من القناديل للعكارة.. كيف تعاملت وزارة البيئة مع أزمات البحر المتوسط؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تشهد شواطئ البحر المتوسط على فترات مختلفة عكارة مياه البحر وتغير لونها بشكل ملحوظ مصحوبة بتيارات مائية، حيث يعد شهري يوليو وأغسطس من الأشهر التي  يشهدان وجود تيارات مائية تؤدى إلى وجود مناطق غير آمنة للسباحة، وتغيرات في لون البحر، حيث تظهر مياه البحر باللون يميل إلى الأخضر الداكن،  بدلاً من الأزرق المألوف.


وتعد هذه الظاهرة طبيعية ولا تتعلق بأى درجة من درجات التلوث وإنما ترجع إلى تغير حاد في اتجاه الريح مع تغير في درجات الحرارة ونشاط الكائنات والهائمات النباتية والبحرية الموجودة في قاع البحر.

عكارة ونحر الشواطئ

ويعد طرح البحر أو الهوام الأخضر من الأسباب الرئيسية التي تغير لون البحر المتوسط وتسبب في عكارته، وهى عبارة عن طحالب بحرية يخلفها البحر بعد انحساره على الساحل، حيث أكوام وكميات كثيفة من «الهوام» يلقيها البحر يوميًا على شواطئ البحر المتوسط، خلال أوقات محددة من العام، مع بداية موسم الصيف.


ولمواجهه تلك الهوام الأخضر يقوم عمال الشواطئ بجمعها باستخدام شباك الصيد وتعبئتها ونقلها فى سيارات القمامة خارج الشواطئ.

وعلى مدار الأعوام السابقة، تعرضت عدة قطاعات كبيرة من أراضي مركز البرلس بكفر الشيخ، الواقعة على شاطئ البحر المتوسط لأعمال نحر، وتآكل مستمرة لمياه البحر المتوسط، وتعد مشكلة النحر وتآكل الشواطئ، أحد أهم المخاطر التى تهدد شواطئ البحر المتوسط، خاصة مع زيادة حدة التغييرات المناخية، وتعرض إلى عدد من النوبات وموجات التقلبات الجوية ذات الطبيعة الحادة و ارتفاع الأمواج، وكان آخر تلك الشواطئ تآكل خليج سيدي عبدالرحمن، حيث تسببت التغيرات المناخيه التى زادت حدتها فى العقد الاخير في تآكل الشاطئ وعكارة المياه بشكل ملحوظ بالإضافه إلى عدم إتخاذ التدابير والتصميمات الهندسيه المناسبة عند إنشاء المصدات والرؤوس البحرية.

ظهور قناديل

وفي عام 2017، أثار ظهور قناديل بشكل ملحوظ على سواحل البحر المتوسط التساؤلات والذعر لدى المواطنين حيث شكلت حينها وزارة البيئة مجموعة عمل علمية بعد ظهور بعض أنواع من قناديل البحر بساحل البحر المتوسط المصري، لبحث ودراسة هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية التعامل معها، وقد تبين أن النوع المتسبب في هذه الظاهرة هو نوع Rhoplema nomadic وهو من الأنواع المسجلة في البحر المتوسط منذ عقود، وعلى مستوى إقليم البحر المتوسط، ولكن ازدياد تلوث الشواطئ والمياه البحرية بالمخلفات البلاستيكية، أدى إلى ظهورها على الشواطئ، بجانب ارتفاع درجات الحرارة.

وحاولت وزارة البيئة تفسير ودراسة تلك الظاهرة من خلال الخبراء، حيث أكدت إن انتقال قناديل البحر على مستوى بحار ومحيطات العالم ظاهرة طبيعية مرتبطة بالتغيرات المناخية والتلوث والصيد الجائر للأسماك والسلاحف البحرية؛ إذ سجل التاريخ انتقال نوع Mnemiopsis leidyi من المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، وقد عرف هذا النوع بشراسته، وامتد غطاؤه الجغرافي إلى البحر الأسود، حيث تسبب في خسائر مادية هائلة.

ظهور القرش بالبحر المتوسط

وتكررت أزمات البحر المتوسط ففي عام 2021، تسبب ظهور قرش بالساحل الشمالي حالة من الخوف الشديد التي سيطرت على المصطافين، إذ أعلنت القرى والشواطئ حالة التأهب القصوى، وغادر البعض الشواطئ عائدين إلى القاهرة والمحافظات الأخرى، حيث كشفت عن أنه تمت مشاهدة سمكتي قرش عبر الشاطئ، كما أن أحد القروش هاجم غواصاً. وأعلنت حينها القرية أنه تم إغلاق الشواطئ الخاص وشددت على أنه يمنع إطلاقاً نزول البحر حتى إشعار آخر.

وعملت وزارة البيئة على شكيل لجنة عاجلة من خبراء المحميات والحياة البحرية والفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة للوقوف على حقيقة، لتخرج فيما بعد تؤكد أن المعلومات المؤكدة حول الحادث تفيد بعدم تعرّض الغواص لهجمة سمكة قرش، كما قام الأطباء المكلفين بعلاج المصاب بفحص الإصابة وأفادوا بأنها ناتجة عن جرح قطعي بآله حادة وليس بسبب كائن بحري.


و قام خبراء وزارة البيئة بالانتهاء من أعمال فحص الجرح والتي انتهت إلى عدم تتطابق شكل الإصابة مع ما هو موثق عالمياً لطبيعة الإصابات التي تنتج عن هجوم أسماك القرش على البشر، ودعت إلى ضرورة توخي الحذر في نشر الشائعات التي تثير البلبة والرأى العام.
 

اقرأ أيضاً: مراحل جدري القرود.. من الإصابة الأولى حتى طوارئ «الصحة العالمية»