المخرج محمد الشرقاوى: انتظروا « بلد الجدعان »

المخرج الشاب محمد الشرقاوى
المخرج الشاب محمد الشرقاوى

اية محمد عبد المقصود 

البركة فى الشباب، مقولة شهيرة حققها عدد من الشباب والفنانين  المبدعين بقيادة مخرج واع محب للفن ومؤمن به، استطاع فى فترة قصيرة أن يحظى بثقة الجميع من قيادات وزارة الثقافة بعد نجاح مشروع مسرح المواجهة والتجوال، والذي يهدف الى نشر رايات التنوير لعدد كبير من قرى ومحافظات مصر، وتحقيق العدالة الثقافية بين أبناء الوطن.. المخرج الشاب محمد الشرقاوى فى حواره يتحدث عن آخر مشروعات التجوال والمواجهة،  كيف تخطى كل  الصعاب، والخطة المسرحية للمشروع فى الفترة القادمة من خلال السطور التالية.

- فى البداية.. حدثنا عن آخر مشروعات فرقة المواجهة والتجوال عرض “101 عزل؟

منذ بداية إنشاء الفرقة وحتى الان كان هناك فلسفة نخطو عليها ومحور هام وهو “هنا والآن”، بمعنى تسليط الضوء على كل ما هو يدور فى المجتمع المصرى والتضحيات المهمة التى يقدمها الشعب فى مواجهة الأزمات، سواء الجيش أو الشرطة فى محاربة الإرهاب الأسود أو جائحة كورونا التى ألمت بالعالم كله، ومن هنا جاءت فكرة تسليط الضوء على الجيش الأبيض ودورة المهم فى محاربة هذه الجائحة برغم الصعوبات والتحديات التى تعرضوا لها، وكيف استطاع أن ينجو بالشعب المصرى بأقل الخسائر فى الفترة الاخيرة، ومن هنا كان المنطلق وتطبيق فلسفة الفرقة كما ذكرت من قبل، وبالاجتماع الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح وعلاء عبد القوى الغلبان بفكرته تم الاتفاق على تنفيذ العمل على الفور والحمد لله خرج العرض الى النور. 

- وما ردود الافعال حول العرض حتى الآن؟

 الحمد لله العرض حقق منذ عرضه نجاحا كبيرا وننتظر الموسم الثاني، ويكفى أن كل نقابات التمريض على مستوى الجمهورية ابتداء من النقيبة الدكتورة كوثر محمود الى النقابات الفرعية بأكمالها ، شعروا بسعادة غامرة لتسليط الضوء عليهم وان هناك اشخاص شعروا بدورهم فى هذه الجائحة “لدرجة أنهم عايزين من العرض أجزاء تانى”، ومن دور الفن أيضا هو تسليط الضوء على السلبيات التى حدثت فى هذه الفترة، ومن تخلوا واستغلوا وهذا أيضا طرح فى العرض بكل شفافية، أما على مستوى المتفرج هناك متعة بصرية ومعركة تمثيلية يخوضها نجوم مسرحيين على قدر كبير من الحرفية، ويكفى أن خلال الساعة والنصف وهى مدة العرض “محدش اتحرك من مكانة”، فهناك انتاج ضخم لهذا العرض وأدعو كافة الجماهير لمشاهدته في الموسم الثاني. 

- كيف تطور مشروع المواجهة والتجوال ليصبح بعد ذلك فرقة بالبيت الفنى للمسرح؟ 

هناك جزءان، الفرقة وهى تابعة للبيت الفنى للمسرح وتختص بتقديم العروض المسرحية الخاصة بالاحداث التى نعيشها “ أمل والم المجتمع” ، ومشروع اخر “المواجهة والتجوال” وهو مشروع وزارى بقيادة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة واسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح ومحمد الشرقاوى مديرا تنفيذيا له وهذا يختص بكل ما هو عروض تقدمها وزارة الثقافة من اجل تحقيق مبدأ العدالة الثقافية وتجولت هذه العروض في كل محافظات مصر، وتطور المشروع العام الماضى حيث حققنا 350 ليلة عرض خارج محافظة القاهرة، منها 230 عرض ضمن مشروع حياة كريمة لإجمالى مشاهدين 7 مليون متفرج لاول مرة ، ومن الفترة القادمة تحديدا فى بداية شهر اغسطس الى شهر فبراير 2023 سيكون هناك 500 ليلة عرض خارج القاهرة ايضا فى متوسط عدد جمهور 12 مليون متفرج وهذا مجهود صعب وضخم بشكل كبير. 

