التفاصيل الكاملة لتهديد هاني سلامة بالقتل !

هانى سلامة
هانى سلامة

مايسة أحمد

البعض يشقى في سبيل الوصول إلى دور صغير في عمل فني يبدأ به مشواره نحو الشهرة والنجومية، فقد يستغرق الأمر سنوات لكي تأتي تلك الفرصة، لكن هاني سلامة ولد بطلا، فأول عمل حصل عليه كان بطولة أمام كبار نجوم السينما ومع المخرج العالمي يوسف شاهين، في عمل لم يحظى بإهتمام مصري وعربي فقط، لكن أيضا عالمي٫ 

ولد هاني سلامة في 4 يوليو عام 1977 بالقاهرة، لعائلة سلامة، وهي من أكبر عائلات الإسكندرية، ليكون الإبن الثاني لوالديه، حيث لديه من الأشقاء أخ أكبر يعمل مخرجاً في إحدى القنوات الخاصة، وأخت أصغر منه، ومن أهم هوايات هاني السباحة والتنس وتنس الطاولة، ونظرا لعمل والده كمستشاراً إعلامياً في الكويت فقد أنهى هاني دراسته الثانوية هناك ثم انتقل للقاهرة بعدما ألتحق بأحد المعاهد الخاصة بالمعادي، ودرس علوم الكمبيوتر وتخرج عام 2000.

وكان دخوله إلى عالم الشهرة والنجاح عن طريق الصدفة، لأنه لم يكن متحمسا للتمثيل في البداية، لكنه تقدم إلى شركة “أفلام مصر العالمية”، التي يملكها المخرج العالمي يوسف شاهين عندما أعلنت عن طلب وجوه جديدة، وتقدم لأنه كان يعتقد أنه إعلان، وأجريت له عدة اختبارات أمام الكاميرا، وتم ترشيحه في البداية لبطولة “عرق البلح” للمخرج رضوان الكاشف، لكنه لم يؤديه.

أنت حمار؟

في أول لقاء بين هاني والمخرج العالمي يوسف شاهين سأله الأخير إن كان يهوى التمثيل فقال له أنه يحب الغناء أكثر، فطلب منه أن يغني أي أغنية يريدها، فقام هاني بغناء أغنية “أنا لك على طول” لعبد الحليم حافظ مرة أمام إنجي الفتاة التي قامت فيما بعد بدور “سارة” أمامه في فيلم “المصير”، ومرة أمام المخرج خالد يوسف، وكان إحساس هاني مختلف في المشهدين، مما أثار إعجاب شاهين بأدائه وإحساسه التلقائي، فقال شاهين: “أنا عايز الواد ده بعبله”، وعندما سأله شاهين إن كان شاهد فيلمه الشهير “باب الحديد”، رد سلامة بأنه لم يسمع عنه، مما جعل المخرج الراحل ينزعج ويقول له: “هو أنت حمار؟”، هانى لم يكن يدرك وقتها قيمته الفنية كمخرج، وذلك لأنه كان عائدا للتو من الكويت بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، ولم يكن مطلع على الأعمال الفنية بشكل كبير، ورغم هذا الموقف شارك هاني في بطولة فيلم “المصير” عام 1997 أمام نور الشريف وليلى علوي، وفيلم “الآخر” عام 1999 أمام نبيلة عبيد وحنان ترك، و”سكوت حنصور” أمام ماجدة الخطيب ولطيفة عام 2001، وفي نفس العام قدم 3 أفلام بعيدا عن عالم شاهين، هي “أصحاب ولا بزنيس” مع المطرب مصطفى قمر وإخراج علي إدريس، و”السلم والثعبان” مع حلا شيحة وأحمد حلمي وإخراج طارق العريان، و”العاصفة” أمام يسرا وحنان ترك وإخراج خالد يوسف.

عام 2003 قدم هاني فيلم “إزاي البنات تحبك” مع مجموعة من الممثلين منهم هند صبري وسمية الخشاب واللبنانية نور ومحمد رجب وأحمد عيد، وإخراج أحمد عاطف، وفي العام التالي وفى قدم فيلم “حالة حب” مع المطرب تامر حسني هند صبري وإخراج سعد هنداوي.

لكنه عاد سريعا للتعامل مع المخرج خالد يوسف عام 2005 في فيلمين، الأول “أنت عمري” مع نيللي كريم ومنة شلبي، وحقق الفيلم الكثير من النجاح التجاري والنقدي، أما العمل الثاني كان فيلم “ويجا”، الذي شارك في بطولته شريف منير ومنة شلبي وهند صبري وآخرين، وحقق الفيلم نجاحا تجاريا جيدا، وفي عام 2006 تابع قدم هاني مع خالد يوسف فيلم “خيانة مشروعة”، الذي حقق أيضا نجاحا تجاريا، وشارك في بطولته هشام سليم وسمية الخشاب ومي عز الدين.  

