم مع الفريق ومن أبرز هؤلاء اللاعبين النجم المغربى أشرف بن شرقى صاحب المهارات والقدرات الفنية العالية والذى كان يشكل خطورة على دفاعات الخصوم بسبب مهاراته ومروغاته الساحرة.. كما رحل لاعب الوسط الدولى طارق حامد بالإضافة إلى حارس المرمى الدولى محمد أبو جبل.

كما واجه الزمالك أزمة كبيرة فى ضعف وقلة الأفراد فى قائمة الفريق برحيل هؤلاء النجوم بالإضافة إلى أن الفريق بدأ الموسم محروما من القيد ولكن البرتغالى فيريرا يحاول قدر المستطاع استخدام العناصر المتواجدة بالفريق لتحقيق آمال وطموحات الجماهير .. ولم يواجه الزمالك طوال مشواره أزمة اللعب مباراة كل 48 ساعة على عكس النادى الأهلي.. ويتبقى للزمالك كل من فيوتشر وبيراميدز والجونة ومصر المقاصة وفاركو والاتحاد والمصرى وايسترن كومباني.

الطموح الجديد
فى المقابل وجد بيراميدز نفسه فى سباق اللقب استغلالا لتعثر القطبين فى بداية المسابقة وبدأ بيراميدز البطولة بظروف مشابهة للقطبين على الصعيد الفنى فكان يقود الفريق إيهاب جلال قبل أن يرحل لتولى تدريب منتخب مصر ليعود اليونانى تاكيس جونياس لقيادة الفريق فى ولاية ثانية مكللة بالنجاح حتى الآن.

بيراميدز لم يواجه مشكلة أو أزمة فى الغيابات والإصابات كما حدث للأهلى والزمالك ولكن مشكلة بيراميدز هى الرهبة من المنافسة وعدم تصديق ما وصل إليه الفريق للمنافسة على اللقب مما سيشكل ضغطا على اللاعبين ..

كما أن مخاوف بيراميدز فى صراع اللقب هى التحكيم لذلك قرر الفريق طلب الاستعانة بحكام أجانب فى جميع مبارياته المتبقية مع تحمله لكافة التكاليف المالية .. نقطة إيجابية فى صراع بيراميدز مع القطبين تعطيه أفضلية وهى عدم تواجد الضغط الجماهيرى للفريق على عكس الأهلى والزمالك خاصة أن بيراميدز يعتبر من الأندية حديثة الولادة فى الكرة المصرية.. ويتبقى لبيراميدز بخلاف مواجهة البنك الأهلى كل من الزمالك والمقاولون وغزل المحلة وسموحة وفيوتشر وسيراميكا كليوباترا والجونة.