حمدين بدوى
حماده من الشباب المكافح، بعد إنهاء حياته الدراسية، قررت الأسرة اختيار بنت الحلال له حتى يستقر، وبالفعل تم الاختيار وتمت الموافقة على موعد الخطوبة واجتمع الأسرتان ليفرحان بخطوبة الشابين فى جو أسرى بهيج، بعدها قرر السفر إلى دولة خليجية حتى يعمل ويجتهد حتى يوفر المال الذى يتم به زواجه من خطيبته، وليتولي مسئولية والدته بعد وفاة والده.
اجتهد فى العمل لتوفير متطلبات زواجة بعد مدة زمنية ليست بسيطه قضاها في الخارج، بعدها قرر العودة لبلده لإتمام مراسم حفل الزفاف ولم يكن يعلم أن زفافه سيكون إلى القبر.
استعد العريس لعقد قرانه بعد صلاة العشاء ووغمرت الفرحة الأسرتين والأهل، وبعدها ذهب العريس إلى منزله الساعه 12 لتفتح له أمه باب المنزل وتحتضنه بشدة وهو يقولها «كان نفسى في اليوم ده يا أمى عشان اسعدك ياغالية وافرحك بيا، وان شاء الله كلها سنه وتشيلى حماده الصغير ابنى»، كلمات بعدها دخل غرفته ولم يخرج، قلقت أمه عليه وعندما دخلت وجدته نائما على سريره ومبتسما وبالنداء عليه لم يرد، وضعت يدها عليه، وقالت رد علي يابني، فلم يرد، صرخت الأم واحتضنت ابنها وظلت تبكي، في مشهد مأساوي، وغابت بعدها عن الوعي ليحضر الأهالي ويتم إفاقتها وتبحث عن ابنها لكنها أدركت أنه فارق الحياة في ليلة عقد قرانه.
التقينا بالأم المكلومة وقالت: «كانت فاجعة كبرى وشديدة على لم أتحملها، حولت الفرحة إلى حزن وغضب وتحول المنزل إلى حالة من البؤس والغم حل على رؤوس الجميع، لم أصدق نفسى فتم اخذه إلى المستشفى العام بمساعدة الأهل والجيران حتى نتأكد من ذلك الموقف الذى جعلنا فى حالة من التيه ولكن الأطباء أكدوا لي خبر الوفاة الذي نزل علي كالصاعقة، ابني كان من افضل الشخصيات في البلد وشاب على قدر عالي من الخُلق، كان بيجري علي أكل عيشه منذ صغره.
وعلى الفور تم اتخاذ الإجراءات القانونية وتم تحويل الواقعة للنيابة الكلية والتى قررت كشف ملابسات الوفاة.