بعد تزايد دورهم الإقتصادي

أكثر من 6 ملايين «دليفري» يبحثون عن نقابة تحميهم | خاص

صورة موضوعية
صورة موضوعية

لا توجد قاعدة بيانات صحيحة عنهم والتقديرات تشير إلى أنهم أكثر من 6 ملايين شاب وفتاة، يعملون في خدمة توصيل الطلبات عامل دليفري «طيار دليفري»، يجوبون الشوارع  ليلا ونهارا في وقت قد يكون الجو شديد الحرارة صيفا  أو برودة قارصة شتاء أو شوارع مظلمة ومنطقة نائية، لا يعترفون بالظروف، قد يكون توصيلهم إنقاذ روح إنسان عندما يتعلق الأمر بالدواء آو سد جوع أسرة عندما يتلعق الأمر بالطعام أو الشراب .

في الوقت ذاته بحثا عن لقمة العيش لهم، فهم جنود مجهولة في وقت الأزمات، كما حدث أوقات الإغلاق أيام جائحة كورونا، ساعدت تحركاتهم بالشوارع على استمرار الأنشطة الاقتصادية ، وعدم إغلاق كثير من المؤسسات أبوابها، هم أيضا يبحثون عن كيان يكون مظلة لهم إذا ضاقت بهم السبل على حد تعبيرهم، وأيضا يكون هناك وسيلة للوصول إليهم  في حالة ارتكابهم جرائم  وتركهم محل عملهم.

تعددت المطالبات والشكوى والمشكلات عامل الدليفري أو طيار الدليفري كما يحلو لهم وصف أنفسهم بهذا اللقب عند الحديث عن مهنتهم.

التقت "بوابة أخبار اليوم" بالعديد من عمال الدليفري لمعرفة تفاصيل حياتهم ف البداية قال أحمد سامي 25 سنة  حاصل على ليسانس حقوق ويعمل دليفري منذ 7 سنوات في أحد المحلات الشهيرة وسط البلد أن عمال الديلفيري يصل عددهم لأكثر من  6 ملايين  لا توجد نقابة او كيان يجمعهم ويكون صوتهم في حالة ضياع حقوقهم سواء من قبل العميل آو صاحب العمل آو حتى عند تعرض العامل لحادث قد يؤدي إلي فقدانه حياته في الوقت الذي يكون هو العائل الوحيد للأسرة .

ويستكمل سامي قولة أن روح عامل الدليفري على كفه فهو يجوب الشوارع ليلا ونهار ذهابا وإيابا في خدمة توصيل الطلبات وهو ما يعرضه لكثير من المشكلات والمضايقات سواء من قبل العملاء والناس بالشارع تصل إلي سرقة الدراجة النارية إلتي هي وسيلته في العمل وقد تكون مكبلة بالإقساط الشهرية مما يضعه في ضغوط اقتصادية كبيرة .

وأضاف أن عمال الدلفيري في مصر يزيد عددهم أكثر من 6ملايين حيث أن عدد العمال في " اطلب " وحدها وصل إلي 750 ألف  من خلال رصد الأميلات الخاصة بالعمال بها في الوقت الذى قد يتعرض العامل للمضايقات من الزبون وقد يتحمل ثمن " الأوردر" لوجود اختلاف بسيط في نوعية الأوردر "الطلب من قبل العملاء  .

وأضاف أن هناك عمال قد يتعرضون لحادث  سير يؤدي بحياتهم أو يصيبهم بإصابات بالغة تلزمهم الفراش وهم في زهرة شبابهم وفي وقت يكونوا هم العائل الوحيد الأسرة وهو ما يعني متاعب وظروف معيشية صعبة .

ويؤكد سامي أن بجانب ذلك هناك أيضا نظرة الناس إلي عمال الدلفيري والتي تشكل ضغوط نفسية لعمال الدلفيري حيث يتعالي الناس في تعاملهم مع عمال الدلفيري وينظرون أيهم نظرة ازدراء في الوقت الذي لا يعرفون أن هؤلاء هم حملة مؤهلات عليا وفوق متوسطة ومتوسطة وطلاب بالجامعات أيضا ويعملون في مهنة أصبحت من ضروريات التطور السريع في الحياة ومنقذ لكثير من الناس في أوقات صعبة.