- ما الصعوبات التى واجهتك فى الفترة الاخيرة وما المطالب التى تريدها من أجل تطوير الفرقة؟ 

الفكرة فى التعاون ما بين الوزارات، فهناك تعاون مع كلاً من وزارة الشباب والرياضة ووزارة التضامن الاجتماعى ووزارة التنمية المحلية فهذا التكاتف الذى حدث واستطاعنا تفكيك الجزر المنعزلة ونحقق الهدف الاساسى وهو القوة الناعمة داخل الجمهورية خاصة ان فن المسرح حى منضبط أثره على المتلقى لا يضاهيه أثر آخر، ولكن الصعوبات تتمثل فى الأعداد الكبيرة التى نحلم أن نصل إليها، بالإضافة إلى قطع المسافات الكبيرة فى السفر. 

- كيف تم ترشيحك لعضوية حياة كريمة ولجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة ؟ 

فى ظل النجاحات إلى شهدتها الفرقة فى السنوات الماضية تم اختيارى فى مبادرة حياة كريمة ولجنة الشباب بالمجلس الاعلى للثقافة وهذا شرف كبير لى، وايضا من خلالهم استطعنا ان نصنع عروض اكثر وانتشاره فى كافة محافظات ونجوع مصر ، فهناك خطط كثيرة فى الفترة القادمة ان شاء الله. 

- ماذا عن شعورك بعد تكريمك من مهرجان مسرح المدينة المتوسطى بدولة تونس وعن توجههم التطبيقى لمشروع المواجهة والتجوال؟ 

الحقيقة أنها كانت مفاجأة لهم جميعا عندما رأونى فى المطار للمرة الاولى “ افتكروا انى عندى 95 سنة وأتفجؤا لما عرفوا سنى الحقيقى”، فكانت هناك ورقة للعمل هى الناظر والمنظور والعلاقة بالاخر وتحول كل ما هو موجود فى فرنسا واسبانيا والجزائر وتونس لبروتوكول عمل واستنساخ للمشروع بكل تفاصيله ويكون هو الرابط بين دول البحر المتوسط، وعن التكريم مع كل خطوة لم يفرق معى أن أكرم عليها ام لا، التكريم الحقيقى بالنسبة لى هى سعادة طفل فى قرية من قرى الصعيد هى الوقود الحقيقى لاستكمال الحلم وبالنسبة لى بمليون جائزة. 

- هل كنت تحدد من البداية لاختيار نصوص وطنية مثل عاشقين ترابك أو أمر تكليف أم تحمست فقط بعد تحقيقهما نجاح كبير؟ 

بداياتى كانت فى مسرح الفن مع المخرج الكبير جلال الشرقاوى وكانت هناك أزمة عند عرض “دنيا ارجوزات”، ومنذ تلك اللحظة أدركت قوة الفن فى التغيير،  وبعد الفنانين عن الجمهور هو ما أحدث هذه الفجوة الكبيرة بينهم، وعلى ما أتذكر أن عرض عاشقين ترابك خرج من ميدان التحرير، وولاد البلد، وهذه النصوص ليست نصوص وطنية بشكل بحت ولكنها تناقش مشاكل واحلام الشعب  وهذا هو دور الفن الاول، وما نفعله الان هو “ اننا بنحاول نقرب من الناس مرة تانية”، وليست كل النصوص وطنية كما يعتقد البعض.  

- ما أكثر المواقف التى لا تنسى من وجهة نظرك؟ 

من اكثر المواقف التى لم أستطع أن أنساها بعد الانتهاء من عرض حلم جميل فى محافظة قنا، سمعت صوت امرأة مسنة “عندها 90 سنة.. صرخت وقالت متشلوش النور سيبوا النور فى البلد”، وهذا كان حلم بالنسبة لهم أن يعرض هناك عرض مسرحى. 

- ما أصعب الأماكن التى عرضت بها؟ 

فى حلايب وذلك لطول المسافة من القاهرة لحلايب 18 ساعة سفر، وكان هذا فى بالغ الصعوبة ولكننا تحدينا كل الصعاب وقمنا بتقديم اكثر من عرض هناك. 

- ما خططك المستقبلية فى ظل هذه التحديات بشأن التطور التكنولوجى؟

هذا ما سيحدث بالفعل فى العرض المسرحى “ بلد الجدعان  “ نتحدث من خلالها عن تطوير التعليم ومشاكله، وأيضا عن سد النهضة ولكنها بشكل فنتازى كوميدى، ظهور برامج التيك توك فأعتقد أننا مواكبين بشكل كبير مع هذا التطور والتكنولوجيا. 

- ما اعمالك القادمة فى مشروع مسرح المواجهة والتجوال؟ 

هناك عرض مسرحى بعنوان “بلد الجدعان” من تأليف د. مصطفى سليم وإخراجى نتحدث بها عن اهم القضايا التى حدثت بداية من 2020 وحتى الان، كما ان هناك مشروع آخر للدكتورة هايدى عبد الخالق يتحدث بشكل تفصيلى عن مشاكل المرأة.