مشوار

الوكالة اليهودية وغضب روسيا

خالد رزق
خالد رزق

أيام وتنظر المحكمة الروسية العليا طلب وزارة العدل بتصفية أعمال الوكالة اليهودية «سوخنوت» فى أنحاء البلاد الروسية بعد عقود من مزاولتها عملها المعلن بتهجير مواطنيها اليهود إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وذلك ضمن برامج وضعتها سلطات الاحتلال العبرية ويشرف عليها الموساد لاستجلاب المهاجرين الأوروبيين و بخاصة أصحاب الخبرات العلمية المتقدمة ليخدموا فى كيان الاحتلال.


الخطوة غير المسبوقة التى أقدمت عليها وزارة العدل الروسية لإنهاء دور الوكالة التى كانت قد بدأت أعمالها منذ الحقبة السوفيتية، جاءت إثر قيام قرائن على اضطلاع الوكالة و منتسبيها بأنشطة استخبارية معادية، تصاعدت منذ بدء العملية العسكرية فى أوكرانيا، غير ظهور أدلة على استهدافها البيانات الشخصية للمواطنين الروس، وعدم الشفافية بشأن مصادر تمويلها وأوجه إنفاق مواردها.


ويبدو أكثر قرباً للواقع فى التحول الذى يمكن وصفه بالدراماتيكى فى الموقف الروسى من أنشطة الوكالة على أراضيها هو إرجاعه للتورط المباشر لدولة الاحتلال العبرية فى دعم أوكرانيا ورئيسها زيلنيسكى وهو مزدوج الجنسية يجمع بين كونه من مواطنى هذه الدولة وجنسيته الأوكرانية، و هو دعم لا يمكن إخفاء تفاصيله.  


و اتصالاً يمكن التأكيد على أن خطوة إنهاء عمل الوكالة اليهودية هى ليست أكثر من القمة الظاهرة من الجبل الجليدى المغمور القسم الأكبر من جسمه فيما يمكن اعتباره بالرد الروسى على المواقف العدائية لكيان الاحتلال ضد مصالحه، و عليه فإن الفرصة تبدو أكثر من سانحة لأصحاب المصالح العرب وأقصد دول الطوق وحلفاءها من دول المغرب العربى للعمل مع الدولة الروسية الغاضبة من الكيان، لضرب كل صور الانحياز التقليدى القائمة داخل بعض المؤسسات الروسية للكيان و التى تبلغ حد عدم السماح لسورية مثلاً باستخدام وسائل الدفاع الجوى روسية المنشأ لصد إغارات الصهاينة المتواصلة على أراضيها. وبوضوح أقول إن اللحظة تحمل فرصة حقيقية لاستثمار الغضب الروسى فى التضييق على كيان الاحتلال و على أكثر من صعيد، وهو هدف ينبغى أن يكون قائماً على الدوام.