عرب سافروا إلى الفضاء.. أحدثهم المصرية سارة صبري

سارة صبري
سارة صبري

كتب: صلاح البجيرمي


منذ بداية عصر الرحلات الفضاء المأهولة عام 1961، أصبحت الرحلات الفضائية جزءاً من الإنجازات البشرية، التي تسجل في سجلات التاريخ وتتنافس عليها دول العالم بما فيها العالم العربي الذي تمكن رواد منه بتمثيل بلدانهم وتسجيل أسمائهم في قائمة أوائل رواد الفضاء العرب.

 

وقائمة رواد الفضاء العرب، هم الأمير السعودي سلطان بن سلمان، المهندس المصري أكرم عبداللطيف، والإماراتي هزاع المنصوري ، وغيرهم وآخرهم المهندسة سارة صبري .

 

ويتوج بداية مهمات رواد الفضاء العرب، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يعتبر أول عربي انطلق إلى الفضاء عام 1985، وهو الابن الثاني للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأول رائد فضاء عربي ومسلم سافر في الفترة من 17 إلى 24 يونيو 1985، عندما كان يبلغ من العمر 28 عامًا، كمتخصص في الحمولة، على متن مكوك ديسكفري 18 التابع لوكالة ناسا الأمريكية ضمن مهمة إس تي إس-51-جي، برفقة 5 رواد فضاء أمريكيين وفرنسي سادس.

 

ويشغل الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز حاليًا منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، وهو ممثل المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) لدى ناسا، وأسس ورأس إدارة نادي الطيران السعودي.

 

 

وانطلق الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز كأول عربي يصعد إلى الفضاء، وذلك عبر المكوك الأميركي ديسكفري «STS- 51G» في 17 يونيو عام 1985، حيث ضمت الرحلة إلى جانبه 5 رواد فضاء أمريكيين، ورائد فضاء فرنسي، وبعد وصول المكوك «ديسكفري» إلى الفضاء والبدء في الدوران حول كوكب الأرض، شارك الأمير سلطان في إجراء تجارب علمية وضعها فريق من العلماء السعوديين بالتعاون مع خبراء وكالة الفضاء والطيران الأمريكية .

 

ويعد أكرم أمين أول رائد فضاء مصري تم ترشيحه لبرنامج وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» لتدريب رواد الفضاء، ويتعاون حاليًا مع وكالة الفضاء الألمانية لإتمام رسالته للحصول على درجة الدكتوراه، بقسم ديناميكية أنظمة الطيران في الجامعة التقنية بميونيخ.

 

وقد عمل أكرم أمين بوكالة الفضاء الألمانية، وتقدم لبرنامج علمي تابع لمنظمة (فور هاير) التي تدرب الراغبين لأن يكونوا رواد فضاء، تحت إشراف وكالة (ناسا) دون أن تشترط الجنسية، نافيا ما تردد عن عمله بوكالة ناسا الأمريكية.

 

 

إن البرنامج الذي يعمل به يبدأ إرسال رواد بدءا من 2017 لإجراء بعض التجارب العلمية، لافتا إلى أن البرنامج تقدم له مئات المرشحين من جنسيات مختلفة، وكل منهم كان يأمل أن تنتهى المنافسة باختياره.

 

وكانت المنافسة بين المرشحين أسفرت عن بقاء 13 فقط مؤهلين ليصبحوا روادا، وقد تلقى تدريبات "قاسية" فى الغطس والطيران، وكذلك درس ماجستير الفضاء فى الولايات المتحدة الأمريكية ليكون ضمن أولى اختيارات "ناسا" للصعود للفضاء. 


 
ثم جاء 4 رواد فضاء، هم (هزاع المنصوري وسلطان النيادي، ونورا المطروشي، لتصبح أول رائدة فضاء عربية، ومحمد الملا) فيما يعكس ذلك نجاحاً جديداً لمشروعات الإمارات المتعددة في قطاع الفضاء، خاصة «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء منذ 4 سنوات، وشارك في نسختيه 8327 إماراتياً، سارعوا للانضمام له، وبدء رحلة الاختبارات حتى يحملوا لقب «رائد فضاء إماراتي»، وهو ما تعزز عبر وجود 4 رواد فضاء إماراتيين.

