«السيرما».. حرفه تراثية من المنوفية تغزو خان الخليلي والحسين 

 حرفة «السيرما»
حرفة «السيرما»

مازالت حرفة «السيرما»  بقرية «شما» التابعه لمركز أشمون تنشر الفن والجمال في جميع منتجاتها التي تخصصت فيها العديد من ورش الإنتاج، وهي أعمال كتابة وتطريز اللوحات المزركشة والتي تحمل آيات القرآن الكريم والرسومات الإسلامية ذات العبق التاريخي الأصيل.

بداية يقول محمود عبده، من أشهر العاملين بحرفة السيرما وصاحب ورشة قديمة للمشغولات اليدوية: "لدينا حركة ونشاط في الإنتاج حتى ساهمت تلك الحرفه في فتح أبواب العمل للشباب من أبناء القرية والقرى الأخرى المجاورة لنا؛ حيث تعتمد السيرما على الذوق العالي في إعداد القطع قبل توريدها للتجار؛ حيث بدأت هذه الحرفة في بلادنا بالتعاون والمساهمة في إعداد كسوة الكعبة المشرفة وهي من الأمور التي توارثناها عن أجدادنا؛ وساهمت تلك الحرفة في تعليم الشباب لمعاني ومرادفات نفتقدها في مجتماعتنا الراهنة ألا وهي الصبر والدقة والإتقان في شغل التطريز وإعداد وانتقاء أجمل الألوان أثناء العمل".
 

اقرأ أيضا| أنشطة ثقافية ودينية وورش عمل للمشغولات اليدوية بمعاهد كفر الشيخ

واتخذت قرية شما بمحافظة المنوفية دربا جديدا في الصناعة اليدوية، إذ تخصصت في فنون السيرما وأعمال الخشخان والكتابة على القماش بالزخارف وكانت منتجاتها تساهم بشكل كبير في إعداد كسوة الكعبة المشرفة والتي توقف إرسالها من مصر لأراضي الحجاز منذ ستينيات نفس القرن.

وتعد قرية «شما» بمركز أشمون نموذجًا يحتذى به بين محافظات الوجه البحري في مجال أعمال السيرما والخشخان وتجليد كسوة الكعبة وقنديل الكعبة ومقام سيدنا إبراهيم واللوحات المطرزة خاصة الخطوط القرآنية التي تحاك على التابلوهات وظلت منتجات القرية صامدة أمام هجمة التكنولوجيا الحديثة وإنتاج الماكينات وانتشار المقلد الوارد من خارج البلاد حتى بدأت هذه الحرفة تعاني مخاطر الاندثار بمرور الزمن.


وطالب أصحاب الورش بمزيد من دمج هذه الحرفة في المعارض وخلق فرص تسويقية لبيع المنتج لمواجهة الكساد، لاسيما وأن هناك دول منافسة لنا في إتقان فنون هذه الحرفة كالهند وبلاد المغرب العربي وبصفة خاصة دولة تونس الشقيقة.

وانتشرت حرفة السيرما مع أوائل الثمانينات واستخدمت في إعداد البادجات والكابات ثم اتجهت إلى الآيات القرآنية وكان الانتشار محدودا في البدايات وتضمن التوسع في إعداد رسومات باب الكعبة المشرفة والخشخان وتوريدها لخان الخليلي وحققت مكاسب كبيرة آنذاك لأصحاب الورش.

ويقول سالم محمود -رسام -: "أعمل في تلك الحرفة منذ تخرجي من الجامعه ونعانى من صعوبة التصدير مباشرة إلا من خلال وسيط أو استحواذ التجار على منتجاتنا مقابل أسعار زهيدة وتنتشر بقرية «شما» صناعات تكميلية كثيرة تعتمد عليها حرفة السيرما بشكل مباشر مثل الخطاط والرسام والقماش وبائع الخيوط حيث إنها من القرى المصرية القديمة التي تعاقبت عليها عصور وحضارات مختلفة الا أنها ظلت محتفظه ببصمتها التراثية المميزة".

وتعانى حرفة  السيرما من الاندثار ولا يتبقى فقط سوى عدد محدود من الورش والتي مازالت تقف صامدة في مواجهة الزمن بمتغيراته بحثا عن اوجه الدعم  حفاظا على حرفة تعد من أشهر الحرف التراثية فى البلاد.
 

 حرفة «السيرما»

 حرفة «السيرما»

 حرفة «السيرما»