حكاية ممرضة والصوفي الذي يكره النساء!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عاش صوفيا.. يكره النساء!!

لم يتزوج.. ولم ينجب.. وعندما مات فوجئ ورثته بأن له زوجة عاشت معه سنوات طويلة بعقد عرفي حرره بنفسه، وأشهد عليه اثنين من أصدقائه.

وما إن حملت الزوجة الممرضة عقد زواجها العرفي وتقدمت به إلى النيابة التي أصدرت قرارها لتمكينها واستقرارها في شقة الزوجية بوصفها زوجته الوحيدة التي كانت تشاركه الحياة فيها.

تعاظمت الدهشة تموج انفعالاته على وجوه أشقاءه ورثته الشرعيين من الحكم الذي حصلت عليه زوجة شقيقهم بإعلام الوراثة التي حصلت عليه في غيبتهم ومن وراء ظهرهم وأثبتت فيه بأنها زوجته والوريثة الوحيدة بأمواله من بعده.

وأمام محكمة القاهرة الكلية للأحوال الشخصية قالوا: إن السيدة التي أبدعت بأنها كانت زوجة لشقيقهم في حياته لم تكن غير ممرضة جاء بها عندما داهمه المرض لتقوم على خدمته وتمريضه، والعناية به لأنه عاش وحيدا بعيدا عن أسرته واقرب الناس إليه حتى توفي وهو في الخامسة والستين من عمره ..أعزب.. فقد كان صوفيا يكره النساء، ويردد دائما بأن أكبر كارثة وأعظم مصيبة تصيب الإنسان في حياته هي أن يتزوج، لأنه كان سعيد بحريته ومعتقداته الخاصة التي كان يؤمن بها ويمارسها، ويرى راحته وسعادته فيها وأن خرجت عن تقاليد مجتمعه وعاداته.

ويستطرد أحد أشقائه قائلا: لقد استطاع أن يشق طريقه في المحاماة، ونجح وجمع ثروة كبيرة حتى داهمه المرض وأقعده السنين الأخيرة أتاني هذه السيدة التي لم تكن غير خادمة، وممرضة ثم تدعي في غفلة منا أنها كانت زوجته وتستولي على شقته والأشياء الثمينة التي كان يقتنيها.. غير أنها استولت على أمواله وباعت شهادات الاستثمار التي أودعها بأحد البنوك بعد أن استغلت مرضه واستأثرت به وحيدا في شقته.

وبصوت جهوري يشوبه حدة، ونظرات غيظ وغصب يرمق بها الزوجة يقول: لقد أوصدت بابه أمام كل انسان كان يريد زيارته أو يحاول السؤال عنه، وادعت بأن هذا كان تنفيذا لرغبته!.

واختتم حديثه قائلا: أننا نطالب بإلغاء حكم الإعلام الشرعي الذي حصلت عليه بالغش والكذب، والتدليس وشهود الزور.

وقضت محكمة القاهرة للأحوال الشخصية للولاية على النفس برفض دعوى الورثة، ويحق للمدعي عليها الإبقاء في الشقة وفي أمواله، وقالت في أسباب الحكم، من حيث أن الورثة الشرعيين للمتوفي لم يتقدموا باستخراج الإعلام الشرعي بوفاة شقيقيهم للحصول على حقهم في ثروته بوصفهم ورثته الشرعيين، ولم ينازعوا المدعي عليها فيما حصلت عليه بحقها في الإقامة في شقة المتوفي بقرار من النيابة.. إقامة هادئة مستقرة بلا منازع شهد بها جيرانها في العمارة، ولا تلتفت المحكمة إلى ادعاء الورثة بأنها لم تكن زوجة لشقيقهم وانما كانت خادمة تقوم على تمريضه، والعناية به فترة مرضه، ولم يطعنوا في عقد الزواج العرفي بالتزوير الذي تقدمت به إلى النيابة والمحكمة، وحصلت بمقتضاه على الشقة والأموال التي تركها وأصبحت بعد وفاته من حقها.

اقرأ أيضا| السجن المشدد 10 سنوات للمتهم الأول في قضية رشوة وزارة الصحة