تطوير الطرق.. والجمهورية الجديدة

مى السيد
مى السيد

 تغييرات جذرية حدثت في الشوارع والميادين داخل القاهرة، يلمسها ويشعر بها كل من يسير ويتحرك يوميًا، سواء ذهابًا للعمل أو لزيارة الأماكن التى من المعتاد التوجه إليها وزيارتها بين الحين والحين، فلم يعد الزحام كما هو ولم تعد الشوارع أيضًا كما هى، فالوضع اختلف تمامًا..عندما كنت مثلا اتوجه للمعادي من طريق الاوتوستراد منذ سنوات، كان الوضع في غاية المأساة، بداية من تهور السائقين مرورًا بالطرق المتهالكة والعشوائية التى كانت تحكم جانبى الطريق من الباعة المتجولين، وانتهاءً بالزحام الذى كان لا ينتهى، منذ عدة أشهر تغير الوضع تمامًا حيث أصبح الطريق مرصوفًا، وتم استحداث طرق بديلة وبناء عدد من الكبارى التي قللت تماماً من انتشار سائقى الميكروباص المتهورين، والذى بدوره أنهى الزحام، واختفى الباعة الذين كانوا على وشك أن يحولوا هذا الطريق الحيوى لسوق كبير.

أيضا طريق النصر الذى كان يسير بسرعة السلحفاة بسبب اكتظاظ السيارات القادمة من مختلف مدن العاصمة لدخول مدينة نصر أو المرور من خلالها للمدن الجديدة، أصبح الآن مختلفًا تماماً بعد أن تم إنشاء عدد من الكبارى أيضًا بطول الطريق والتى أنهت معاناة الإشارات التى كانت منتشرة على طول الطريق، وحدثت انسيابية تجعلك تذهب وتعود فى نفس الوقت الذى كنت تتخذه فى مرحلة الذهاب فقط.

تلك الطفرة التى حدثت فى الطرق جعلتني أبحث عن ما تم فى مختلف ربوع مصر، ولذلك عندما قرأت عن قفز مصر 90 مركزًا مرة واحدة فى مؤشر التنافسية الدولية فى مجال جودة الطرق، وأصبحت فى المركز 28 بعد أن كانت في المركز الـ118، بجانب  الإشادات التى حصلت عليها المحروسة من كبريات المؤسسات الدولية بعد أن تقدمت أيضًا 5 مراكز فى مؤشر الفرص اللوجستية الدولية بفضل البنية التحتية التى تم استحداثها، فضلا عن حصول مصر على الجائزة المميزة من بنك التنمية الإفريقى لبناء الطرق، فعندما قرأت ذلك لم استغرب تلك القفزات فى المؤشرات العالمية بسبب ما لمسته من تغير في الشوارع والزحام، وأعتقد أن كل مصرى وطنى لمس ذلك يعلم حجم الإنجازات التى تتم فى الجمهورية الجديدة فى ذلك المجال من أجل خدمة المواطنين فقط وتسهيل الحياة اليومية عليهم.

كما قرأت تقريرًا صادر من وزارة النقل عن حجم المشروعات والإنجازات التى تمت فى الجمهورية الجديدة ضمن المشروع القومي للطرق، خلال السنوات الماضية التى تولى  فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، واندهشت فعلاً من حجم الطرق التى تم تطويرها وأخرى تم إنشاؤها، وسأحاول بإيجاز سرد البعض منها حتى نعلم كم الإنجاز الحقيقى الذى تم فى هذا الأمر، حيث وجدت أنه تم إنشاء 7 آلاف كم من الطرق الجديدة، والانتهاء من تنفيذ مشروعات بأطوال 5500 كيلو متر من الطرق الجديدة، كما يتم العمل حاليًا على مشروعات بإجمالى أطوال 1500.

كان أضخم الطرق التى تم إنشاؤها هو طريق شبرا بنها الحر بطول 40 كيلو متر بتكلفة  تقارب الـ 4 مليارات جنيه، وطريق الجلالة بنفس التكلفة تقريبا، وأيضا من أضخم الطرق التى تم تطويرها طريق الصعيد الصحراوى الغربى بطول 230 كيلو مترا بتكلفة ضخمة قاربت الـ 7 مليار جنيه.

منذ فترة قادنى القدر برفقة زوجى إلى الطريق الدائرى، وسرنا فيه مسافة طويلة، ومر وقت طويل جدا حتى تمكنا من الهروب منه بسبب الزحام الشديد حيث كان الأسفلت فى حالة غريبة من التهالك جعل السيارات تسير ببطء شديد، تمنيت وقتها أن يناله شئ من التطوير كما يحدث فى باقى الطرق، وعندما قرأت فى تقرير النقل أنه يجرى الآن تطوير الطريق الدائرى حول القاهرة الكبرى بطول 119 كيلو متر بتكلفة كبيرة وصلت لـ 12 مليار جنيه، عرفت السبب حول وضع الأسفلت بتلك الطريقة الغريبة، واكتشفت أنه تم إزالة الطبقة الأولى منه من أجل تطويره.

أيضا قرأت أنه تم تنفيذ 13 محورا بتكلفة 14 مليار جنيه أهمهم محور روض الفرج الذى اختصر الوقت والجهد والبنزين لمن يريد التوجه لمدينة 6 أكتوبر بعيدا عن زحام المحور، الذى بالمناسبة يتم تطويره هو الآخر وتوسعته كما شاهدته بنفسى منذ عدة أيام، ويتم العمل حاليا على تنفيذ 14 محورًا آخرين بتكلفة 20 مليار جنيه .. قالت الوزارة أيضاً أنها نفذت 900 كوبرى ونفق بمختلف المحافظات، بجانب العمل على تنفيذ 143 كوبرى ونفق آخرين الآن، تخيلوا قرابة الألف كوبرى في ظرف 7 سنوات فقط، مجهود رهيب يتم من أجل بناء الجمهورية الجديدة التى نحلم بها جميعا تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يعمل جاهدًا من أجل تحسين معيشة وحياة المصريين.. كل ذلك المجهود يتم فى مجال واحد فقط وكل تلك المليارات يتم إنفاقها على مشروعات النقل فقط، فما بالكم بمجالات أخرى كالكهرباء والمياه وتطوير القرى والتعليم والصحة، وغيرها من المجالات التى تحتاج للعديد من المقالات لشرحها.. الجمهورية الجديدة تحتاج منا جميعا الصبر على بنائها والحفاظ عليها من الإهمال.