ويلتقط حسن سعيد 19سنة عامل دليفري بأحد المطاعم ، أطراف الحديث مستطردا انه أزمة أخري تواجه عمال الديليفري وهي المخالفات السير من قبل المرور والركن في الممنوع  أمام العمارات ، في الوقت الذي يكون عامل الدلفيري مجبر على ترك الدراجة النارية الخاصة به للصعود إلي الطوابق العليا وهنا يواجه عامل الدلفيري مشكلتان هما الخوف من سرقة الدراجة النارية الخاصة به وأيضا تحرير مخالفة الركن في الممنوع وهو ما يعني ضياع أرباح اليوم بالنسبة له  .

أما محمود علي 22 سنة عامل دلفيري فيؤكد أن ارتفاع تكاليف الانتقال من مكان العمل إلي الزبون آو العميل يؤدي إلى تضاؤل أرباح العامل إذا كانت المناطق بعيدة لارتفاع تكاليف البنزين نسبيا بالمقارنة بتعريفة التوصيل الخاصة بالطلب.

وأمام تزايد المشكلات ورغبة لاستغلال التكنولوجيا الحديثة قام عمال الدلفيري بشركة مرسول مصر بإنشاء صفحة على صفحات التواصل الاجتماعي لتكون وسيلة التواصل بينهم وبين الإدارة من جانب وأيضا وبينهم وبين بعضهم البعض لطرح المشكلات واقتراح الحلول والاستفادة من خبرات العمال القدامى في هذه المهنة والتعلم من كيفية التصرف في المواقف التي تواجههم في حياتهم اليومية العملية.

وعلى هذه الصفحة اشتكى مصطفي محسن من ضعف الطلبات نظرا لوضع الناس بعد عيد الأضحى لينتقده زملائه على هذا الشكوى ويكدون له أن الأوضاع جيدة ومربحة وقال مصطفي  "إنا كده بقالي حرفيا ٤ أيام مش شغال وبنزل من الصبح كل يوم أنا في أكتوبر إيه الحل وهل فيه حد شغال في أكتوبر زيي في حرق كتير وحتى الاوردر لو هاخده هيبقا جايب حق البنزين بس حرفيا ومش مجزي خالص إيه الحل ".

ليكون جواب محمد أحمد عليه قائلا "أنت بتقول أية دة الكيلو في اكتو بر بيقف على 10 جنية دة إنا بطلب اوردر 2ونص كيلو و 3 كيلو و بيقف ب 30  "

وقال  آخر يدعي محمد عزيز" الدنيا هاديه والشغل مريح عشان كده الناس بتحرق أسعار وده مش في صالح الطيار والمستفيد المطعم والعميل " .

شكوي أخري أوردها محمود حمدي عبر صفحة مرسول مصر، حول تعبة من سواقة العجلة لأنه يعمل على دراجة عادية قائلا "طب أنت موتسيكل وهنقول أن ممكن تعوض البنزين بحاجه ثانية إنا بقا عجله هعوض نفسي إلى بتقطع دا فين".

أما أيمن حنفي أرسل رسالة حول كيفية العودة إلي العمل  قائلا "سلام عليكم عايز أفعل مرسول تاني عندي علي التليفون علشان تليفوني القديم تلف ارجع افعلوا كمندوب تاني إزاي"

عامل آخر طرح شكويا خري عبر صفحة التواصل الاجتماعي فيس بوك وهي تتعلق بطلبات الزبون "العميل" من السوبر ماركت في الوقت الذي تزيد فيه أسعار هذه الطلبات عن القدرة المالية لعامل الدلفيري قائلا في شكواه "الحل أي مع العميل اللى بيشغل دماغه ويبقي طالب حاجة واحدة مثلاً من السوبر ماركت . وأول ما توصل تلاقيه بيكلمك ويزود 35 حاجة، أقسم بالله حصلت معايا النهاردة واتخانقت مع العميل وقولت له إلغي الأوردر قال وزعلان بيقولي هتضيع عليا الكوبون ومش فارق معاه مشواري لحد السوبر ماركت عاوزني اعمله شوبينج.

والله لقيته باعتلي فوق الـ 35 صورة في الشات للحاجات اللي عاوزها العمال قالولي هتقعد تبحث على الحاجات دي أكتر من ساعتين حاجة تحرق الدم والله"

وكان جواب احد الأشخاص يطالبه انه يخرج من هذه المشكلة بالرد على العميل بأنه لا يمتلك الأموال اللازمة لتلبية طلباته وهو ما يكشف عن أهمية تلك الصفحة في حياه عمال الدلفيري

اقرأ أيضا | «عامل الدليفري» يكشف تفاصيل لقائه بالرئيس السيسي.. فيديو

 

أحمد سامي عامل الدليفري

 

محمود حمدي عامل دليفري