 

 

وخاض هزاع المنصوري وسلطان النيادي اللذان تم اختيارهما كأول رائدي فضاء إماراتيين في نسخة البرنامج الأولى، تدريبات مكثفة ومحترفة، في مركز يوري غاغارين الروسي، لاختيار أحدهما «هزاع المنصوري» ليكون ضمن الطاقم الرئيس المكون من قائد روسي ورائدة فضاء أمريكية على متن مركبة سويوز التي انطلقت إلى محطة الفضاء الدولية 25 سبتمبر 2019، إذ أجرى المنصوري 16 تجربة علمية في مهمته «طموح زايد»، تضمنت بحوثاً علمية متعمقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض، وذلك لتطوير المعرفة العلمية الإنسانية، والتوصل إلى استكشافات علمية مع بقية رواد الفضاء هناك.

 

ويخضع حالياً محمد الملا ونورا المطروشي رائدا الفضاء الجديدان خريجا الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، لخطة تدريبية في برنامج «ناسا لرواد الفضاء»، وذلك ضمن اتفاقية تعاون مشترك بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، ليتم تدريبهما في مركز جونسون للفضاء التابع لـوكالة «ناسا»، حيث التحقا برائدي الفضاء المنصوري والنيادي، اللذين أنهيا مؤخراً عاماً من تدريباتهما الاحترافية المتقدمة في المركز ذاته، والتي تؤهلهما لتشغيل محطة الفضاء الدولية والقيام ببحوث علمية ومهام طويلة في الفضاء الخارجي تعود بالنفع على البشرية.

 

وجاءت خاتمة العرب الذين سافروا إلى الفضاء مع المهندسة سارة صبري، وهي أول مصرية تسافر إلى الفضاء برفقة 5 أشخاص من الولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال والمملكة المتحدة.

 

 

ومن المقرر أن يحمل كل مسافر إلى الفضاء بطاقة بريدية خلال الرحلة، نيابة عن إحدى المؤسسات العالمية التي تتيح للطلاب الوصول إلى الفضاء على صواريخ خاصة بها، وتتمثل مهتها في إلهام الأجيال القادمة لمتابعة وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لصالح الأرض.

 

سارة صبري، هي مهندسة مصرية، عملت خلال دراستها في مصر كمعلمة يوجا، ومدربة كروس فيت، ومارست فنون القتال المختلطة لبعض الوقت، وفي عام 2016، سافرت إلى عدة بلاد في إفريقيا للعمل التطوعي في مدارس ومنظمات مختلفة، بما في ذلك مركز تمكين المرأة في أوغندا.


بعد حصول سارة صبري على بكالوريوس الهندسة في مصر من الجامعة الأمريكية، درست الهندسة الميكانيكية والهندسة الطبية الحيوية في إيطاليا، ثم تلتها دورة في هندسة الطيران في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومؤخرا أصبحت أول رائدة فضاء تناظرية مصرية، ولديها خبرات ممتدة من الميكاترونكس والجراحة الروبوتية، إلى تطوير الخلايا الجذعية و البيواستروناوتكس.

 

ويعد رائد الفضاء التناظري، هو مصطلح يعني القدرة على التدريب والمحاكاة على مهمات القمر والمريخ على الأرض للتحضير للمهام المستقبلية إلى الفضاء، ويتلقى رائد الفضاء التناظري تدريبات حقيقية لرواد الفضاء في محاكاة ظروف مشابهة، كنوع من الاختبار أو النموذج المبدئي، لمهمة فضاء حقيقية، والغرض من هذا التدريب هو تحديد كل التفاصيل والكوارث المحتملة التى قد تتعرض إليها مركبات الفضاء، قبل انطلاقها فى مهام حقيقية تكلف مليارات الدولارات لإطلاقها.

 

كانت وكالة ناسا بحاجة إلى المزيد من رائدات الفضاء، وخاصة من النساء العربيات للعمل بها، لتقرر سارة تأسيس، مبادرة الفضاء العميق، وهي شركة غير ربحية تهدف إلى زيادة إمكانية الوصول وفرص البحث في الفضاء، وتشغل منصب الرئيس التنفيذي لها، وتعمل على سارة صبري على مساعدة وكالة الفضاء المصرية في تصميم وبناء أول محطة بحث تناظرية في إفريقيا.

 

ويقرب بناء أول محطة بحث تناظرية في إفريقيا، مصر من المشاركة في سباق الفضاء ويوفر للطيارين المصريين، منصة لتوسيع معارفهم ويمنحهم الفرصة لتقديم وجهات نظرهم وأبحاثهم الفريدة.