إضطراب نفسي

في تلك الفترة عاش هاني حالة من الإضطراب النفسي والعاطفي، وقال عن ذلك: “في تلك الفترة لم أكن أريد الدخول في علاقة رسمية، لأن لدي مقولة شخصية قبل الزواج وهي (العشرينات دي بتاعتي.. والثلاثينات ببقى أدخل فيها حدّ)، وبالفعل لم أتزوج حتى بلغت عمر الـ29”، لكن بعد سنوات من التخرج فكّر أن يصلي الإستخارة من باب التجربة، وطلب من الله أن يرزقه بزوجة صالحة، ولم تمضِ سوى أيام قليلة حتى اتصلت به إحدى صديقاته التي سألته ما إذا كان ينوي الزواج أم لا، ورشّحت له صديقتهما بريهان، لكنه تفاجأ كثيراً وقال لصديقته إن بريهان أفضل منه ومحترمة وعاقلة وفوق ذلك كله تعرف تفاصيل حياته الطائشة في الجامعة، وأعلن رغبته في الزواج منها لو وافقت هي، لكن أحد أصدقائه أيضاً اتصل به وقال له الكلام ذاته لدرجة أنه ظنّ أنهما متفقان عليه، وقال: “بدأ الموضوع ينور في دماغي وبدأنا في المقابلات، وشعرت أني جالس قدام حدّ متزن ومتربّي أوي، يعني هي كويسة عني كتير، فقررنا أننا نتخطب، وبقينا سنة ونص، وأنا قصدت إن الفترة تطول علشان ماظلمهاش، لأن بريهان كانت معي في نفس الدفعة بالجامعة، لكن كانت تربطني بها علاقة صداقة فقط، ولم تتطور علاقتنا أبداً، لدرجة أني إندهشت من موافقتها على الخطوبة، وسألتها عن السبب الذي دفعها إلى اختياري، فقالت أن موقفاً صغيراً في الجامعة كان هو السبب الذي جعلها تفكر بأنني الشخص المناسب لها، وقالت: (فاكر في يوم أنت جيت الجامعة وكنت متضايق جداً وقعدنا نسألك مالك وأنت كنت متخانق مع أمك ويومها مودك كان وحش ومتضايق لأنك نزلت كده قبل ما تصالحها ومستني ترجع لتراضيها، وهنا أنا حسيت إن أنت ليك خير في أهلك، وطالما إن لك خير في أهلك فأكيد هيكون ليك خير فيّا)”.

أقدم هاني على قرار الزواج عام 2006، حيث عقد قرانه بمسجد الشرطة على بيريهان، وتم الزفاف في أجواء أسرية، ورزقا بأبنتين، هما “مريم” وعمرها الآن 14 عاماً، و”مليكة” وعمرها الآن 10 أعوام، وللمفارقة أنهما لم تشاهدا له حتى تاريخ اليوم سوى عمل واحد وهو مسلسل “بين السما والأرض”، والسبب أن “مريم” عندما كانت صغيرة كانت تشاهد فيلم “إنت عمري”، وشاهدت والدها في مشهد وهو يبكي، فظنت أن الأمر حقيقي، وركضت لوالدتها لتخبرها بأن والدها يبكي.

تجربة جديدة

عاد هاني للوقوف أمام الكاميرات فقدم “الأولة في الغرام” عام 2007 وهو تأليف السيناريست الكبير وحيد حامد، وبمشاركة منة شلبي و درة، وإخراج محمد علي، لكنه مرة أخرى شارك في بطولة عمل من إخراج خالد يوسف، وكان ذلك عام 2008، وهو فيلم “الريس عمر حرب”، الذي حقق نجاحا كبيرا، وشارك في بطولته خالد صالح وسمية الخشاب وغادة عبد الرازق، وفي العام التالي قام ببطولة فيلم “السفاح” بمشاركة نبيل الحلفاوي و نيكول سابا وخالد الصاوي.

تجربة جديدة خاضها هاني عام 2010 من خلال مشاركته بالمسلسل الإذاعي “هارب على سفر”، حيث أدى فيها صوت محامي يتعرض للعديد من المشاكل في حياته ويحاول أن يحلها بطرق مبتكرة، وشاركته البطولة زينة وأخرجه صفي الدين حسن، بعدها بعام قدم هاني أحد أنجح أعماله وهو فيلم “واحد صحيح”، بمشاركة عمرو يوسف و كندة علوش وإخراج هادي الباجوري، من بعده فيلم “الراهب” الذي شارك في بطولته جمال سليمان و صبا مبارك، ومن تأليف د. مدحت العدل وإخراج هالة خليل.

هاني تحدث عن عمله مع العديد من جميلات السينما المصرية والعربية قائلا: “سعيد بالعمل مع كل النجمات، لكني لا اختار النجمة التي تعمل معي، وليس لي الحق في فرض بطلات أعمالي، فالمخرج هو المسئول الأول عن اختيار الممثلين”.

في عام 2013 بدأ مشوار هاني مع الدراما التلفزيونية، من خلال مسلسل “الداعية” الذي قام بتأليفه د. مدحت العدل وإخراج محمد العدل، وتم عرضه في رمضان عام 2013، كما قام في نفس العام بالأداء الصوتي لشخصية “أحمس” في مسلسل الرسوم المتحركة “أمير ورحلة الأساطير”، الذي عرض في نفس العام، وتوالت بعده المسلسلات منها “فوق السحاب”، وقال عن إتجاهه للتلفزيون: “أنا ضد فكرة أن التلفزيون يحرق الممثل، لكن لا أنكر أن السينما هي التي تصنع تاريخا للممثل لأنها تضعه في أبهى صورة، وربما كانت المسلسلات في الماضي تقدم بشكل تقليدي، لكن الوضع مختلف حاليا فقد أصبحت الدراما عالية المستوى من حيث الموضوعات والتكنيك والصورة”.

تهديدات الداعية

المفاجأة التي لا يعرفها الكثيرين، أن هاني تعرض لتهديدات بالقتل قبل تصوير مسلسله “الداعية” عام 2013، وأنه كان يخشى على أهله حتى أنه فكر في إرسال عائلته إلى كندا، ليكون مطمئن عليهم بعيدا عن كل أجواء التوتر التي أحاطت بالعمل منذ الإعلان عنه، وأثناء التصوير والعرض التلفزيوني، لكنه تراجع عن الفكرة بسبب بعد المسافة، وأنه لن يحتمل فراقهم، فإستعان بالله وقرر بقاءهم إلى جواره في مصر.