نعيش اليوم فى عالم يمكن أن يكون فيه قول الحقيقة أمرًا سيئًا ومزعجًا، غير مستحب، ويفضل البعض إخفاءها لعدم قدرتهم على المواجهة أو لتحقيق مصالح أو الكذب تحت مسمى الدبلوماسية والمجاملة، الأكاذيب سهلة لها بريقها، تجذب الضعفاء وأصحاب النوايا السيئة، ولكن كل ما يبنى عليها هش يمكن أن ينهار فى لحظة، إنها مجرد وهم قصير العمر، قد يبدو طريق الصدق صعبًا، يحتاج العمل الجاد المخلص، حتى إن استغرق وقتًا حتمًا سيؤتى بثماره، وحينها يكون قائله قويًا شجاعًا لا يهاب أى شيء ولا ينتصر عليه أحد.
الصدق لا يقتصر على العالم الخارجى، بل يحتاج الإنسان إلى أن يكون صادقًا مع نفسه أيضًا؛ ما يجعله راضياً وخاليًا من أى شعور بالذنب، يستمتع بكل لحظة فى حياته مهما كان الوضع.
الكذب أو الصدق أيضًا لا يقتصر على الأفراد، دائمًا ما نرى ونسمع عن الأكاذيب السياسية خاصة الأمريكية التى تجعل العالم يئن من ويلات الحروب والأزمات لا ينهض أبدًا، لقد كذب كل الرؤساء الأمريكيين، وبالعودة إلى زمن اجورج واشنطنب، فإن الكثير مما نراه ونسمعه فى العالم السياسى يتكون من الأكاذيب والخداع، على الرغم من التأكيدات على الحقيقة والعدالة والمبدأ، ولكن يتكشف الأمر بعد فترة ويظهر الهدف، المال والسلطة، والآن، جو بايدن الذى تتواطأ معه وسائل الإعلام فى تجاهل خداعه المتكرر للشعب الأمريكى؛ بداية فيما يتعلق بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، أكد حينها أنه اإذا بقى مواطنون أمريكيون، فسنبقى لإخراجهم جميعًاب، ولم يكن ذلك صحيحًا، مرورًا بإخفاء المعاملات المالية لنجله هانتر بايدن مع الصين وصولًا بمزاعمه بشأن التضخم، وفشله فى تحمل المسئولية عن طريق إلصاقها بالحرب فى أوكرانيا، ربما تُحجب الحقيقة لبعض الوقت ولكنها لن تموت.
Email: [email protected]